اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة وتسليم الأسرى الإسرائيليين
القدس المحتلة – الوكالات
اقترب المفاوضون في قطر على ما يبدو اليوم الأربعاء من إتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد اندلاع الحرب التي خلفت الكثير من القتلى والدمار.
قال مسؤول فلسطيني لرويترز اليوم إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قدمت موافقة شفهية على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي يجري التفاوض بشأنه في قطر.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن حماس في انتظار مزيد من المعلومات لإعطاء موافقتها النهائية المكتوبة.
وقال مسؤول إسرائيلي في وقت سابق اليوم إن حماس وافقت على مقترح سلمه المفاوضون القطريون لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإعادة الرهائن، لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع بنفي موافقة الحركة على المقترح قائلا “على النقيض من التقارير، لم تقدم منظمة حماس الإرهابية بعد ردها على المقترح”.
وذكر مسؤول من حماس طلب عدم الكشف عن اسمه أن الحركة لم تقدم موافقة مكتوبة على الاقتراح.
وقال مسؤولون من دول الوساطة، قطر ومصر والولايات المتحدة، وكذلك من إسرائيل وحماس أمس الثلاثاء إن التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في القطاع المحاصر وإطلاق سراح الرهائن أصبح أقرب من أي وقت مضى.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات لرويترز اليوم الأربعاء “أنا متفائل أن التوقيع سيتم الليلة أم يوم غد على أقصى تقدير”.
وكان مسؤول كبير في حماس قال لرويترز في وقت متأخر أمس إن الحركة الفلسطينية لم تسلم ردها بعد لأنها ما زالت تنتظر تسليم إسرائيل لخرائط توضح كيفية انسحاب قواتها من غزة.
وخلال أشهر من المحادثات المتقطعة الرامية للتوصل إلى هدنة في الحرب المدمرة المستمرة منذ 15 شهرا، سبق أن قال الجانبان إنهما قريبان من وقف إطلاق النار ثم واجها عقبات في اللحظات الأخيرة. والخطوط العريضة للاتفاق الحالي قائمة منذ منتصف عام 2024.
وإذا نجحت تلك المساعي، سيؤدي الاتفاق المرحلي إلى وقف حرب قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين ودمرت معظم أنحاء قطاع غزة وأجبرت معظم سكانه البالغ عددهم قبل الحرب 2.3 مليون نسمة على النزوح، ولا تزال تقتل العشرات كل يوم.
ومن شأن هذا بدوره أن يخفف التوتر في الشرق الأوسط حيث أشعلت الحرب مواجهات في الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.
وشنت إسرائيل هجومها على غزة بعد أن هاجم مقاتلون بقيادة حماس بلدات جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت منذ ذلك الحين أكثر من 46700 فلسطيني في غزة.
وتجددت آمال الفلسطينيين في أن تؤدي المحادثات إلى وقف معاناتهم من الضربات الإسرائيلية وتخفيف الأزمة الإنسانية.
وقالت أمل صالح (54 عاما)، وهي من سكان غزة النازحين بسبب الحرب “بننتظر وقف إطلاق النار والهدنة. يا رب الله يكملها علينا بالخير ويعم علينا السلام، ونرجع على مكانا”.
وأضافت “معلش يعني حتى لو كانت بيوتنا مقصوفة ومدمرة… إلا إنه نعرف إنه خلاص احنا عايشين بحالة سلم”.
وبموجب خطة الاتفاق ستستعيد إسرائيل نحو 100 رهينة لا يزالون في غزة وجثث رهائن من بين الذين تم اقتيادهم إلى القطاع في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 الذي شنته حماس واندلعت بعده الحرب. وفي المقابل ستفرج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين.
وأحدث مسودة للاتفاق معقدة، إذ تتضمن الخطوات الأولى بموجبها وقفا مبدئيا لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع.
وتتضمن الخطة أيضا انسحابا تدريجيا للقوات الإسرائيلية من وسط غزة وعودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال القطاع.
كما سيكون على حماس أن تطلق سراح 33 من الرهائن.
وتنص المسودة على بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق بحلول اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى. وتتضمن المرحلة الثانية إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين ووقف إطلاق النار بشكل دائم والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.
وحتى إذا وافقت أطراف القتال على الاتفاق المطروح، يتعين إجراء المزيد من المفاوضات قبل التوصل لوقف نهائي لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وإذا مضت الأمور بسلاسة، سيظل يتعين على الفلسطينيين والدول العربية وإسرائيل الاتفاق على رؤية لغزة ما بعد الحرب، وهي مهمة ثقيلة تشمل توفير ضمانات أمنية لإسرائيل واستثمار مليارات الدولارات لإعادة الإعمار.
لكن السؤال الذي لم تتم الإجابة عليه بعد هو من سيتولى إدارة غزة بعد الحرب.
وترفض إسرائيل أي مشاركة من جانب حماس، التي كانت تدير غزة قبل الحرب. ولكن إسرائيل عارضت بنفس القدر أن تديره السلطة الفلسطينية، وهي الهيئة التي أنشئت بموجب اتفاقيات أوسلو للسلام قبل ثلاثة عقود وتحظى بسلطات محدودة في الضفة الغربية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى اليوم الأربعاء إن السلطة الفلسطينية يجب أن تكون الجهة الحاكمة الوحيدة في غزة بعد الحرب.
* هجمات إسرائيلية
رغم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ذكر بيان أصدره جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) والجيش اليوم الأربعاء أنهما نفذا هجمات مع القوات الجوية على نحو 50 هدفا في أنحاء غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأسفرت ضربات إسرائيلية عن مقتل 13 فلسطينيا على الأقل في أنحاء قطاع غزة. وقال مسعفون إن من بين هؤلاء سبعة قتلوا في مدرسة تؤوي عائلات نازحة في مدينة غزة، وستة قتلوا في غارات جوية منفصلة على منازل في دير البلح ومخيم البريج ورفح.
ووجدت عائلات الرهائن في إسرائيل نفسها ممزقة بين الأمل واليأس.
وقالت هاداس كالديرون التي اختُطف زوجها وطفلاها “لا يمكننا أن نضيع هذه الفرصة. هذه هي الفرصة الأخيرة، يمكننا إنقاذهم”.
وتقول إسرائيل إن 98 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، ويعتقد أن نصفهم تقريبا على قيد الحياة. ويشمل العدد إسرائيليين وأجانب. وتم خطف 94 من هؤلاء الرهائن خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، بينما لا يزال أربعة محتجزين في غزة منذ عام 2014.