حذاء «الزيدي» في وجه «بوش»..هل يصل الى«ترامب» بـ 2 مليار حذاء؟

بقلم :
الدكتور مجدي العفيفي
ها نحن نعيش زمناً بلا خجل.. زمن يتقدمه كاوبوي همجي، اسمه ترامب، يعيث فساداً في الأرض، يبطش بالشعوب، يهين الدول، يخرق القوانين الدولية، يستخف بالمجتمع الدولي، ويصفع العالم بقراراته العنصرية الفجة دون أدنى اكتراث… رئيس لا يقيم وزناً لحقوق الإنسان ولا للأعراف ولا للمواثيق الأممية، ويبدو أنه لم يقرأ صفحة واحدة في كتب العدالة.
الكاوبوي ترامب، ببزته المتعجرفة وقبعته العريضة، يمضي في صحراء السياسة يصطاد كرامة الشعوب كأنها فرائس مشروعة…
جدران تُبنى، أوامر تُحظر، حقوق تُنتزع، وكأن الإنسانية لا حق لها في أرض الحلم الأمريكي.
لكن… يا كل حر، لا تنكس رايتك بعد، فالتاريخ يُدَوَّن.. والكرامة وإن سقطت مرة، تنهض ألف مرة.. والكاوبوي سيترجّل يوماً، وستبقى الكرامة الإنسانية أبهى من أي نياشين سلطة.
(2)
نحن أبناء الأمة الحُرة وأحرار العالم ورا فضي الخنوع للطغاة.. لقد تجرّعنا السمّ لعقود من زعماء أمريكا المتعاقبين، ولكن ما فعله «دونالد ترامب» – ذلك الأحمق المتغطرس – ليس مجرد سياسةٍ فاشلة، بل هو إعلان حرب على كرامة الشعوب، وتحدٍّ صارخ لكل مبادئ العدالة الدولية!
من يحكم أمريكا؟ وحشٌ أعمى!.. ترامب ليس رئيسًا، بل مجرمٌ بلا ضمير، يسحق بقدميه كل القوانين والأخلاق، ويسخّر سياسة بلاده لخدمة الصهاينة وأسياده من أصحاب المال. دمر العراق بذرائع كاذبة، وها هو يهدد إيران الآن لأنها تجرؤ على الوقوف في وجه الهيمنة الأمريكية!
أما ما يسمى بحلفائه في المنطقة – أولئك المُتزلفون – فهم مجرد أحذية تمشي حسب الأوامر.. يبيعون أوطانهم وشعوبهم مقابل فتاتٍ من الدولارات والوعود الزائفة!
(3)
لن ننسى أبدًا الصحفي العراقي البطل «منتظر الزيدي» الذي ألقى فردتي حذائه في وجه الرئيس الأمريكي القزم – «جورج دبليو بوش رمز الإجرام الأمريكي – وقال له بكل شجاعة صارخا باللغة العربية وهو يرمي حذاءه الأول :
“هذه قبلة وداع من الشعب العراقي ، أيها الكلب”.
وصرخ وهو يرمي حذائه الثاني قائلًا: “هذا للأرامل والأيتام وكل من قُتل في العراق “.
انحنى القزم بوش مرتين لتجنب أن تضربه الأحذية. حاول رئيس الوزراء نوري المالكي الإمساك بأحد الحذاءين لحماية بوش
اليوم، ترامب يستحق ليس حذاءً واحدًا، بل ملياري حذاء!
حذاء من كل عربي ومسلم غاضبٍ من دعم أمريكا للإرهاب الصهيوني.
حذاء من كل إيراني يُدافع عن أرضه وحقه في التقدم العلمي.
حذاء من كل حرٍّ في العالم يرفض سياسة الترهيب الأمريكية.
إيران – رغم كل الضغوط – تمشي على طريق التحرر الحقيقي، وتواجه الهيمنة الأمريكية بكل جرأة، بينما بعض الحكام يلهثون وراء ترامب كالكلاب الضالة!
وإذا كان التاريخ قد سجّل عام 2008، وفي قلب بغداد الجريحة، تلك اللحظة البطولية التي خلع فيها الصحفي العراقي منتظر الزيدي حذاءه في وجه جورج دبليو بوش، ليخطّ بذلك صفحة ذهبية في سجل الكرامة العربية، فها هو اليوم، بعد كل هذا الخراب، الزمن يصرخ:
حين ألقى منتظر الزيدي حذاءه على بوش في مؤتمر صحفي على مرأى العالم، رأينا رئيس القوة الأعظم في العالم ينحني مذعوراً، في مشهد سيبقى أبد الدهر: الحذاء الأول أفلت منه، والثاني أصاب علم أمريكا. لم يكن حذاءً عادياً… بل كان صرخة ضد الغطرسة، أيقونة لكبرياء أمة جريحة. تحول ذلك الحذاء إلى رمز خالد، وخرجت الملايين تهتف باسم الزيدي، تدافع عنه، وتعلي من شجاعته… حتى عُرضت ملايين الدولارات لشراء الحذاء، وظهرت ألعاب إلكترونية ساخرة تُظهر بوش يراوغ الحذاء..
