‏دمتَ الغانم . . .

حمود السيابي

‏—————————
‏ حمود بن سالم السيابي
‏——————————
‏تجلس في الصف الأول فتتجاهل العيون “الويل تشير” الذي تتربَّع فوقه فتراك الأطول.
‏وتمرُّ الكاميرات سريعاً بالوجوه والابتسامات وكأنها في عجلة من الأمر ، حتى تصل إلى حيث تسطع بابتسامتك فتطيل التوقُّف عندك.
‏وكأنَّ مخرج الحفل يبحث بكاميراته عنك ، وعن ياقات دشداشتك القطرية المميزة وغترتك البيضاء وعقالك المرعز.
‏وإذا ما مشيتَ في جنبات المكان تبخْترتَ كعريس ، فالحفل من كرسيه الأول وحتى الكرسي الأخير يقف لك ليلوِّحَ لك بموسيقى:
‏ “شومي له شومي له
‏يا أم الهدب
‏راعي الحدب
‏ شومي له”
‏ ولربما تصنفكَ قطر شراعها الكبير لسفينة “أم الحنايا”.
‏وتسمعك في صفقة “اليامال” لبحارة سفن “مصفح” و”الفتح” و”الجالبوت” و”الجاروف” و”الشارد” و”المنور” و”الودعاني”.
‏وهي صائبة في التصنيف إذ سجلت سفائنها سرعات قياسية في الوصول الآمن من السِّيف إلى السِّيفْ ناشرة بصبرك ورباطة جأشك وصلابتك وثباتك الأمل والحلم وهي تغني لروح النوخذة فيك:
‏”أم الحنايا يدِّفوها على السِّيفْ”
‏كلهم اصبياني تجر ُّالمجاديف”
‏وعرفكَ عشاق المونديال تميمة لنجاح أول بطولة لكأس العالم تحتضنها الأرض العربية وأنت تتلو آيات من الذكر الحكيم في لوحة الافتتاح.
‏ولربما لم يحسِّن منتخب قطر ترتيبه كثيرا في تصنيف الفيفا بمشاركته في مباريات المونديال لكن بلدك فازتْ باستثمارها في الإنسان ، فكنتَ أنتَ بين الملهمين وصنَّاع النجاح.
‏وحين أطلق الحكم صافرة النهاية وأُنزلتْ من على سارية استاد “لوسيل” راية الفيفا ليتلفَّع “ميسي” بالبشت العربي ، فكنتَ الأجدر بأحد البشتين اللذين نسجهما “متجر السالم للبشوت” لتلتفَّ أنت بأحدهما وتلتفَّ به معك الجهات الأربع في المعمورة.
‏وفي إطلالتك المسقطية سترى أوْجُهَاً مماثلة لرعاية الحالات التي تستعين ب “الويل تشير” لتبدو الأسرع والأجمل.
‏وستدركُ أنها محاطة بالرعاية الكريمة وبإشراف من أرفع المستويات في تراتبية الوطن.
‏ودمتَ غانماً يا غانم محمد المفتاح.
‏—————————
‏مسقط في ١٥ أبريل ٢٠٢٥م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى