*من كراسات سوالف زمن الاتحاد السوفييتي* – الجزء ١-

الزمان : السبيعنيات والثمانينيات من القرن العشرين
المكان : موسكو ( الاتحاد السوفييتي )
بقلم : د حسن الموسوي
*بدايات الرحيل*
أنهيت في صيف عام ١٩٧٣ الثانوية العامة في مدرسة جابر بن حيان في أبوظبي ، بقي علىّ مواصلة التعليم الجامعي ، كانت موسكو هي الإختيار الأول لي . بعد إنهاء إمتحانات نصف السنة في الثانوية العامة ، رسلت إلى أحد الطلاب من بلدتي مطرح في بيروت شهادة النجاح والتي هو بدوره قام بتسليمها إلى رابطة الطلبة العمانيين هناك ، حيث إن هذه الرابطة لم تكن موجودة في أبوظبي ولا دبى . ثم أن هذه الرابطة كانت ترسل الشهادات إلى الجامعة في موسكو أو أية مدينة أخرى .
عندما نجحت في الامتحانات النهائية ، قمت بإرسال المستندات المطلوبة للقبول النهائي في الجامعة هناك . وكانت موسكو هي الجهة التي سأكمل تعليمي الجامعي في إحدى جامعات الموجودة هناك . تم القبول وحزمت أمتعتي وكان ذلك في نهاية يوليو من صيف عام ١٩٧٣ .
*إلى بيروت*
أقلعت الطائرة مباشرة من مطار أبوظبي إلى بيروت وهناك كان في الاستقبال بعض من الطلاب : موسى جعفر حسن ومحمد رضا عبداللطيف ولا أتذكر غيرهما . بقيت يومين هناك ، ثم غادرت إلى مطار داماديدفا في موسكو .
*الوصول إلى مطار في موسكو*
كان وصولي في منتصف النهار ، صرت أبحث عن شخص الذي يستقبلني ، انتظرت حتى الساعة الرابعة عصراً ، وبعد ذلك رأيت شخصاً يتقدم نحوي ، وسأل عن الإسم . ركبت السيارة وأنا أقطع الشوارع . اول ما لفت انتباهي الغابات في كل مكان ثم ضخامة الشوارع والعمارات القديمة الضخمة والجميلة والزخرفة في البناء . بعد أقل من نصف ساعة وصلت إلى المبنى الذي هو السكن الداخلي .
*في القسم الداخلي* :
لأنني طالب جامعي جديد فبقيت في هذا السكن والذي كان مؤقتاً حجراً صحياً . طلبني المسؤول في القسم الداخلي في مكتبه ، وأخذ منّي بعض البيانات الشخصية المطلوبة وقال لي :
أأنت خسن ؟ قالها بحرف خ وليس ح
قلت لا : أنا حسن
لكن ما زال الرجل يردده بالخاء ، فعرفت أن القوم هنا ليس في قاموسهم حرف ( ح ) .
بقيت لشهر كامل وأنا أتنقل بين الأطباء والدكتور سالم الحرمي كان معيني الوحيد في هذه التنقلات . كان كل اخصائي يبحث عن علّة فيني ، لأن هزالة بدني كانت لهم أمراً مستغرباً .
قلت في نفسي :
هذا ما فعلته بي مطرح : بابلو والسح واللبن والدنغو والدال كل ذلك كان أكلنا وشربنا ….
*القفز من الطابق الأول*
ما زلت أتذكر جيداً هذا القفز الذي كررته مرتين من المطبخ وأنا قابع في المحجر الصحي وأشعر كأنه صدر في حقّي حكماً بالسجن هنا . بعد شهر خرجت من المحجر الصحي وصرت أتنقل في موسكو . وفي الأول من سبتمبر بدأت الدراسة وتحول السكن الذي كنت فيه سكناً للطلبة في السنة التحضيريه .

د حسن الموسوي
٢٥ محرم ١٤٤٧
٢١ يوليو ٢٠٢٥