(4)
أين منتظر الزيدي الجديد في وجه هذا التاجر الهمجي ترامب؟! أين الأيادي الشجاعة التي تقذف ( 2 مليار ) حذاء في وجه هذا الطاغية المدعو ترامب، الذي يتوهم أن بوسعه تدمير المنطقة بحفنة قرارات وجنون عظمة؟
ألا يكفي أنه يدمر البرنامج النووي العراقي؟ ألا يكفي أنه يدمر أي حلم لأي نهضة عربية أو إسلامية؟ ألا يكفي استهتاره بالشعوب، وتأييده للأنظمة القمعية، وصمته عن المجازر، وتغطيته على سياسات الاحتلال والقتل؟
واليوم، إن كان بوش قد استحق حذاءً واحداً، فـترامب يستحق 2 مليار حذاء في وجهه – من كل مسلم حر، من كل إنسان شريف، من كل ضمير حي في هذا العالم.. فها هو، دون خجل، يدمّر وحدة الشعوب، يعمّق الجراح، يمزق أوصال المنطقة، ينهب الثروات، ويمارس ابتزازاً فجّاً للدول العربية، واضعاً في جيبه من يشاء من الحكام.. ولم تعد قوانين العالم قادرة على كبح جماحه… وحده حذاء منتظر الزيدي جديد قد يردّ له صفعة تليق بجرائمه.
يا ليت الزمان يجود بمثله.. بصحفي شجاع، أو مواطن حر، أو صوت متمرد، أو حتى فعل رمزي يهزّ العالم، ليقول لـ ترامب: يكفيك همجية… كفى بطشاً… كفى احتقاراً للإنسانية.. فالتاريخ لا ينسى، والشعوب لا تنام إلى الأبد…
وسيأتي يوم يُرفع فيه 2 مليار حذاء في وجه هذا الاستكبار الأمريكي الفج… وستتردد صرخة الحذاء من بغداد إلى أقاصي العالم، لتسقط معها أقنعة القوة الكاذبة.
(5)
أيها العبيد.. اتّعظوا!
التاريخ لا يرحم من خان أمته، وسيُسجل أنكم كنتم أحذية أمريكا بينما كانت الشعوب تقاتل من أجل كرامتها!
يا شعوب الأرض.. حان وقت الثورة! لا تُطيعوا الخونة من الحكام والمحكومين.. لا تصمتوا على جرائم ترامب وعصابته.
أعيدوا للأحذية كرامتها.. وارموها في وجه كل طاغوت! فإذا كان حذاء واحد أحرج إمبراطورية أمريكا.. فماذا ستفعل مليارات الأحذية؟!
ترامب.. لن تسلم! فالشعوب لن تنسى، والكرامة لن تموت، والأحذية ستظل أقوى سلاحٍ في وجه المتكبرين!
فليحيا المقاومون.. وليسقط كل عملاء أمريكا!
(6)
كفى… ! كفى لترامب هذا الكاوبوي الأخرق أن يلطّخ وجه العالم بعنصريته، أن يدوس على كرامة الشعوب، أن يتبختر فوق جماجم الأبرياء!
كفى لهذا المتوحش الذي مزّق جسد الشرق الأوسط، أذلّ حكاماً، دمّر دولاً، صادر الحقوق، وبارك الخراب والفتن…
أيها الطاغية الهمجي.. لقد نُهبت الثروات.. ودُمّرت الأحلام..وسُحق الأطفال تحت ركام الحروب التي أشعلتها سياساتك الرعناء.. دماء الأبرياء تكتب في الشوارع: “أين منتظر الزيدي الجديد؟ أين اليد التي ستهوي بحذاء على هذا السفاح؟!”
صرخات الأمهات تصدح من العراق، إلى غزة، إلى اليمن، إلى سوريا… حذاء بوجهك يا ترامب! وألف حذاء… ومليارا حذاء…
لو أن للأحذية أجنحة، لطارت إلى وجهك من كل شارع جائع، من كل خيمة لجوء، من كل قبر مجهول..
لو أن للأحذية صريراً، لدوّى في أذنيك أن زمن العار لن يدوم… والغضب قادم، كالعاصفة، كالسيل العرم!
فيا شعوب الأرض.. ارفعوا أحذيتكم رمزاً.. فليخجل هذا الكاوبوي من نفسه.. ولتعرف أمريكا أن الاستكبار لن يحكم إلى الأبد.. وأن دماءنا أغلى من جبروتهم.. وأن الحذاء، حين ينطق، أبلغ من ألف بيان!
(7)
الكلمات القاسية والمهينة التي يُطلقها بعض السياسيين – مثل دونالد ترامب – تجاه القيم الإنسانية أو فئات من البشر تُذكرنا بمدى أهمية التمسك بالكرامة الإنسانية واحترام الآخر، بغض النظر عن الاختلافات.
التاريخ يُثبت أن الخطاب التحريضي والتقسيمي لا يصنع إلا المزيد من التوتر والانقسام، بينما التعاطف والحوار هما أساس بناء مجتمعات أقوى.
لنعمل معًا على تعزيز ثقافة التسامح والعدالة، ولنرفض أي خطاب يُحاول التقليل من إنسانيتنا المشتركة.
كُن أنت التغيير الذي تريد رؤيته في العالم، وتذكر وذكِّر أن الكرامة الإنسانية لا تُهزم.
@@@@





