منتدى عُمان للمسؤولية الاجتماعية يدعو إلى ترسيخ برامج مؤسسية مستدامة

مسقط في 22 ديسمبر 2025 /العُمانية/ شدّد منتدى وجوائز عُمان للمسؤولية الاجتماعية للشركات، الذي نظمته شركة المتحدة لخدمة وسائل الإعلام اليوم بمسقط، على أهمية تطوير منظومة متكاملة للمسؤولية الاجتماعية المؤسسية، وتعزيز دورها كأداة داعمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في سلطنة عُمان.

ورعى افتتاح المنتدى معالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل، فيما جاءت النسخة الثانية من المنتدى مركّزة على الانتقال بالمسؤولية الاجتماعية من مبادرات متفرقة إلى منظومة وطنية متكاملة تقوم على الحوكمة، وقياس الأثر، وتعظيم العائد الاجتماعي والاقتصادي.

وأكد سعيد بن مسعود المعشني نائب الرئيس التنفيذي لشركة المتحدة لخدمة وسائل الإعلام، في كلمته، أن المنتدى يسلّط الضوء على المسؤولية الاجتماعية باعتبارها أداة استراتيجية داعمة للسياسات الوطنية، ومكوّنًا أساسيًا لبناء الثقة بين المؤسسات والمجتمع، مشددًا على ضرورة توحيد الجهود وتعظيم الأثر الاجتماعي والاقتصادي للاستثمارات المجتمعية بما ينسجم مع مستهدفات رؤية «عُمان 2040».

من جانبه، أوضح مبارك بن خميس الحمداني مدير المكتب الوطني لاستشراف المستقبل بوزارة الاقتصاد، أن التوجهات العالمية الحديثة تمضي نحو ربط المسؤولية الاجتماعية بالأداء المالي طويل الأمد، من خلال نماذج أكثر التزامًا تعتمد على التشريعات والإفصاح وقياس الأثر، وربط الأداء الاجتماعي والبيئي بسلاسل القيمة والاستثمار.

بدورها، أكدت ماجدة بنت شيخان المعمرية مديرة مركز الاستثمار المستدام ببورصة مسقط، أهمية تعزيز الحوكمة والإفصاح وتوحيد المفاهيم والمعايير، وتبنّي منهجيات واضحة لقياس الأثر، مشيرة إلى الدور الذي تضطلع به بورصة مسقط في تشجيع الشركات المدرجة على تطبيق ممارسات الاستدامة والإفصاح وفق معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.

واستعرض الدكتور وليد بن خالد الراجحي عميد عمادة التخطيط وإدارة الجودة بجامعة نزوى، تجربة الجامعة في ترسيخ منظومة متكاملة للمسؤولية الاجتماعية، موضحًا أن الجامعة نجحت في بناء هيكل مؤسسي مستدام قائم على التخطيط الاستراتيجي وتكامل الأدوار وقياس الأثر.

وتحدث حمود بن محمد الشيذاني رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، عن جهود الجمعية في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وتعزيز دمجهم في المجتمع، عبر منظومة شاملة من البرامج التي تشمل التأهيل والتدريب، ونشر الوعي بلغة الإشارة، وتوفير المعينات السمعية والتقنيات المساندة.

كما استعرضت آمنة بنت إبراهيم الشيزاوية أخصائية التواصل المؤسسي بمؤسسة جسور، تجربة المؤسسة في بناء نموذج مؤسسي للمسؤولية الاجتماعية قائم على الحوكمة والاستدامة، مؤكدة أن التحول من المبادرات إلى البرامج التنموية المستدامة يتطلب أطرًا واضحة للتنظيم والتخطيط وقياس الأثر.

وقدّم المهندس أحمد بن محمد البلوشي رئيس قسم البناء والصيانة بجمعية دار العطاء، ورقة عمل تناول فيها جهود الجمعية في تحويل العمل الخيري إلى منظومة تنموية مؤسسية، ترتكز على الاستدامة وتمكين الفئات المستحقة وتعظيم الأثر الاجتماعي، من خلال برامج متكاملة في الإسكان والتعليم والدعم الاجتماعي والتمكين الاقتصادي، إلى جانب الالتزام بأفضل ممارسات الحوكمة والشفافية.

من جهتها، استعرضت بسمة بنت حمد الكيومية رئيسة قسم تطوير الأعمال بأكاديمية المرأة العُمانية، دور الأكاديمية في تمكين المرأة وبناء قدراتها المهنية والقيادية، موضحة أن الأكاديمية تعمل على تطوير مهارات المرأة وتعزيز مشاركتها الاقتصادية والمجتمعية عبر برامج تدريبية وتطويرية متخصصة.

وشهد المنتدى عقد جلسة نقاشية موسعة بعنوان «المسؤولية الاجتماعية في سلطنة عُمان: من المبادرات إلى منظومة وطنية مستدامة»، ناقش المشاركون خلالها واقع المسؤولية الاجتماعية والتحديات المرتبطة بتوحيد الجهود، وسبل تحويل المبادرات الفردية إلى برامج مؤسسية مستدامة، مؤكدين على أهمية الحوكمة وقياس الأثر، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب دور الشركات في تعظيم العائد الاجتماعي والاقتصادي لاستثماراتها المجتمعية.

زر الذهاب إلى الأعلى