أعنف قصف لطهران.. إسرائيل تقصف سجن إيفين بإيران بعد يوم من تدخل أمريكا في الحرب

عواصم – الوكالات
استهدفت إسرائيل سجن إيفين في طهران اليوم الاثنين فيما وصفته بأنه أعنف قصف للعاصمة الإيرانية منذ بداية الهجمات، وذلك بعد يوم من قصف الولايات المتحدة مواقع نووية.
وتعهدت طهران بالرد على الولايات المتحدة، غير أنها لم تتخذ بعد أي إجراء بعد مرور أكثر من 24 ساعة على إسقاط قاذفات أمريكية قنابل خارقة للتحصينات على مواقعها النووية تحت الأرض، بينما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث علانية عن إمكان الإطاحة بالحكومة الإيرانية.
وشهدت أسعار النفط انخفاضا طفيفا في أول يوم تداول بعد القصف الأمريكي، مما يشير إلى شكوك المتداولين في أن تنفذ طهران تهديداتها بتعطيل إمدادات النفط من الخليج.
بثت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية مقطعا مصورا يظهر أفراد إنقاذ وهم يحملون رجلا مصابا على محفة وسط حطام في سجن إيفين.
وقالت وكالة ميزان الإخبارية التابعة للقضاء الإيراني إن إجراءات عاجلة يجري اتخاذها للحفاظ على صحة السجناء وسلامتهم.
وأظهر مقطع مصور نشره وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على موقع إكس انفجارا في مبنى يحمل لافتة تشير إلى أنه مدخل سجن إيفين شمال طهران، وعلق قائلا باللغة الإسبانية “تحيا الحرية!”.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة الفيديو بعد لكنها تأكدت من صحة مقاطع مصورة أخرى أظهرت الوضع بعد الهجوم.
وإيفين هو السجن الرئيسي للمعتقلين السياسيين والسجناء الأمنيين، لا سيما منذ الثورة الإيرانية عام 1979، وموقع لعمليات الإعدام. ويحتجز فيه عدة سجناء أجانب.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أيضا مراكز قيادة للحرس الثوري مسؤولة عن الأمن الداخلي في منطقة طهران.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان “يقصف جيش الدفاع الإسرائيلي حاليا، بقوة غير مسبوقة، أهدافا للنظام وأجهزة قمع حكومية في قلب طهران”.
وتضاربت التقارير الإعلامية الإيرانية عن النطاق الكامل للضربات على طهران، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، والتي فر قاطنوها بعد قصف على مدى 10 أيام.
وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن محطة تغذية كهرباء في حي إيفين تعرضت للقصف. وأفادت شركة توليد وتوزيع ونقل الكهرباء الإيرانية بانقطاع التيار في بعض مناطق العاصمة.
وذكرت شبكة أنباء الطلبة الإيرانية أن جامعة شهيد بهشتي، إحدى الجامعات الرئيسية في طهران، تعرضت أيضا للقصف. ونفى مكتب العلاقات العامة بالجامعة ذلك.
* خيارات محدودة
تعهدت طهران بالدفاع عن نفسها أمس الأحد، بعد يوم واحد من انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي ضد إيران.
وفي حين واصلت إيران إطلاق الصواريخ على إسرائيل، لم تتخذ إجراء كبيرا ضد الولايات المتحدة سواء عبر استهداف القواعد الأمريكية أو عرقلة 20 بالمئة من شحنات النفط العالمية التي تمر قرب سواحلها في مضيق هرمز.
وقال إبراهيم ذو الفقاري المتحدث باسم مقر خاتم الأنبياء العسكري المركزي في إيران إن على الولايات المتحدة أن تتوقع عواقب وخيمة على أفعالها.
وأضاف ذو الفقاري باللغة الإنجليزية في نهاية بيان مصور مسجل “سيد ترامب، المقامر، قد تبدأ هذه الحرب، لكننا من سينهيها”.
