قادة “التعاون” يبحثون في الكويت اليوم ملفات الأمن والاقتصاد والتحديات والتطورات في المنطقة والعالم

البديوي: المكانة المرموقة لدول المجلس نتيجة لسياسة واحدة داعمة للأمن والسلم

المطيري: القمة فرصة لتأكيد إيماننا بالمصير الواحد والعمل المشترك من أجل المستقبل

الكويت الواحة

يحل قادة وممثلو دول مجلس التعاون الخليجي اليوم في الكويت، التي تستضيفهم بكثير من الحفاوة والترحيب والابتسامة كعاداتها في قمة اطلق عليها (المستقبل خليجي)، على امل أن تكون قمة دول مجلس التعاون الـ 45، كسابقاتها في الإنجاز والعمل ومواصلة البناء على ماتحقق من انجازات خلال 43 عاما الماضية منذ انشاء المجلس في 25 مايو 1981م. ويمثل جلالة السلطان المعظم في هذه القمة صاحبُ السُّمو السّيد فهد بن محمود آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.كما سيبحث القادة التحديات والتغييرات التي تعصف بالمنطقة والعالم، خاصة وان القمة تأتي في توقيت إقليمي حساس، فلا تزال نار العدوان الإسرائيلي تحرق غزة، بينما دول الخليج ثابتة في موقف واحد لا يتجزأ حول ضرورة إقامة دولة فلسطينية كحق للشعب الفلسطيني تكفله كل القرارات الدولية. والتطورات في لبنان، وأمن البحر الأحمر، والأحداث الأخيرة في سوريا، بالإضافة إلى القضايا الخاصة بدول المجلس، مثل الملفات العسكرية والأمنية والاقتصادية للدول الست.وفي مشهد يعبر عن وحدة الصف والترابط الوثيق بين دول المجلس، رفعت الأعلام الوطنية للدول الأعضاء عاليا فوق ساريات الكويت، لتجسّد رمزا للتلاحم الذي يجمع بين شعوبها، وتعبّر عن رؤى مشتركة ومستقبل مشرق.وأكد الأمين العام ‏لمجلس التعاون، جاسم البديوي، أن المكانة المرموقة التي تتمتع بها دول المجلس أتت بفضل القاسم المشترك المتمثل بوجود سياسة خارجية واحدة داعمة للأمن والسلم الدوليين. اقتصادات «التعاون» تحتل المرتبة 12 عالمياً… و4 تريليونات دولار قيمة أسواق الأسهم وقال البديوي، في جلسة حوارية مع الإعلاميين المشاركين بتغطية أعمال القمة، إن المجتمع الدولي ينظر إلى دول مجلس التعاون باعتبارها شريكا استراتيجيا موثوقا ذا مصداقية لا يملك أجندة خفية.وأكد البديوي أن الجميع يتطلع لهذه القمة بشوق كبير، إذ تأتي بعد عمل دؤوب استمر سنة كاملة في اللجان المشتركة العاملة بغية الوصول للتكامل الخليجي المنشود. وذكر أن دول مجلس التعاون عقدت منذ نشأته 44 قمة اعتيادية، و17 قمة تشاورية، و4 قمم استثنائية، و6 قمم مشتركة مع رؤساء دول أخرى. وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي لدول مجلس التعاون أفاد البديوي بأن دول المجلس تنتج يوميا نحو 16 مليون برميل نفط، فضلا عن أنها الأولى عالميا في احتياطات النفط الخام والغاز الطبيعي.وأوضح أنه في عام 2022 نما الاقتصاد الخليجي أكثر بـ 7 مرات من الاقتصاد العالمي، ونصيب الفرد من الناتج الإجمالي في دول المجلس أعلى بثلاث مرات من متوسط نصيب الفرد عالميا.كما يبحث القادة تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي مع الدول العالمية وعلى رأسها الصين، وفي هذا الصدد قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، إن مفاوضات دول المجلس مع الصين بشأن اتفاقية التجارة الحرة وصلت إلى المرحلة النهائية.من جانبه، شدد وزير الإعلام السابق سامي النصف على أهمية القمة في استكمال الإنجازات التي حققتها القمم السابقة مبيناً أن استمرار عقد القمم الخليجية حتى في أصعب الظروف يثبت جدية المجلس وحرصه على تعزيز التعاون بين دوله ما ينعكس إيجاباً على حياة المواطن الخليجي.