فوائد الإفطار على التمر والماء في شهر رمضان
مسقط – الواحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد فالماء فإنه طهور”.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من الماء، فما الحكمة من تفضيل الإفطار بالتمر على الماء؟
يعتبر التمر في رمضان من أغنى الأغذية بسكر الجلوكوز، وبالتالي فهو أفضل غذاء يقدم للجسم حينئذ؛ إذ يحتوي على نسبة عالية من السكريات، تتراوح ما بين (75- 87%)، يكون الجلوكوز 55% منها، والفركتوز 45%، علاوة على نسبة من البروتينيات والدهون وبعض الفيتامينات، أهمها: أ، وب2، وب12، وبعض المعادن الهامة، أهمها: الكالسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والكبريت، والصوديوم، والماغنسيوم، والكوباليت، والزنك، والفلورين، والنحاس، والمنجنيز، ونسبة من السليولوز.
ويتحول الفركتوز إلى جلوكوز بسرعة فائقة، ويُمتَّص مباشرة من الجهاز الهضمي؛ ليروي ظمأ الجسم من الطاقة، وخصوصًا تلك الأنسجة التي تعتمد عليه أساسًا: كخلايا المخ، والأعصاب، وخلايا الدم الحمراء، وخلايا نقي العظام.
وللفركتوز مع السليولوز تأثير منشط للحركة الدودية للأمعاء، كما أن الفوسفور مهمٌّ في تغذية حجرات الدماغ، ويدخل في تركيب المركبات الفوسفاتية، مثل: الأدينوزين، والجوانين ثلاثي الفوسفات، والتي تنقل الطاقة وترشد استخدامها في جميع خلايا الجسم، كما أن جميع الفيتامينات التي يحتوي عليها التمر لها دور فعَّال في عمليات التمثيل الغذائي (أ، وب1، وب2، والبيوتين، والريبوفلافين… إلخ)، ولها أيضًا تأثير مهدئ للأعصاب.
وللمعادن دور أساسيّ في تكوين بعض الأنزيمات المهمة في عمليات الجسم الحيوية، ودور حيوي في عمل البعض الآخر، كما أن لها دورًا مهمًّا في انقباض وانبساط العضلات والتعادل الحمضي- القاعدي في الجسم، فيزول بذلك أي توتر عضلي أو عصبي، ويعم النشاط والهدوء والسكينة سائر البدن.
وعلى العكس من ذلك لو لم يبدأ الصائم إفطاره بالتمر في رمضان وبدأ فطره بتناول المواد البروتينية، أو الدهنية؛ فهي لا تمتص إلا بعد فترة طويلة من الهضم والتحلل، ولا تؤدي الغرض في إسعاف الجسم لحاجته السريعة من الطاقة، فضلاً على أن ارتفاع الأحماض الأمينية في الجسم نتيجة للغذاء الخالي من السكريات، أو حتى الذي يحتوي على كمية قليلة منه، يؤدي إلى هبوط سكر الدم.
لتمر من الفواكه سهلة الهضم ولذلك فعندما يتناولها الصائم فإنها تكسبه شعور بالطاقة والشبع بعد دقائق قليلة من تناولها.
الشعور بالشبع الذي يشعر به الصائم عند الإفطار على التمر يقلل من فرص تناوله للطعام بسرعة أو إفراطه في تناول الأطعمة الثقيلة وكلتاهما من العادات التي قد تتسبب في اضطرابات في الهضم.
كما أن الإفطار على التمر يساعد على تهيئة المعدة لاستقبال الأطعمة بعد ساعات طويلة من الصيام والخمول طوال اليوم وينشط الجهاز الهضمي استعداد لهضم وامتصاص الأطعمة الثقيلة أو الدسمة.
التمر غني جدا بالسكريات الطبيعية سهلة الامتصاص والتي تتميز بخواصها المنشطة لخلايا الجسم وخاصة خلايا المخ والأعصاب ولذلك فإن تناول التمور على الإفطار يساعد على تنشيط الجسم والذهن والتقليل من الشعور بالنعاس والخمول.
كما أن تناول التمر عند الإفطار يقلل من فرص الإصابة بالإمساك بفضل احتواء التمر على نسبة مرتفعة من الألياف تساعد على تحسين حركة الأمعاء.
ويمكن للأملاح القلوية الموجودة في التمر أن تساعد على ضبط حموضة الدم والتي تزداد عادة بسبب الإفراط في تناول اللحوم والكربوهيدرات مما يساعد على الوقاية من أمراض ومشكلات صحية مثل السكري والنقرس وحصوات الكلى والتهابات المرارة وارتفاع ضغط الدم والبواسير.
وبسبب احتوائه على نسبة عالية من المغنيسيوم والكالسيوم، يعد التمر مفيداً أيضا في علاج اضطرابات الجهاز التنفسي وأمراض القلب والسرطان، كما يوصى به أيضا لعلاج فقر الدم والحساسية والإمساك.
هذه الأسباب فإن التمر في رمضان أمر أساسي للغاية، حيث يمكن أن ندرك الحكمة في أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بالإفطار على التمر في رمضان.