حلقة عمل إقليمية في مسقط تبحث الخطوط التوجيهية للتربية المستدامة للأحياء المائية

مسقط في 3 نوفمبر /العُمانية/ نظمت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم حلقة عمل بعنوان “الخطوط التوجيهية للتربية المستدامة للأحياء المائية في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا”، بمشاركة ممثلين من دول الإقليم، وعدد من الخبراء والمختصين وممثلي الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية، وتستمر يومين.

رعى افتتاح الحلقة معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.

وأكد الدكتور داؤود بن سليمان اليحيائي، مدير عام البحوث السمكية بالوزارة، أن استضافة سلطنة عُمان لهذه الحلقة تأتي استمرارًا لجهودها في دعم استدامة قطاع تربية الأحياء المائية، وإيمانًا منها بأهمية التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات والمعارف بين دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بما يسهم في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعزيز دوره في الأمن الغذائي.

وأوضح أن الوزارة أولت اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الإطار التشريعي والإداري لقطاع الاستزراع السمكي، مشيرًا إلى إصدار لائحة تربية الأحياء المائية وضبط جودتها عام 2004م، وإنشاء مركز الاستزراع السمكي عام 2006م لتنفيذ البحوث التطبيقية، بالإضافة إلى تأسيس دائرة تنمية الاستزراع السمكي عام 2013م لتسهيل إجراءات التراخيص عبر نظام المحطة الواحدة، فضلًا عن تشكيل لجنة الاستزراع السمكي للبت في طلبات إقامة المشاريع ومتابعتها.

وبيّن أن قطاع تربية الأحياء المائية يُعدّ من أسرع قطاعات الأمن الغذائي نموًّا عالميًا، إذ يسجّل معدل نمو يتراوح بين 6 و9 بالمائة سنويًا، مقارنة بـ 3 بالمائة لقطاع إنتاج اللحوم و1.3 بالمائة للمصائد التقليدية. ووفقًا لتقارير منظمة “الفاو” لعام 2024م، تجاوز إنتاج الاستزراع السمكي للمرة الأولى إنتاج المصائد التقليدية، ليصل إلى 95 مليون طن من أصل 185 مليون طن من الإنتاج الكلي للأحياء المائية، أي ما نسبته 51 بالمائة من الإجمالي.

وأضاف أن التوقعات تشير إلى ارتفاع الإنتاج العالمي من الأسماك إلى نحو 205 ملايين طن بحلول عام 2032م، منها 111 مليون طن من الاستزراع المائي، بنسبة 54 بالمائة، في حين يُتوقع أن تسهم تربية الأحياء المائية بنسبة 60 بالمائة من إجمالي الإنتاج المخصص للاستهلاك البشري في العام نفسه.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد بن محمد المزروعي، كبير مسؤولي مصايد الأسماك والاستزراع في المكتب الإقليمي لمنظمة “الفاو”، أن تنظيم هذه الحلقة يأتي في وقتٍ تتزايد فيه الحاجة إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في قطاع الاستزراع المائي، الذي يمثل رافدًا اقتصاديًا مهمًا ومصدرًا رئيسيًا للغذاء وفرص العمل.

وبيّن أن منظمة “الفاو” عملت على إعداد وثيقة الخطوط التوجيهية للتربية المستدامة للأحياء المائية بالتعاون مع الدول الأعضاء، من خلال مشاورات استمرت ثماني سنوات، قبل اعتمادها رسميًا في الدورة السادسة والثلاثين للجنة المصايد التي عُقدت في يوليو 2024م. وتهدف الوثيقة إلى دعم السياسات والتشريعات والمؤسسات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، لضمان استزراع مائي مستدام يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وحماية النظم البيئية.

زر الذهاب إلى الأعلى