حديث الروح مع د علي بن طالب الهنائي

بقلم د. محمد البندري

استمتعت البارحة ضمن برنامج هلا رمضان من إذاعة هلا اف ام بلقاء مع الشيخ الدكتور علي بن طالب الهنائي. المقابلة كانت اكثر من رائعة وتضمنت ذكريات الدكتور علي في الطفوله والدراسة والحياة العملية. تعرفت على الدكتور علي بن طالب عندما كنت اراجعه في العيادة بمستشفى الجامعه وكان بشوشا بابتسماته المعهودة مع الجميع. كان لايكتفي بقراءة الضغط الذي تقوم به الممرضات ويصر ان يقوم بنفسه بقياس الضغط والفحص بالسماعه. توطت معرفتي به مع الايام والتقينا في ندوة عن تحديات التعليم بمقر مجلس التعاون بالرياض. مازلت اتذكر محاضرته القيمه في الندوة والتى شخص فيها ان من أسباب تدني نسبة الخصوبة في عمان وانخفاض عدد المواليد هو تأخر سن الزواج بسبب قلة فرص العمل وذلك بسبب محدودية مقاعد الاستيعاب في التعليم العالي لمخرجات التعليم العام. ورغم زيادة المقاعد حاليا الا ان المشكلة مازالت قائمة بسبب قلة فرص العمل لمخرجات التعليم العالي. اتذكر جيدا ان الاحصائيات التى ذكرها عن ارتفاع نسبة الطلاق إلى مليون حالة طلاق سنويا بإحدى دول المجلس قد ازعجت احد الوزراء المشاركين في الندوة من تلك الدولة والذي شكك في مصداقيتها ولكن الدكتور علي رد عليه بهدوء وبابتسماته المعهودة قائلا “هذه الاحصائيات مصدرها وثائق الامانه العامه لمجلس التعاون والتى ترد اليها من دول المجلس وانا سعيد بان هذه الاحصائيات قد لاقت صدى لدى احد الوزراء”. شاءت الاقدار ان التقي بالدكتور علي مرارا أثناء حضورنا سويا لاجتماعات مجلس أمناء جامعة الخليج العربي الذي تشرفت برئاسته لمدة ٣ سنوات. المجلس يضم نخبة من أصحاب الفكر والخبرة من دول المجلس وكانت مساهمات الدكتور علي في المجلس دائما داعمة للأطباء لتعديل لوائح وانظمة الجامعه. الحديث مع الدكتور في أمسية هلا اف ام كان شيقا وشهادات المتصلين كانت اكثر من رائعة ولكن الأروع هو ان الدكتور علي ختم اللقاء بسرد مميز وثق فيه تاريخيا ماحدث في العالم منذ أن خلق الله سيدنا آدم إلى الآن واستعرض تلك الاحداث التاريخية الهامه مع ابتعاث الأنبياء والرسل إلى العصر الحالي وربط بين العلم والتاريخ والايمان بطريقة جعلتني أرى أن المتحدث هو الدكتور مصطفى محمود في حلقة من حلقات العلم والايمان ولكن بنكهة عمانية. اشكر هلا اف ام على اللقاء الرائع وأرجو من الشيخ الدكتور علي ان يتحفنا اكثر من ثراء كنزه المعرفي وخبرته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى