ما بين أذربيجان وصلالة، صلالة تفوز بل تتفوق وبمرتبة الشرف

إسحاق الحارثي
بداية وقبل الشروع في الاسترسال لكتابة المقال
أحب أن أوضح كلمة (تفوز) في عنوان المقال فهو مصطلح دارج بين الجيل الحالي وهو لتأكيد مدى تأثير هذه الكلمة وقوتها في التعبير عن المعنى الحقيقي للفوز بشدة عن الحاجة التي تقارن بنظيرتها.
عادة لا أحب المقارنات في الشيء بالشيء أو هذا بذاك إلخ… ولكن ما دعاني لذلك رحلتي الأخيرة إلى جمهورية أذربيجان الديمقراطية وهي جمهورية إسلامية علمانية ديمقراطية تقع في جنوب شرق جبال القوقاز مابين غرب آسيا وأوروبا الشرقية وعاصمتها باكو المستقلة عن الاتحاد السوفيتي في العام ١٩٩٠م.
وبما أننا في فصل الصيف وأغلب الناس تهرب من لهيب الصيف الحارق سيما في دول الخليج العربية وتبحث عن ملاذ يحمل جو بارد وآمن ورخيص في نفس الوقت فدائماً وأبداً محافظة ظفار هي الحل الوحيد التي تحمل تلك الصفات.
ومن خلال تجاربي الكثيرة في السفر وعضويتي بالاتحاد العربي للإعلام السياحي التي أضافت لي الكثير من الخبرة في التعرف على المقومات السياحية التي تتمتع بها الدول التي تصنف سياحياً في مختلف دول العالم أتيحت لي فرصة لزيارة جمهورية أذربيجان الديمقراطية وهي زيارة خاصة للتعرف على هذا البلد الذي كثر الحديث عنه وزاره الكثير من أبناء السلطنة ومن الأشقاء في دول الخليج العربية حقيقة وبعد عودتي من تلك الدولة وخلال تسعة أيام قضيتها متنقلاً بين العاصمة باكو وبين مدينة قابالا التي تبعد عن العاصمة باكو ب ٢١٥ كيلو متر تقريبا وتقع شمال غرب البلاد وما بين قابو التي تبعد عن العاصمة باكو ١٧٤ كيلو متر تقريبا وتقع شمال شرق على سفوح جبال القوقاز و شاهداغ وتقع شمال شرق أذربيجان، بعد أن كونت فكرة بسيطة عن تلك الدولة وثقافة شعبها وبعد التعامل مع الكثير من الناس من قابلتهم في المطار والفنادق والمطاعم وأصحاب المحلات التجارية والباعة بشكل عام في الأسواق الشعبية وسيارات الأجرة ومن المارة ومن فئة كبار السن والشباب إلخ…
استطعت أن أبني فكرة وربما تكون خاطئة ومخالفة تماماً لآراء الكثير من زار تلك الدولة ولكن أنا أتكلم عن تجربة شخصية وربما شاركني فيها من كان بصحبتي من صديقين رافقاني خلال تلك الرحلة.
أولاً لا أريد أن أكون سلبياً بل أكره السلبية وأبتعد عن الأصدقاء السلبيين لكي لا أتأثر بشحناتهم السلبية التي يبثونها ليل نهار كما لا أريد أن أقسى على بلد ذو تاريخ وشعب ذو حضارة عريقة ولكن هنا أنا أتكلم عن جانب سياحي فقط فقد لاحظت معاملة البعض من الناس من قابلتهم وليس الكل سيما في العاصمة باكو كانت أشبه بالمعاملة التي تحمل في طياتها نوع من الجفاف والغلظة حيث ينظر للسائح أنه شخص قادم ليصرف كل ما لديه من مال دون تردد سيما بعد أن يعرف أنك من بلد عربي لذلك تجد المبالغة في رفع الأسعار في أي مكان ولأي خدمة تطلبها أو تقدم لك لدرجة التمييز بين السائح وبين المقيم في عملية شراء شريحة الهاتف النقال لغرض استخدامات خدمة الإنترنت وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي التي يبحث عنها السائح حين وصوله أي بلد.
ناهيك عن المغالاة في أسعار الفنادق التي لا يمكن أن تكون بتلك الأسعار سيما بعض الفنادق لا تحمل صفة التصنيف أو مصنفة عشوائياً وما زاد الطين بلة الاحتيال والنصب في مواقع حجوزات السكن والفنادق والمعلومات الغير صحيحة عن تلك المنشأة من حيث الصور الغير حقيقية أو ربما المنمقة أو من خلال المعلومات التي تقدم عن تلك المنشأة ناهيك عن الغش في عرض الشقق إلخ…
وأسوء من ذلك أن يقع عليك الغش في محل سوبر ماركت مسعر وحينما تذهب إلى المحاسب تتفاجأ بحجم الفاتورة وإن كان لا يعنيك ذلك ولا تكترث في متابعة المحاسب وقراءة الفاتورة ولا تنتبه سوف تقع تحت وطأة الغش والنصب والاحتيال وهذا ما وقع أمام ناظري في أكثر من محل تجاري.
وإذا أتينا لأسعار المطاعم سيما المطاعم التقليدية والتي تقدم مأكولات شعبية حدث ولا حرج عن المبالغة في الأسعار بشكل عام مضاف عليها ضريبة القيمة المضافة للسياحة والبلدية والخدمة تخيل أنت ذاهب للأكل ويشترط عليك دفع جميع تلك الضرائب إلى جانب فاتورة الأكل، هنا يجب على المسؤولين عن قطاع السياحة في البلد الانتباه إلى ذلك الأمر وتكثيف الحملات الإعلامية للحد من انحسار أعداد السواح الأجانب القادمين لزيارة البلد وإلا سوف يكون هناك تأثير سلبي على البلد من حيث نسبة الناتج المحلي الإجمالي من دخل السياحة للميزانية العامة.
لا أريد أن أعطي صورة سلبية أكثر من ذلك عن بلد جميل سيما في فصل الشتاء ولكن من سوء الحظ الصيف كان صيفاً حاراً في باكو ولكن هناك مناطق كثيرة خارج العاصمة كقبالا وقوبا وشاهداغ ومدينة شكي تلك المدن الريفية التي تحمل الطبيعة الخلابة الساحرة والكثير من المعالم التاريخية الأثرية والسياحية التي تتمتع بها البلد وما يميزها من وجود قمم جبال خضراء شاهقة أضيفت عليها خدمات ووسائل حديثة يسهل الوصول إليها والاستمتاع بطقسها البارد المنعش في ظل درجة الحرارة المرتفعة في العاصمة باكو.
لذلك صلالة تفوز بل تتفوق بمرتبة الشرف عن الكثير من الدول والمصايف التي يقصدها الملايين من الزوار سنويًا خلال فصل الصيف ويكفي أن صلالة أو محافظة ظفار بلا صيف.





