حراك صناعي متسارع يعزز حضور سلطنة عُمان في الاقتصاد العالمي

مسقط في 27 ديسمبر 2025 /العُمانية/ يشهد القطاع الصناعي في سلطنة عُمان وتيرة متسارعة من التطور على المستويات التشريعية والإنتاجية والاستثمارية، في إطار صياغة هوية صناعية حديثة جعلت من التصنيع محورًا رئيسيًا للسياسات الاقتصادية، وأسهمت في تعزيز موقع السلطنة على الخارطة الاقتصادية العالمية.

وتجلّت ملامح هذه النهضة الصناعية في تدشين وافتتاح عدد من المشروعات الاستراتيجية الكبرى، من أبرزها مصنع «كروة للسيارات» في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومصنع «سانفيرا للكربون» بمحافظة ظفار، إلى جانب مصفاة الدقم ومجمع لوى للصناعات البلاستيكية. كما جرى الانتهاء من إنشاء مصنع «يونايتد سولار» لإنتاج البولي سيليكون، في خطوة تدعم توطين سلاسل التوريد المرتبطة بصناعة الألواح الشمسية.

وفي إطار تعزيز الأمن الدوائي، شهد القطاع تدشين مصانع «فليكس» و«ظفار» و«ميناجين» للصناعات الدوائية، والتي أسهمت في رفع الناتج الصناعي، ونقل التقنيات المتقدمة، وتوطين سلاسل الإمداد، إلى جانب استقطاب الكفاءات الوطنية.

وعكست المؤشرات الاقتصادية حجم التحول الذي شهده القطاع الصناعي، حيث سجل الناتج الصناعي نموًا سنويًا بنسبة 7 بالمائة، وبلغت الصادرات الصناعية بنهاية عام 2024م نحو 7 مليارات ريال عُماني، فيما وصل حجم الاستثمارات الصناعية الأجنبية المباشرة إلى حوالي 2.8 مليار ريال عُماني، وارتفع عدد العاملين العُمانيين في القطاع إلى أكثر من 57 ألف موظف.

وعلى المستوى الدولي، حظي الحراك الصناعي في سلطنة عُمان بإشادة من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، التي صنّفت السلطنة ضمن الدول الصاعدة صناعيًا، مشيدة بتسارع الصناعات عالية التقنية وبناء سلاسل قيمة متقدمة، ومؤكدة أن الاستراتيجية الصناعية 2040 تمثل نموذجًا في توظيف الابتكار وتوطين التقنية.

وأكد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن، وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، أن المرحلة المقبلة، مع انطلاق الخطة الخمسية الحادية عشرة، ستركز على مفاهيم «الإنتاج الذكي» وتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، بما يضمن استدامة الريادة الصناعية وتحويل القطاع إلى محرك رئيسي للتنويع الاقتصادي.

من جانبه، أشار المهندس خالد بن سليم القصابي، مدير عام الصناعة بالوزارة، إلى تسجيل نمو قياسي في طلبات التراخيص الصناعية، مدعومًا ببرامج تمكينية مثل «إتقان» ومبادرة «مصانع الإنتاج الذكي»، إضافة إلى تفعيل أدوات جديدة تشمل «المرصد الصناعي» ومنصة «تصنيع» لتنظيم مشتريات القطاع وتعزيز المحتوى المحلي.

وفي قطاع الصناعات التحويلية، أوضح المهندس سعيد بن محمد المسعودي، الرئيس التنفيذي لشركة «صحار ألمنيوم»، أن الشركة تمكنت من ترسيخ قاعدة قوية لصناعات الشق السفلي من خلال استقطاب استثمارات نوعية ورفع نسب التعمين إلى مستويات متقدمة، ما عزز القيمة المحلية المضافة للاقتصاد الوطني.

بدوره، أكد المهندس عمر بن علي البلوشي، الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية لدرفلة الألمنيوم، أن السنوات الخمس الماضية شكّلت مرحلة محورية في مسيرة القطاع الصناعي، شهدت تحولات نوعية وإنجازات ملموسة عززت مكانة سلطنة عُمان كمركز صناعي واعد إقليميًا، مشيرًا إلى أن السياسات الحكومية والدعم المؤسسي أسهما في تحقيق نمو متصاعد، لا سيما في قطاع الألمنيوم من حيث الإنتاج والصادرات وتوسّع القدرات التشغيلية والبنية الأساسية.

كما أكد ناصر بن سليمان العزري، الرئيس التنفيذي لشركة فالي عُمان، أن سلطنة عُمان توفر بيئة جاذبة للاستثمارات الصناعية طويلة الأجل، وتتمتع بمقومات تنافسية واضحة، مشيرًا إلى أن الشركة تواصل استثماراتها السنوية في تطوير قدرات صناعية متقدمة تخدم أسواق الصلب العالمية، إلى جانب تنفيذ خطط لتوسيع عملياتها بما ينسجم مع رؤيتها للنمو المستدام.

زر الذهاب إلى الأعلى