أذكياء لكن أغبياء

سهوب بغدادي

تتعدد التعريفات الاصطلاحية والعلمية والنفسية للذكاء وتتفرع أنواعه، فمنه الذكاء العاطفي، واللغوي والمنطقي، والحسي الحركي، وغيره من الأنواع الأخرى التي حَبىٰ الله بها كل شخص وميزه بها عن الآخر، فيمضي الآباء والمربين حياتهم بحثًا عن سُبل اكتشاف و تنمية وتعزيز أنواع الذكاء لدى أطفالهم، ويسعى البعض إلى تنمية ما ينقصهم من الذكاءات المختلفة، في المقابل، قد يوسم الشخص الذي يوضع في موضع غير صحيح بالغبي أو غير الذكي، وهو وصف غير لطيف وليس صحيحًا، باعتبار تنوع مواضع توظيف الذكاء، مما يجعل الذكاء أمرًا شخصيًا واختياريًا في مواطن أخرى، بالتطرق إلى الذكاء الاختياري، فإنه يوظف في مواضع عديدة شريطة أن يكون عنصر حرية الاختيار متاحًا، ونابع من رغبة شخصية، إن بعض المواقف في الحياة تتطلب عدم التذاكي، أو تبيين المعرفة بالشيء بمعنى التظاهر بعدم العلم والمعرفة، فبعض التذاكي غباء إذا ما وُظِّف في غير محله السليم، إذ ورد في كتاب روبرت جرين الشهير ٤٨ قانون للسطوة أو القوة، في القانون الأول “لاتبدي تفوقك على سيدك أو رئيسك” وهنا تتضح لنا أهمية توظيف الذكاء من عدمه، فمن الغباء أن تكون ذكيًا إذا كان الأمر سيضرك، وبعض التغابي من الذكاء، أيضًا،
بعض التغابي من حسن الأدب وبعضه الآخر من الستر على الغير.

“ميزة الذكي أنه يستطيع التظاهر بالغباء، أما العكس فصعب جدًا” – كورت توشولسكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى