مسندم.. خطوات متسارعة نحو التنمية الشاملة

خصب في 3 نوفمبر /العُمانية/تمضي محافظة مسندم بخطى واثقة نحو مستقبل تنموي مزدهر بفضل الاهتمام الكبير الذي تحظى به من لدن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-. فقد خُصصت للمحافظة رؤية تخطيطية متكاملة تهدف إلى تعزيز استقلالها الإداري والمالي ومنحها صلاحيات موسعة لتكون شريكًا فاعلًا في العملية التنموية والاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم أن الاستراتيجية التنموية للمحافظة التي انطلقت مع الخطة الخمسية التاسعة (2015 – 2020) واستمرت في الخطة العاشرة (2021 – 2025) ركزت على تطوير القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والسياحة والبيئة والقطاع اللوجستي. وأشار إلى أن معظم المشاريع المدرجة اكتملت، فيما ستُستكمل المتبقية ضمن الخطة الخمسية الحادية عشرة (2026 – 2030).

وبيّن معاليه أن الخطة الجديدة ستشهد اكتمال البنية الأساسية في قطاعي اللوجستيات والسياحة، إلى جانب استكمال المشاريع الصحية والتعليمية خلال السنوات الثلاث الأولى منها. كما أشار إلى أن الطبيعة الجغرافية الفريدة للمحافظة، المطلة على البحر والمزدانة بالجبال، منحتها ميزة تنافسية رغم التحديات التضاريسية، موضحًا أن مكتب المحافظ ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني يعملان على إعداد خطط عمرانية للمناطق الجبلية لتكون حواضر مستقبلية واستثمارات واعدة على مدى العقود القادمة.

وأكد معاليه أن المخصصات المالية الموجهة للمحافظة في الخطة العاشرة استُثمرت بشكل فعّال، مع تعزيزها بمبالغ إضافية ستنعكس على قطاعات متعددة في الخطة المقبلة، خصوصًا القطاع البلدي. كما يجري العمل على تقوية القطاع اللوجستي لتسهيل حركة البضائع والمجتمع داخل المحافظة وخارجها.

وفي قطاع الموانئ، أوضح معاليه أنه تم تنفيذ عدد من المشاريع أبرزها إنشاء مرافئ للصيادين وصيانة الموانئ في ولايات بخا وليما وكمزار، إضافة إلى طرح ميناء خصب للاستثمار التجاري وتطوير الواجهات البحرية في المراكز السكانية. وذكر أن الحكومة استثمرت نحو 40 مليون ريال عُماني في ميناء دبا الذي وصلت نسبة إنجازه إلى 95 بالمائة، ومن المتوقع افتتاحه نهاية العام الجاري ليخدم قطاعات متعددة كالنقل والسياحة والزراعة والثروة السمكية.

كما أشار إلى بدء تنفيذ مشروع لتطوير القرى البحرية، على أن يشمل الخطة القادمة استكمال تنميتها بخدمات عمرانية وترفيهية. أما في مجال الطرق، فتتواصل الأعمال بوتيرة متقدمة، حيث بلغت نسبة إنجاز طريق السلطان فيصل بن تركي 56 بالمائة بتكلفة 152 مليون ريال عُماني، وهو طريق حيوي يربط دبا بخصب مرورًا بنيابة ليما. وأكد أنه يجري كذلك تطوير شبكة الطرق الداخلية بطول يتجاوز 120 كيلومترًا، وإنشاء متنزهات وواجهات بحرية جديدة.

وفي إطار تعزيز التواصل الخارجي، أوضح معاليه أن افتتاح المنفذ البري في ولاية دبا مع دولة الإمارات سيسهم في تسهيل حركة البضائع وتنقل المواطنين، بينما يجري الإعداد لإنشاء مطار خصب الجديد الذي سيساهم في دعم قطاع النقل الجوي واللوجستي بالمحافظة.

وعن الجانب السياحي، قال معاليه إن موسم “الشتاء مسندم”، الممتد من نوفمبر حتى أبريل، ساهم في تنشيط السياحة الداخلية والخارجية بفضل الفعاليات المتنوعة التي تقام في الولايات الساحلية بالتعاون مع القطاع الخاص. وأشار إلى وجود مشاريع فندقية جديدة في خصب ودبا ومدحاء، إلى جانب أراضٍ سياحية مطروحة للاستثمار، مما سيزيد من عدد الغرف الفندقية ويدعم السياحة الفاخرة والمتوسطة.

وأضاف أن السياحة البحرية تمثل محور الجذب الرئيس في المحافظة، إذ طوّر عدد من المستثمرين السفن السياحية لتقديم تجارب مميزة للزوار تشمل الغوص والتسلق والمشي الجبلي، كما يجري العمل على تنمية السياحة الزراعية بالتعاون مع المواطنين.

وفي قطاع التعليم، أشار معاليه إلى إنشاء مدارس جديدة وتوسعة القائم منها في المناطق ذات الكثافة السكانية، متوقعًا اكتمال تطوير المنظومة التعليمية بحلول عام 2027. أما في التعليم العالي، فتشهد جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسندم نموًّا في عدد الطلبة، مع قرب ترسية مشروع المبنى الرئيس للجامعة.

وفي القطاع الصحي، أوضح معاليه أن مطلع العام القادم سيشهد افتتاح المستشفى المرجعي بخصب وإنشاء مستشفى جديد في مدحاء ومنشأة صحية في كمزار، إلى جانب أعمال الصيانة والتطوير للمرافق القائمة.

كما أكد أن مشروع التطوير العقاري بالمحافظة بالتعاون مع شركة مسندم للإنشاءات سيؤسس لنمط حديث من المشروعات السكنية، مع تعزيز القيمة المحلية المضافة عبر إشراك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في المشاريع الحكومية والصناعية.

وفي قطاعي الزراعة والثروة السمكية، تعمل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على تطوير المرافئ والمزارع وتعزيز الاستزراع السمكي، حيث بدأت بعض الشركات بالإنتاج، إلى جانب تنفيذ مشاريع لحماية المناطق من الفيضانات عبر إنشاء سد في نيابة ليما.

واختتم معالي السيد محافظ مسندم حديثه بالإشارة إلى خطط فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بالمحافظة لإنشاء مركز للمعارض والمؤتمرات بخصب، والذي سيُسهم في دعم الأنشطة الاقتصادية والثقافية خلال المرحلة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى