الزيارة السامية للمنطقة السامية

سعيد بن مسعود المعشني
ليست المرة الأولى التي يزور فيها عاهل البلاد المفدى – حفظه الله – محافظة ظفار، فقد اختارها جلالته لتكون وجهته الأولى عند بداية برنامج لقاءاته الشعبية بمواطنيه، بعيد اعتلائه العرش السلطاني، في رسالة رمزية مدروسة بعناية فائقة، مفادها استمرار النهج والسياسة لعهد السلطان الراحل، الذي كانت ظفار منطلق بداية رحلته لبناء الوطن والمواطن. حتى وصل، به ومعه، إلى أفاق لم يتصور أحد في عمان، أو المنطقة أنها ممكنة. فخابت رهانات كل الذين حاولوا اعتراض أو تأخير مسيرة عودة عمان إلى بعث أمجادها التليدة، وأضافت السلطنة في عهدها “القابوسي” فصولا جديدة إلى موسوعة تاريخها المجيد الناصع البياض.
لقد عادت بنا الزيارة السامية الكريمة لمولانا جلالة السلطان هيثم إلى ولايتي ضلكوت ورخيوت وزيارة جلالته للمواقع العسكرية على الحدود الغربية متشحا باللباس العسكري للجيش السلطاني العماني، ولقاءه بضباط وجنود وحداته في تلك المواقع المسكونة بذكريات الشرف والعز والبطولة والتضحية، إلى أيام مضت كان فيها فقيد عمان الراحل السلطان قابوس، طيب الله ثراه، يتنقل بشكل دوري، لا يكاد يهدأ، بين الخطوط الامامية للقوات المسلحة العمانية أثناء معارك تطهير الأرض والإنسان من براثن الحزب الشيوعي الذي لفظته الأرض العمانية، ليذهب إلى مزابل التاريخ مهزوما، مذموما، مدحورا. ولتعلوا رايات النصر خفاقة بإعلان الفقيد القائد، رحمه الله، للعالم أجمع يوم الحادي عشر من ديسمبر ١٩٧٥م يوما للنصر المؤزر.
إن الحنكة والتجربة السياسية الممتدة لجلالة السلطان هيثم – حفظه الله – ومعرفته العميقة بقيمة ورمزية وقدسية المكان، تجعل من الصور المتداولة لزيارته لتلك البقعة الطاهرة من أرض الوطن، مبعث تاريخ جديد يكتب بالمداد بديلا عن الدم، والبناء والتعمير بديلا عن الهدم والخراب، وبالنور الذي يضئ شوارع الولايات الغربية وما بينها، بديلا عن الظلام والتخلف والفقر والجوع والخوف.
وما توجيهات جلالته الأخير إلى مجلس الوزراء إلا دليلا يساق على حرص جلالته، الذي لا تكاد تخلوا أي مناسبة يطل فيها على شعبه من التوجيه والتأكيد فيها على أهمية قيام الجهاز التنفيذي، ممثلا في مجلس الوزراء، على العمل على توفير ما يحفظ الوطن ويسعد المواطن.
فشعب عمان معروف عنه عزيز في نفسه، منيع في نسيجه، مجرب في الملمات. ينام ويصحو وهو يلهج بالحب والوفاء لقيادته التي تبادله نفس الشعور، والثقة بأن القادم أفضل، بمشيئة الله وتوفيقه.