أكدت إدارة ترامب مرارا أن هدفها هو تدمير البرنامج النووي الإيراني فقط، وليس شن حرب أوسع.
لكن ترامب تحدث صراحة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الأحد عن الإطاحة بالحكام الدينيين المتشددين الذين كانوا أعداء واشنطن الرئيسيين في الشرق الأوسط منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
وقال “ليس من الصواب سياسيا استخدام مصطلح ‘تغيير النظام’، لكن إن لم يكن النظام الحالي قادرا على جعل إيران عظيمة مرة أخرى فلم لا يكون هناك تغيير للنظام؟”.
وقالت خمسة مصادر مطلعة على مناقشات مكثفة لاختيار خليفة للزعيم الأعلى الإيراني على خامنئي (86 عاما) إن أبرز مرشحين هما نجله مجتبى (56 عاما) وحسن الخميني (53 عاما) حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل آية الله روح الله الخميني.
وأضافت المصادر أن حسن الخميني، وهو حليف للإصلاحيين ويحظى باحترام غلاة المحافظين لكونه حفيدا لمؤسس الجمهورية الإيرانية، برز بوصفه مرشحا جديا لأنه يمكن أن يمثل خيارا أكثر توافقا على الصعيدين الدولي والمحلي من مجتبى خامنئي.
* المزيد من الهجمات الإسرائيلية
لم تواجه الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران مقاومة تذكر من الدفاعات الإيرانية منذ أن شنت إسرائيل هجومها المفاجئ في 13 يونيو حزيران، والذي تسبب في مقتل العديد من كبار القادة الإيرانيين.
وقال مسؤولون إيرانيون الأسبوع الماضي إن أكثر من 400 شخص، معظمهم من المدنيين، قتلوا في الهجمات الإسرائيلية. وقالت إسرائيل إن الصواريخ التي أطلقتها إيران ردا على ذلك أودت بحياة 24 شخصا وأدت إلى إصابة مئات آخرين، وهي المرة الأولى التي يخترق فيها عدد كبير من الصواريخ الإيرانية الدفاعات الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات اعترضت صاروخا أُطلق من إيران في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين.
ودوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية خلال الليل في تل أبيب ومناطق أخرى في وسط إسرائيل.
وأصبحت قدرة إيران على الرد محدودة أكثر مما كانت عليه قبل بضعة أشهر، منذ أن ألحقت إسرائيل الهزيمة بجماعة حزب الله اللبنانية، أقوى حلفاء طهران في المنطقة، قبل سقوط بشار الأسد، أقوى حلفائها في سوريا.
وربما تؤدي محاولة عرقلة إمدادات النفط من الخليج عن طريق إغلاق المضيق إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية بشكل كبير لكن الأسعار لم تصل إلى مستوى أزمة.
وبعد أن تجاوزت لفترة قصيرة 80 دولارا مع بداية الجلسة، نزلت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا أو 0.29 بالمئة إلى 76.79 دولار للبرميل في تعاملات ما بعد الظهيرة.
لا تزال الأسعار أعلى من مستواها قبل أن تبدأ إسرائيل هجماتها هذا الشهر. وقال متداولون إن هذا الارتفاع قد يتلاشى.
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك “تجدر الإشارة إلى أن علاوة المخاطر الجيوسياسية الحالية، التي تتجاوز حاليا 10 دولارات للبرميل، لا يمكن أن تستمر طويلا دون انقطاع ملموس في الإمدادات”.
ووافق البرلمان الإيراني على خطوة إغلاق المضيق الذي تشترك فيه إيران مع سلطنة عمان والإمارات. وقالت قناة (برس تي.في) الإيرانية إن إغلاق المضيق يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، وهي هيئة يرأسها شخص عينه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قلل من أهمية هذا التهديد.
وأضاف “سيكون انتحارا اقتصاديا لهم (للإيرانيين) إذا فعلوا ذلك. ولدينا خيارات للتعامل مع هذا الأمر”.





