ماذا يريد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم

مقال : إسحاق الحارثي
الواحة – مسقط

بداية أتقدم بالتهنئة القلبية الخالصة الصادقة للأشقاء في المملكة العربية السعودية وفي دولة قطر الشقيقتين بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة صعود منتخبيهما إلى نهائيات كأس العالم ٢٠٢٦م بأمريكا وكندا والمكسيك وحظا أوفر لباقي المنتخبات التي لم يحالفها الحظ في الوصول إلى النهائيات.

بدون أدنى شك وصول المنتخبين الشقيقين لكرة القدم جاء عن جدارة واستحقاق وانتزعا التأهل من أرضية الملعب ووصول مستحق ولعلهما أكثر المنتخبات تحضيراً واستعدادا لتلك المهمة ولا أحد يستطيع التشكيك في ذلك وهنا أرجو أن لا يُفسر مقالي هذا بأني أقلل من ذلك الصعود حاشا لله بل فقد سبق كتابة هذا المقال التهنئة لجميع إخواني وأساتذتي وزملائي وأصدقائي في الدولتين الشقيقتين العزيزتين المملكة العربية السعودية ودولة قطر وهذا أمر مفروغ منه.

مقالي هذا موجه للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، للأسف الشديد ما رأيناه من قرارات اتخذها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وما حدث في مباريات الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم ٢٠٢٦ لم يكن محظ صدفة بل كان تخطيطا واضحا وممنهجا على حساب العدالة الرياضية تجلى من حيث خدمة جدول المباريات والملاعب لتتناسب مع منتخبات دون الأخرى ، وحُرمت منتخبات أخرى من أبسط حقوق التنافس العادل.

مثل هذه القرارات لم تكن مجرد خلل تنظيمي وتخبط من متخذ القرار بل كان استهدافا واضحا وصريحا وإقصاء موجها ومخططا له، إذ غابت المساواة وضاعت فرصة المنافسة الشريفة واتضحت المحاباة الصريحة في عملية إعطاء حق استضافة المباريات لمنتخبات بعينها بدلاً من أن تقام مباريات الملحق بنظام الذهاب والإياب كما هو معمول به في قادم المباريات التي سوف يلتقي فيها المنتخبان الشقيقان الإمارات العربية المتحدة والعراق.

سؤالي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم هل من الإنصاف أن تلعب خارج ملعبك مباريات مفصلية وحاسمة وأنت تحضر لها وتعيش حلمها طيلة الأربع سنوات الماضية وتكون على هذا الشكل وأن تلعب في غضون أيام معدودة لا تتجاوز ٧٢ ساعة ثلاثة أيام بالضبط فيما يلعب منافسوك بعد ١٤٤ ساعة ستة أيام ؟؟؟
وهل من الإنصاف أن تعطي الحضور الجماهيري للمنتخبات المنافسة الأفضلية بنسبة ٨٠% وتحرم باقي جماهير المنتخبات من حق مشروع علاوة على أن تضييق إمكانية اللعب على ملاعب تتسع لقدر أكبر من الجماهير هل هذه مبادىء الرياضة العادلة (Fair Play)؟!!! وهل هذه هي القيم الأخلاقية التي تضمن التنافس الشريف والمساواة بين جميع الأطراف التي تدعو إليها لوائح وأنظمة وقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجان الأولمبية الدولية؟!!!
وهل هذه هي العدالة والمساواة بين جميع الفرق؟!!! ، أين فرص التكافؤ دون تمييز أو تفضيل؟

يعلم الجميع أن ما تعرض له منتخب سلطنة عُمان لكرة القدم من قرارات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في مباريات الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٦ لهي قرارات مجحفة وغير نزيهة تنظيمياً وليست مبنية على أسس عادلة خدمت أطرافا على حساب أخرى وهنا لا أريد أن أتحدث عن تسييس الرياضة أو استخدامها لأجندات خارجية ولكن ما رأيناه من إخلال بهذه المبادئ يهدم فكرة الرياضة كوسيلة راقية للتقارب والمنافسة النزيهة.

ما حدث في الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٦ لم يكن مجرد خيبة رياضية، بل كان ضربة موجعة لمبدأ النزاهة والعدالة بل كانت قرارات مجحفة، وتوزيع غير متكافئ للمباريات من خلال جدول المباريات. إن الثقة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تتآكل يوما بعد يوم في اتحاد يُفترض أن يكون عادلاً منصفاً ينظر إلى جميع المنتخبات بنظرة واحدة، عندما تغيب العدالة تهدم روح التنافس وتنهار قيم الرياضة وتتحول المنافسة من ميدان شريف إلى ساحة تفقد فيها المنتخبات الحافز وتفقد فيها الجماهير الثقة وتُسلب أحلامها خارج المستطيل الأخضر، الرياضة ليست مجرد نتائج بل مبادئ فإذا اختل ميزان العدالة تفقد الرياضة ميزانها الحقيقي.

أخيرا العدالة ليست خياراً في الرياضة بل الأساس التي تبنى وتقوم عليه كل المنافسات في جميع البطولات الرياضية وما حصل في تصفيات الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٦ من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سوف لن ينساه التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى