“جامعة نزوى وهيئة البيئة بالتعاون مع ناسا تدرسان ديناميات الغبار وأثره على المناخ وجودة الهواء”

نزوى في 21 سبتمبر /العُمانية/ أطلقت جامعة نزوى بالتعاون مع هيئة البيئة وبشراكة مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” وعدد من المراكز البحثية الدولية دراسة علمية متقدمة بعنوان: “دراسة أولية لخصائص الهباء الجوي المتكاملة عموديًا فوق منطقة بركة الموز بسلطنة عُمان”، وذلك ضمن المشاريع البحثية المشتركة مع “ناسا”.

واعتمدت الدراسة على قياسات ضوئية دقيقة لرصد وتحليل الهباء الجوي في منطقة بركة الموز، وأسفرت عن نتائج مهمة لفهم ديناميات الغبار ومصادره الإقليمية.

وأوضح الأستاذ الدكتور أحمد بن سليمان الحراصي، نائب رئيس جامعة نزوى للدراسات العليا والبحث العلمي والعلاقات الخارجية والمشرف على المشروع، أن البحث نُفّذ بالتعاون مع مركز “غودارد” لرحلات الفضاء التابع لـ”ناسا”، والمركز الوطني الأمريكي لأبحاث الغلاف الجوي (NCAR)، والمعهد الهندي للتكنولوجيا في بوبانسوار (IIT Bhubaneswar)، إضافة إلى هيئة الطيران المدني العُمانية.

وبيّن أن الدراسة ركّزت على تحليل الأنماط الموسمية للغبار، وقياس التأثير الإشعاعي للهباء الجوي، وتتبع انتقاله لمسافات بعيدة، بما يوفر بيانات علمية مهمة لدعم تقييمات تغير المناخ والتخطيط الصحي وإدارة البيئة.

من جانبه، ذكر الدكتور بيجو دانيادان، الباحث في علوم الغلاف الجوي والمشرف على المشروع، أن الفريق استند إلى بيانات جُمعت بواسطة جهاز قياس ضوء الشمس التابع لشبكة AERONET العالمية والمثبت في حرم جامعة نزوى، وذلك خلال الفترة من ديسمبر 2022 وحتى نوفمبر 2024.

وشملت التحليلات العلمية قياس عمق البصريات الهوائية (AOD)، ومعامل أنغستروم، والألبيدو الأحادي التبعثر (SSA)، والتأثير الإشعاعي، إضافة إلى استخدام تقنية تحليل المسار المرتبط بالتركيز (CWT) لتحديد مصادر الغبار.

أما الدكتور محمد بن سيف الكلباني، مدير عام الالتزام البيئي بهيئة البيئة والمشارك في الدراسة، فأوضح أن النتائج كشفت عن تسجيل أعلى تركيزات للغبار في فصل الصيف، مقابل مستويات منخفضة شتاءً، مع تحديد مناطق القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية وأجزاء من شبه القارة الهندية كمصادر رئيسية له خلال الصيف. كما بينت النتائج أن الغبار يسهم في تبريد سطح الأرض عبر تقليل أشعة الشمس الواصلة إليه، في حين يؤدي إلى تسخين الطبقات العليا من الغلاف الجوي باحتباس الطاقة، وهو ما يترك تأثيرات ملحوظة على الأجواء المحلية والإقليمية.

وأشار الدكتور الكلباني إلى أن مخرجات هذه الدراسة تحمل انعكاسات عملية مهمة على سلطنة عُمان في مجالات إدارة جودة الهواء وحماية الصحة العامة والبيئة والإنتاج الزراعي وكفاءة الطاقة المتجددة، مؤكّدًا أن ذلك يعزز الالتزام بالسياسات الوطنية ذات الصلة بحماية البيئة وجودة الهواء.

كما أبرز الدور المتكامل لهيئة البيئة وجامعة نزوى في مجال الأبحاث البيئية، بالشراكة مع “ناسا” ومؤسسات علمية عالمية، الأمر الذي يسهم في إثراء المعرفة العلمية ودعم تنفيذ أولويات وأهداف رؤية “عُمان 2040” ذات الصلة بحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى