الشاعر سيف الرحبي يترجل ويودع

لقد عاش الشاعر سيف الرحبي عمرا بين الطفولة والشباب بين أحصان داخلية عمان وشرقيتها فسرور الولادة والبداية وبين أروقة مطرح ومسقط التي حملها معه عند مغادرته أرض السلطنة الى مصر العروبة بماتحمل في تلك الحقبة من أسماء تعد رموزا في الثقافة والادب العربي ولأسفاره المتصلة بالأدب في لبنان وسوريا التي جمعته بمفكرين وأدباء من النخب أشار اليها في كتاباته ورحلاته وسجل حضوره المميز بلاشك حقا أن يوصف بسفير الثقافة العمانية في تلك الحقبة المليئة بالنضال والقومية العربية التي كانت خصبة المعالم ومالذاك الإثراء من أثر حمله الشاعر سيف الرحبي مسجلا حضورا عمانيا بإرثه الموغل في القدم. وكنت على تواصل معه منذ قدومه الى وطنه وعندما نكون في تجوالنا الى داخلية وشرقية عمان تحديدا ولاية بدبد وولاية دمارالطائيين لاتزال ذاكرة الأمس حاضرة يتذكر الأمكنة والاودية والجبال والطريق الوعر لوادي منصح حينما كان طفلا مرافقا والده وجماعته والشوق الدفين والحنين الذي تربع على ذاكرته رغم السنين التي كان مغتربا عن عمان. وسبق وطرحت عليه مشروع الكتابة عن مسقط وزنجبار وشرق إفريقيا إبان الحكم العماني فأبدى استعداده في حالة وجود دعم الذي يمكنه من الإبحار بسفينته في عمق تلك الحقبة التاريخية لعمان وكان القصد من طرحي عندما يكون عندك أديب وشاعر عماني عربي عالمي فإنها مهمة أن نؤسس بعدا ثقافيا ونوطد عمانية المشهد من خلاله ويكون فيلما ومسلسل عماني موثقا ومتين وبإعتباره خرج من مجلة نزوى أجدها فرصة لو نحصل دعما حكومي أو شخصي فهذا العمل له عائد تاريخي وثقافي واجتماعي وعائد مالي ويكون الإنتاج عماني عربي وعالمي بإعتبار عمان آخر دولة عربية حكمت وإظهار التسامح الديني والأخلاقي والإنساني والعلمي وأثره التجاري مع وجود جنسيات عربية واجنبية استطاعت أن تجمع مع النسيج تفاعل واحتواء وتجانس داخل المحيط الواحد وكذلك أثر الهندسة العمانية والعمران والحراك التجاري من خلال الميناء والسفن العمانية وما أشبه التجانس بين زنجبار ومسقط بوجود قصر المتوني وبيت العجائب بقصر العلم حيث السكن ومقر حكم ومجمع مبنى حكومي وماللترابط الذي جسد الفكر في تلك الحقبة ببعضها والسفن العمانية والرحلات الإستكشافية والتجارية في شرق إفريقيا وتواصل الحضارات من خلاله وتوطيد أركان سفيرا عمانيا كأول سفير عربي في أمريكا إبان حكم السلطان سعيد بن سلطان وماالتواصل الثقافي مع دول عربية كما قرأناه في الأدب العماني مع مصر والخليج كما في شعر الإمام أبومسلم وقصائده في مصر العروبة وكانت فترة خصبة. إنه لجدير أن يقود الشاعر سيف الرحبي وهو من رواد الأدب والشعر وشخصية عربية وعالمية ان نشاهد الوجود العمان في شرق إفريقيا بقلمه وفكره خاصة وإنتماءه العربي الذي سيبحر بنا في بحار وعوالم نشتاق لرؤيته والأجيال وان نخلق من هذا الفكر عملا ثقافيا وتاريخيا ويكون له بعدا وصوتا مكملا لمابعد مجلة نزوى الثقافية التي استطاع من خلالها ترميم الذاكرة والثقافة العمانية في الذاكرة العربية والعالمية وهذا ماشاهدناه من سنوات أن أختيرت مجلة نزوى عضو وضيف شرف في معرض الكتاب بباريس الذي حضره بمعية وزبر الإعلام وزملاءه في المجلة أن حضيت بالتكريم وماللتواصل مع مفكرين ومبدعين عرب ساهموا بإبداعاتعم في نشر صوتهم ووضع بسطمتهم في مجلة نزوى من خلال علاقتهم به فقد كانت إسهاماته مسجلا حضورا ما قبل التسعين ومساهما في دور النشر واللقاءات التلفازية مع المحطات الخليجية والعربية والعالمية المعنية بالأدب والشعر فقد إستطاع أن ينشئ جيلا مبدعا في السلطنة الذين شهدت لهم الساحة العمانية والعربية. لاشك أن الشاعر والمفكر سيف الرحبي يعد من أعلام ورواد الأدب العماني في عصرنا الحديث كماهو من بين القامات العربية المشرفة والتي دائما تحظى بالإهتمام والدعوات لحضوره مهرجانات ومعارض أدبية في خارج السلطنة والشاعر سيف الرحبي بمايحمل من إنتماء وطني وعربي شخصية غيورة ومؤثرة مثله والفرسان في الميدان يقارع بإنسانيته وعمانيته الجغرافيا ويستنهض التاريخ ويستنطق الآثار ويخاطب الشجر والحجر بصوت التاريخ الأمجاد. واليوم ليست مجلة نزوى وحدها من تودعه إنما ذلك المكان الشامخ المتسم بالسكون برغم محتواه الكائن في مدينة الإعلام وأروقته وشخوصه وروح بإعتباره رئيس تحرير أهم مجلة ثقافية عمانية وعربية وتوافد الزوار من المثقفين العرب ومن هم أعلاما في بلدانهم وهم يزورنه ليسجلوا حضورا ولقاءا لبناء رؤية أو لتأسيس تفاعلا ثقافيا يثري الساحة العربية لجعلها تستمر ومنها وجود مجلة نزوى الداعمة لهم عربيا وعالميا إضافة الى هذا فقد سبق وعين في مجلس الدولة الذي يعد فيه رسم سياسات البلد في الداخل وكان لوجوده أثرا وداعما معنويا وممثلا عن المثقفين العمانيين وهذا دليل على الدعم الحكومي لترسيخ الأدب في السلطنة. مهما كتبنا عنه يقف القلم عاجزا أن يخط وماهناك من مؤلفات أدبية وشعرية وإرث لحقبة تزامنت مع نهضةعمان لعقود من الزمن التي تزخر بها أروقة المكتبات الخاصة ومعارض الكتاب .لقد ترجل الفارس عن صهوة جواده ونجد لزاما علينا أن يكرم بمشروع يخوض تجربته القادمة في توثيق التاريخ العماني في عمان وشرق أفريقيا منصوربن حبيب الرحبي

زر الذهاب إلى الأعلى