قضايا وآراء في الصحافة العالمية

مسقط في 21 أغسطس /العُمانية/ استعرضت وكالة الأنباء العُمانية أبرز ما تناولته الصحف العالمية من مقالات رأي وتحليلات حول قضايا دولية متنوعة، ركّزت على استخدام إسرائيل لسلاح التجويع في غزة، والحاجة إلى إنشاء لجنة خاصة لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة وإصلاح القانون الدولي، إضافة إلى الدعوة للنظر إلى المستقبل بوصفه امتدادًا طبيعيًّا للواقع لا خيالًا منفصلًا عنه.

ففي صحيفة ميدل إيست مونيتور كتب (بيتر رودجرز) مقالًا بعنوان “خريطة الطريق الإسرائيلية لإخضاع غزة”، أكد فيه أن ما يجري في القطاع ليس صدفة بل سياسة عسكرية مقصودة تقوم على تحويل الجوع إلى أداة للسيطرة والإذلال، بل ولإبادة شعب كامل. وأوضح أن إسرائيل دمّرت المنظومة الزراعية والصيدية في غزة، حيث أُتلف أكثر من 95% من الأراضي الزراعية، وفُرضت قيود على المزارعين والصيادين، ما جعل السكان يعتمدون كليًّا على المساعدات الخارجية التي تحوّلت بدورها إلى ورقة ضغط سياسي.

وأشار الكاتب إلى أن الأطفال – وهم أكثر من نصف سكان القطاع – الأكثر عرضة للموت وسوء التغذية طويل الأمد، معتبرًا أن استخدام الغذاء كورقة تفاوض جريمة إنسانية لن ينساها التاريخ، وأن صمت المجتمع الدولي يُعد تواطؤًا في هذه الجريمة. وختم بالتأكيد على أن إنهاء هذه المأساة يتطلب تحركًا دوليًّا عاجلًا يضمن السيادة الغذائية للفلسطينيين ويحاسب إسرائيل على انتهاكاتها.

وفي صحيفة ميل أند جارديان الجنوب أفريقية، نشر الكاتبان (ليتلهوكوا جورج مبيدي) نائب رئيس جامعة جوهانسبرغ، و(آرثر موتامبارا) مدير معهد مستقبل المعرفة، مقالًا بعنوان “الحاجة إلى لجنة خاصة للثورة الصناعية الرابعة وإصلاح القانون”، تناولا فيه التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على التعليم والحوكمة.

وأوضح الكاتبان أن حوكمة الذكاء الاصطناعي تتطلب توازنًا دقيقًا بين الابتكار والمسؤولية الأخلاقية والسلامة العامة، مشددَين على ضرورة وجود أطر تنظيمية مرنة وقابلة للتكيف مع التطورات السريعة. كما دعوا إلى نموذج حوكمة ديناميكي يُميّز بين التطبيقات منخفضة وعالية المخاطر، ويتيح التعاون الدولي للحد من التشرذم التشريعي وضمان الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة.

أما صحيفة نيويورك تايمز فقد نشرت مقالًا للكاتب والمصمم (نك فوستر) بعنوان “المستقبل سيكون عاديًّا”. ورأى فيه أن الاهتمام العالمي المتزايد بتوقعات المستقبل منذ عام 2020 قاد إلى رؤى متطرفة وغير واقعية، بينما الواقع أن المستقبل امتداد للحاضر يتسم بالاعتيادية أكثر مما نتصور.

وضرب الكاتب أمثلة من تطور الأدوات اليومية مثل الساعات الذكية التي باتت تراقب صحتنا وتتواصل مع خدمات الطوارئ، معتبرًا أن البشر قادرون على التكيف ودمج المستجدات ضمن حياتهم اليومية بسهولة. وأكد أن النظر إلى المستقبل كواقع “معاش” يساعد على فهم التغيير والتأقلم معه، بدلًا من النظر إليه كتصور غريب أو بعيد المنال.

وختم فوستر مقاله بالتشديد على أهمية صياغة قصص صادقة عن المستقبل تراعي انعكاساته على تفاصيل الحياة اليومية، معتبرًا أن المبالغة في الطموحات أو الكوارث المحتملة تفقدنا القدرة على التخطيط الواقعي، داعيًا الجميع – مؤسسات وأفرادًا – إلى المشاركة في بناء هذه الرؤية المستقبلية.

زر الذهاب إلى الأعلى