صدَقَ الرئيس

( بحر الكامل )
شعر : حمد الراشدي
مسقط
١٠ شوال ١٤٤٦ هـ – ٩ إبريل ٢٠٢٥ م
صَدَقَ الرّئيسُ وقَلَّ ألّا يَصْدُقُ
أنْ ليسَ عِنْدَ العُرْبِ ما قد يُقْلِقُ
ولقدْ جرى في عِلْمِهِ مِنْ سابِقٍ
أنَّ النفيرَ لدى الحُماةِ مُعَلّقُ
فدَعا بني صُهْيونَ كيْما يُفْحِشوا
في كُلِّ جُرْمٍ في الضِّعافِ ويمْحَقوا
ولهُ السّوابقُ عندما نَقَلَ السّفا –
-رةَ آمِرًا لا يَرْعَوي أوْ يَأْرَقُ
ثُمَّ اعْتِرافٌ بالهِضابِ رُعُونةً
أرْضًا لأعداءِ السّلامِ تُوَثَّقُ
ولَئنْ تَكَشّفَ ذا بطافحِ غَيِّهِ
في المُدَّةِ الأُولى ، فها هُوَ يُطْلِقُ
في المُدَّةِ الأُخْرى مَدافعَ غِلِّهِ
عَيْنٌ بِما يُرْضي اليهودَ تُحَدِّقُ
فدعا إلى إحْراقِ غَزَّةَ كُلِّها
ولِذا أعانَ بما يُبيدُ ويَسْحقُ
لا شيءَ راعى في الجُموحِ مَضى بِهِ
إلاَ الصّهاينةَ الذينَ تَعَمْلَقوا
مَدَّ العَدُوَّ بِذي سلاحٍ جائرٍ
حَصَدَ الغُزاةُ بهِ النُّفوسَ وأَحْرَقوا
مَنْ ذا يُراعي والحُماةُ تَنَكّبوا
مِنْ بادِئ الأَمْرِ الذي لمْ يَرْتَقوا
مَنْ يا تراهُ حاسِبًا أوْ يَتَّقي
أُسْدَ الشَّرى أو دارِعًا يَتمَنْطَقُ ؟
أمْ مَنْ يسيرُ إلى الرئيسِ بريشِهِ
ويَعودُ نُتْفًا ، والحقائبُ فُتَّقُ ؟
أمْ ذاكَ مَنْ نخرَ الشِّقاقُ بأَرْضِهِ
ورجَا الملائكَ تَعْتَني وتُوَفِّقُ ؟
أمْ مَنْ تَخَلّى عنْ مكانَةِ قَوْمِهِ
ورأى التّحَرُّكَ قد يليهِ تَعَوُّقُ ؟
وبلادُهُمْ رُزِئتْ بِكُلِّ فَجيعةٍ
بعد الرَّبيعِ كما غدا يَتَخلَّقُ
ودسائسُ الطّاغينَ باعتْ واشْتَرَتْ
لِضمائرِ الرّاجينَ حينَ تَعَلّقوا
بالْوَهْمِ كان مُخَططًا فَتُضامُ أَوْ –
-طانٌ لَهُمْ وتُداسُ بَعْدُ وتُخْنَقُ
كَذَبَ الرّبيعُ وقد غدا بِأُوارِهِ
نارًا تُدَمِّرُ للدِّيارِ وتَحْرُقُ
ظَلَمَ الحوادثَ مَنْ يَظُنُّ لِما جَرى
مَوْلودُ عَصْرٍ ليسَ مِنهُ الأسْبَقُ
مِنْ قَبْلُ جاؤوا ” الرّافِديْنِ ” وحَوَّلوا
مِنْهُ النُّهوضَ إلى التّراجُعِ يَزْلَقُ
وهُمُ الذين اسْتَعْمروا ، لمْ يَخْرجوا
حتّى يَشُقَّ السّهْمُ – دُعَّ – ويَمْرُقُ
قَضَموا الشُّعوبَ غِذاءَها وكِساءَها
واسْتَحْلبوا الثَّرْواتِ ، ظُلْمًا ما بَقُوا
زَرَعوا بُذورًا للشّقاقِ وأهلِهِ
أَلْمغْرِبُ الأقْصى ابْتُلِيْ والمَشْرِقُ
جَلَبوا لِلْ ” أَقْصى ” الرّعاعَ وتُوَّهًا
رَأسًا لأطماعِ البُغاةِ يُحَقِّقُ
ولأجلِ ذا طبعوا التذاكرَ جُمْلَةً
ومَضَوْا يَزفُّونَ المزاعِمَ نَمَّقوا
وَجْهَ المظالمِ صُلَّفًا ، ظَهَروا بِهِ
لِلْكيدِ هُمْ جيشٌ يَجولُ وفَيْلَقُ
جَعلوا الرّبيبَ على رَوادِفهمْ لهُ
حَملوا العَتادَ بِهِ رسَا يَتَخَنْدَقُ
بِوقاحَةِ المُسْتَكْبِرِ انْحازوا إلى الْ
مُحْتَلِّ في مَتْنِ الحُقوقِ يُمَزّقُ
وتَحالَفوا وتَجَيَّشوا وتسلّطوا
طُولَ السِّنينِ على الذي يَتَفَوَّقُ
حتى تَظَلَّ وللصّهاينةِ اليَدُ الْ
طُولىٰ ، ولا يعْلو عليْهمْ بَيْرَقُ
فاسْتَهْدَفوا البلدانَ واحِدةً تَلَتْ
أُخْرى ، بِمِصرَ الْبَدْءُ خَتْمًا جُلَّقُ
والأمْرُ في التِّكْرارِ باتَ مُمَنْهجًا
لا نُعِّمَتْ خُطَطٌ ولا تَتأَنَّقُ
إلاّ خِداعًا أوْ مُرادَ مَصالحٍ
عَسَلًا بَدتْ والسُّمُّ فيها مُغْدَقُ
لِلْعُرْبِ إنْ شاؤوا صحيحُ قِيامةٍ
مِنْ ذا السُّباتِ وقد غدا يَتَعَمَّقُ
يا أَيُّها العَرَبيُّ مُدَّ شِراعَها *
دَقَلٌ وسُكّانٌ إزاكَ وزَوْرَقُ
يا أيُّها العربيُّ أنتَ أذانُها
دينٌ وهَدْيٌ بالأمانةِ أخْلَقُ
يا أيُّها العَرَبيُّ كُنْ بجِوارِها
عَقْلٌ وفِكْرٌ لِلْعُلوم تُطَبِّقُ
يا أيُّها العربيُّ قُمْ بِذِمامِها
تَبني وتُعْلي والسّواعِدُ تَنْطِقُ
يا أيُّها العَربيَّ لا غُلِّتْ يَدٌ
تَرْمي بها عند الإصابةِ تَفْلُقُ
العَرَبيّ : تأسيسًا على الحديث الشريف : مَن تكلّم العربيةَ فهو عرَبيّ .