وزير الإعلام: حريصون على تنظيم القمة الـ 45 بما يليق بمكانة الكويت الإقليمية والعلاقات الخليجية التاريخيةأكد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي عبدالرحمن المطيري حرص الكويت على تنظيم قمة المجلس الأعلى ل‍مجلس التعاون الخليجي الـ 45 التي تعقد الأحد بما يليق بمكانة الكويت الإقليمية والعلاقات التاريخية المتجذرة بين دول مجلس التعاون الخليجيوقال الوزير المطيري في تصريح للصحافيين خلال افتتاحه المركز الإعلامي المصاحب للقمة «إننا حريصون على تقديم أفضل تنظيم واستقبال يعكسان الروابط المتينة والعلاقات الأخوية الممتدة بين دول مجلس التعاون الخليجي».وأضاف ان هذه القمة «تعتبر فرصة لتأكيد إيماننا بالمصير الواحد والعمل المشترك لتحقيق مستقبل مزدهر مليء بالنجاحات والإنجازات التي تمثل الأهداف السامية لمجلس التعاون».وأوضح أن العلاقات بين الكويت وأشقائها في مجلس التعاون الخليجي عميقة وضاربة في أعماق التاريخ، مشددا على أن هذه العلاقات أصبحت نموذجا يحتذى في التعاون الإقليمي.وذكر أن «ما يميز علاقاتنا الخليجية هي الخصوصية التي مكنت من إحداث نقلة نوعية في مختلف المجالات مع تحويل التاريخ المشترك إلى عمل موحد يخدم القضايا المصيرية ويعزز مسيرة مجلس التعاون».وبين أن المركز مجهز لاستقبال أكثر من 80 إعلاميا وصحافيا وضيفا لتغطية القمة الخليجية وأعمالها حيث يضم المركز استوديوهات حديثة ومساحات عمل مزودة بأجهزة كمبيوتر وقاعات للندوات والجلسات الحوارية إضافة إلى شاشات عرض كبيرة وخدمات إنترنت متطورة.وأشار إلى أن المركز يشمل معرضا إعلاميا مصاحبا مكونا من سبعة أجنحة منها ستة مخصصة للدول الأعضاء وجناح للأمانة العامة حيث يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على مسيرة دول مجلس التعاون وإنجازاتها التاريخية وأهم القضايا المشتركة التي تهم شعوب المنطقة.د. أحمد باتميرا: “تسخير قوتنا الاقتصادية في بلداننا لضمان استدامة أمننا القومي والغذائي”قال الإعلامي العماني والكاتب السياسي الدكتور احمد بن سالم باتميرا :”إن القمة التي ستستضيفها دولة الكويت، ستفتح آفاقاً جديدة وواسعة للتعاون بين الأشقاء، وستكون مناسبة مهمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الخليجيين، مؤكداً أن هناك مسارات عديدة للتعاون تجمع بلدان الخليج وحان الوقت للاسراع فيها”.ولفت إلى أن التعاضد ولم الشمل الخليجي، ليس غريباً على الكويت، فهي في طليعة الدول الداعمة للتضامن الخليجي، وهي بوصلة للعلاقات المميزة بين دول المجلس، متمنياً أن تخرج القمة بمخرجات تخدم الشعوب، لاسيما في الملفات الاقتصادية والامن والغذاء.واعرب باتميرا : عن تطلعه لأن تحقق «قمة الكويت» الأمل المنشود لمسيرة المجلس، من خلال الاتفاق على مواجهة الأزمات والتحديات العالمية كفريق واحد، وتوطيد العلاقات التاريخية العميقة، فالظروف السياسية التي يمر بها العالم من حروب ساخنة وأزمات اقتصادية واضحة، تحتم على القمة الخروج بقرارات مشتركة، تزيد من وحدة وقوة الموقف الخليجي المشترك.وأشار إلى أن إنجازات مجلس التعاون كثيرة في المجال الاقتصادي والتعليمي والأمني والبيئي، لكن تسخير قوتنا الاقتصادية والاستثمارية في بلداننا الخليجية أصبح ضرورة أساسية للأمن القومي والغذائي، من خلال تبني مشاريع عملاقة ذات عوائد مالية وغذائية على الجميع، مثل مشروع «مصفاة الدقم» بين سلطنة عمان والكويت، فالرؤية الحقيقية هي في جعل المنظومة الخليجية قوة اقتصادية فاعلة ومؤثرة داخلياً وخارجياً.

زر الذهاب إلى الأعلى