أحمد بن يوسف الحارثي .. سيرة حافلة بالعطاء وخدمة الوطن

د عبدالله بن سالم بن حمد الحارثي
اختارت ولايتي القابل وقريتي المضيرب الخيل شعارا لها لتربي أجيالا يحملون معاني الشجاعة والاقدام والبطولة والتضحيات لبناء الوطن وخدمة قيادته.
ولما كان من البديهي أن الفرس تعرف فارسها ليقود زمامها. فقد اعتلى الصهوة بجدارة واقدام سليل الاماجد احمد بن يوسف الحارثي.
ترى من عينيه قبل أن تتحرك شفتيه كيف يلمع الذكاء، وتشعر من سمته قبل أن ينطق لسانه مرابض الحكمة والدهاء، وتستند إلى كلماته كصخرة واثقة لا تهزها ريح، إذا فاوض غلب واذا ناقش افحم واذا تكلم عم السكوت فلا قول بعد قوله ولا حجة تعلو حجته. مغلف مع كل ذلك ببساطة السلوك، وتواضع الواثق، وسمت الحكيم.
تحمل أعباء العمل الدبلوماسي على الرغم من مشقته وعناءه وعرف كيف يسير في الطريق الذي رسمه قائد مسيرة عمان فلم تنقطع في مسيرته شعره ولم تكن له كبوه. وكان محل اعجاب من القريب والبعيد.
لقد ربى جيلا من الدبلوماسيين اعتمدت عليهم عمان ساروا دربه واستناروا بمسيرته.
احمد بن يوسف الحارثي علامة في ملفات مهمة في العمل الدبلوماسي لعل أهمها مجلس التعاون وجامعة الدول العربية.
وعندما تتحدث عنه كإنسان فلا تجد نفسك الا أمام رجل تكاملت فيه خصال الرجال الحلم والتواصع والأخلاق والصلاح. واسع الاطلاع والمعرفة والثقافة محبا للأدب والتاريخ والعادات والتقاليد يوجه رسائله بالرمز مستندا إلى بيت عربي او قصة أو مثل تناقلته الأجيال فلا بخطئ سهمه وتصل رسالته . يحب العلماء والصالحين ويحب مطالعتهم وكان قرريبا منهم. لا يصل لقريته المضيرب الا ويزور والدي رحمه الله ويجلس في مجلسه فيتبادلا الحوار والحديث بأسلوب شجي ملي بالمحبة والبساطة وينتقلا من موضوع فكري الى اخر ويستمعا لما يقرأ من كتب.
انني اكتب هذه الكلمات وانا في قلبي حسرة والم وتحسر على فراقه لعلي اسلي نفسي واعزي اخوتي الدبلوماسيين ممن نهلوا من مدرسته. واعزي أبناءه الخليل ويوسف وشهاب وكل أفراد أسرته نسأل الله لهم الصبر والسلوان.





