كتاب : إسرائيل في أغنيات عبدالحليم حافظ!!

م . طلال القشقري
تاريخ النشر: 07 أغسطس 2025 01:25 KSA
بضاعة مزجاة
في مقابلة صريحة، أجراها معه المذيع الأمريكي الشهير (تاكر كارلسون)، كشف المؤرِّخ اليهودي (جون ميرشايمر) تفاصيل تنفيذ حلم إسرائيل المُسمَّى بإسرائيل الكُبْرى، على أراضي دول عربيَّة مُجاوِرة لها، وأُخْرى غير مُجاوِرة!.
والمقابلة جعلتني أضطرب، بما فيها من تفاصيل مُرعبة لم تعُدْ مكتوبةً على الورق ومحفوظةً داخل ملفٍّ مكتوب عليه (سرِّي للغاية)، بل هي عارية من أيِّ غطاء، وبدأ تنفيذها على أرض الواقع، وبوقاحةٍ غير مسبوقة في التاريخ، ألا وهي استنزاف الدول العربية المُجاوِرة لإسرائيل في حروب أهليَّة، وصراعات مذهبيَّة، واقتصادات مُنهارة، وهواجس الأمن، والتحالفات الاقتصاديَّة التي لا تخدم إلَّا إسرائيل، وهي تفاصيل لا تستهدف احتلال الأراضي العربيَّة فقط، بل سرقة التاريخ، واختلاس الجغرافيا، ونهب الثروات، ومحو الهوية العربيَّة للأبد!. وكواليس التفاصيل هي إرغام العرب على قبول إسرائيل كجارٍ بلا أيِّ دولة فلسطينيَّة ولو في المريخ، أو في جزر الواق الواق، ثمَّ كشريك لا غنى عنه، ثمَّ كقائد مُهيمِن ومُسيطِر وزعيم، وأين؟ في عُمق أراضي العرب التي عاشوا فيها لآلاف السِّنين منذ عصر آدم -عليه السَّلام- ونطقوا فيها بلغة الضاد قبل شعوب الأرض الأُخرى!.
والمؤرِّخ الذي لا يُعرف عنه المُراوغة، ولا المُبالغة، يؤكِّد بدء التنفيذ، وأنَّ رأس أخطبوط التنفيذ موجود في غزَّة، وأيادي الأخطبوط امتدَّت شمالًا وجنوبًا، وشرقًا وغربًا، سواء رضي العرب أم لم يرضوا، والحرب هي المطيَّة!.
(وابتدا المشوار) مع اعتذاري للعندليب المصري الراحل عبدالحليم حافظ -يرحمه الله- لاقتباسي هذه العبارة من أغنيته (موعود)؛ لأنَّ هدف عبدالحليم كان مرتبطًا بالحبِّ والسَّلام، أمَّا هدف إسرائيل فهو مُرتبط بالاحتلال والتوسُّع في أراضي العرب!.
كما أعتذر لعبدالحليم عن اقتباس عبارة (كامل الأوصاف) من أغنيته الشَّهيرة التي تحمل نفس الاسم، إذ قصد هو كمال أوصاف محبوبته الجميلة، بينما التنفيذ الإسرائيلي للتفاصيل يُعتبر كامل الأوصاف، بالدعم الأمريكي الهائل، بكامل الأوصاف الاستعماريَّة، والأوصاف التهجيريَّة، والأوصاف التطهيريَّة العرقيَّة، والأوصاف الإباديَّة، والأوصاف الاحتلاليَّة، والأوصاف الاستكباريَّة، والأوصاف الاستعلائيَّة، والأوصاف الهولوكوستيَّة، وكلِّ الأوصاف البشعة لقُوى الاحتلال على مرِّ التاريخ!.
وكم أتمنَّى أنّْ يتَّحد العرب، ويدركوا الخطر، ويقطعوا المشوار الذي ابتدا، وينزعوا الكمال عن صفات المشوار القبيحة، ليستمتع العالم العربي بأغنيات عبدالحليم، ومعها أغنيات فيروز عن القدس، أرض السَّلام، والإسلام، بعيدًا عن الصهاينة والصليبيين، وباقي شرار الخلق أجمعين!.





