جبجات تتألّق في موسم “الصرب” وتستقطب الزوار بتنظيم وخدمات متكاملة

طاقة في 28 سبتمبر /العُمانية/ بدأت منطقة جبجات بولاية طاقة في محافظة ظفار استقبال زوّار موسم الربيع المعروف محليًّا بـ”الصرب”، الذي يعيد الخضرة والحياة إلى الأودية والمراعي بعد امتلائها بمياه الخريف.

وتُعد جبجات واحدة من أبرز وجهات الموسم لما تتميز به من طبيعة خضراء ممتدة وهدوء يناسب العائلات ومحبي التخييم، الأمر الذي جعلها مقصدًا للزوّار من داخل السلطنة وخارجها.

وأوضح سعادة الشيخ طارق بن خالد الهنائي والي طاقة أن الإقبال المتزايد على المنطقة استدعى اعتماد تنظيمات جديدة للتخييم، من بينها التصاريح المسبقة، بهدف الحفاظ على البيئة والحد من التخييم العشوائي. وأضاف أن هذه الإجراءات تسهم في تمكين الأسر المنتجة والباحثين عن عمل للاستفادة من الموسم اقتصاديًا، مع ضمان استدامة الموقع وحماية مقوماته البيئية.

وأشار سعادته إلى أن الجهات المختصة حسّنت البنية الأساسية ووفرت خدمات ومرافق لتعزيز تجربة الزوّار، لافتًا إلى أن موسم “الصرب” يشهد حراكًا اقتصاديًا متناميًا، مع دخول رواد الأعمال في مشروعات صغيرة تشمل المقاهي المتنقلة والمطاعم وخدمات الترفيه.

من جانبه، أوضح أحمد بن غانم العامري مدير بلدية طاقة أن البلدية كثّفت أعمال النظافة وصيانة الطرق الداخلية وتجهيز مواقع التخييم، إضافة إلى تقديم خدمات المرافق العامة والإنارة. كما أنشأت البلدية 15 كشكًا للأسر المنتجة مزودة بالخدمات، وخصصت مواقع للأكشاك التجارية لدعم الباحثين عن عمل، مع توفير مولدات كهربائية وإنارة تجميلية لإبراز جمالية المكان.

وفي الجانب البيئي، أشار ناجي بن محمد المشيخي إلى أن المديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار أطلقت للعام الرابع على التوالي مشروع “حماية البيئة” في جبجات، الذي بدأ في 17 سبتمبر ويستمر حتى نهاية الموسم. ويهدف المشروع إلى حماية الحياة الفطرية وتعزيز الوعي البيئي، من خلال تكثيف الرقابة ورصد المخالفات، داعيًا الزوّار إلى الالتزام بالإرشادات لضمان استدامة الموسم.

وأشاد عدد من الزوار بالتنظيم والخدمات هذا العام، حيث ذكر حسن بن بخيت كشوب أن “ليالي جبجات القمرية من أجمل الأوقات العائلية”، مؤكدًا حرصه على زيارتها سنويًّا. فيما أوضح عامر بن سامي الشحري أن تخصيص مواقع للتخييم ودعم المشروعات الصغيرة ساهما في زيادة الإقبال، واعتبر الموسم الحالي الأنجح مقارنة بالسنوات الماضية.

وتبرز جبجات كنموذج للمواقع السياحية المستدامة، إذ تجمع بين الطبيعة والخدمات المتكاملة، وتسهم في إثراء الموسم السياحي بمحافظة ظفار وتعزيز الحراك الاقتصادي والاجتماعي في ولاية طاقة.

ويُذكر أن موسم “الصرب” يمتد فلكيًّا من 21 سبتمبر إلى 21 ديسمبر، متأثرًا بالمناخ الموسمي من ولاية ضلكوت غربًا حتى ولاية مرباط شرقًا، حيث تمتاز الأجواء بالاعتدال وهدوء البحر وسطوع الشمس، مما يضفي على الطبيعة رونقًا وخضرة خاصة.

ويمثل الموسم فرصة اقتصادية مهمة للمزارعين والصيادين ومربي الماشية، إذ يشهد الحصاد الزراعي وإنتاج العسل وتوفر أسماك عالية القيمة مثل الكنعد والشارخة والسردين. كما يجتذب الموسم أعدادًا متزايدة من الزوار لما يوفره من فعاليات ومناظر جبلية ووديان وسهول خلابة.

ويُعرف “الصرب” كذلك بعادة الرعي الربيعي (خطيل الإبل)، حيث ينقل الملاك إبلهم إلى المراعي الخضراء مردّدين الأهازيج الشعبية، فيما تزدهر منتجات الألبان مثل الزبدة “القطميم” والسمن المحلي “المشح”، وتتحول المناطق الجبلية إلى ملاذ للزوار للاستظلال وقضاء أوقات في الطبيعة.

زر الذهاب إلى الأعلى