الدقم.. وجهة استثمارية عالمية تجمع بين الصناعة والسياحة والطاقة المتجددة

الدقم في أول نوفمبر /العُمانية/ تواصل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ترسيخ مكانتها كوجهة استثمارية عالمية في قطاعات الصناعة والسياحة والطاقة المتجددة، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي على بحر العرب، وبنيتها الأساسية المتكاملة التي تضم ميناءً حديثًا ومطارًا وطرقًا متطورة، إلى جانب مساحتها الواسعة التي تبلغ ألفي كيلومتر مربع والمناطق المخصصة للصناعات والخدمات اللوجستية والطاقة النظيفة، فضلًا عن الحوافز والتسهيلات المقدمة للمستثمرين.

وجاء منتدى الدقم الاقتصادي 2025 في نسخته الثانية ليؤكد مكانة الدقم كإحدى أبرز المدن الاقتصادية على مستوى العالم، حيث شهد مشاركة أكثر من 400 مشارك و54 متحدثًا وخبيرًا محليًّا ودوليًّا، ناقشوا آفاق التنمية وفرص الاستثمار في المنطقة.

وأوضح المهندس أحمد بن علي عكعاك، الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، أن المنتدى يعكس القدرات الكبيرة التي تتمتع بها الدقم، مشيرًا إلى أن المنطقة تستقطب استثمارات نوعية في قطاعات متعددة تشمل الصناعات التحويلية، واللوجستية، والصناعات الذكية والغذائية والسمكية، مع تركيز خاص على الصناعات الخضراء في مجالات الألمنيوم والحديد وإنتاج الهيدروجين.

وأضاف أن المشاركة الدولية الواسعة في المنتدى تؤكد الثقة العالمية في بيئة الدقم الاستثمارية، مدعومة بالبنية الأساسية المتكاملة وتنوع مصادر الطاقة والمساحة الواسعة التي تتيح تنفيذ مشاريع كبرى. وأشار إلى أن المنتدى ركز أيضًا على تطوير قطاعات السياحة والمدن الذكية المعززة بالذكاء الاصطناعي، موضحًا أن المنطقة خصصت مساحة تبلغ 18 كيلومترًا مربعًا لاستقطاب تقنيات المدن الذكية والابتكار الرقمي.

وخلال المنتدى، أُقيمت تسع جلسات نقاشية بمشاركة مسؤولين حكوميين ومستثمرين وخبراء اقتصاديين، تناولت فرص الاستثمار في قطاعات الصناعة والطاقة والسياحة والتقنية.

وأكد الدكتور سليمان بن سالم الهاشمي، الباحث في مركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة السلطان قابوس، أن سلطنة عُمان تمتلك مقومات تجعلها منافسًا إقليميًّا في مجال الطاقة المتجددة، بفضل مشاريعها الكبرى في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، موضحًا أن الدقم تمثل مركزًا واعدًا لهذه المشاريع بما تمتلكه من موارد طبيعية وبنية تحتية متقدمة.

وأشار إلى أن معدلات الإشعاع الشمسي في الدقم تتجاوز 2100 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع سنويًّا، ما يجعلها مثالية لإنشاء محطات طاقة شمسية واسعة النطاق، في حين تتراوح سرعات الرياح بين 5 و8 أمتار في الثانية، وهي مثالية لتشغيل توربينات الرياح بكفاءة.

وفي الجانب السياحي، أوضحت كارا كوران، الرئيس التنفيذي لشركة سستاينابل تورزم كونسولتانتس، أن الخطط الحكومية لتطوير البنية الأساسية في الدقم تسهم في تعزيز ثقة المستثمرين وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، مشيرة إلى أن المنطقة تمتاز بمقومات طبيعية وساحلية فريدة تجعلها وجهة سياحية عالمية واعدة.

من جهتها، أشارت ويندي ورنر، مديرة مكتب مجموعة البنك الدولي في سلطنة عُمان، إلى أن الاستقرار الاقتصادي والسياسات الواضحة في سلطنة عُمان يشجعان على جذب الاستثمارات، مؤكدة أن ارتفاع التصنيف الائتماني للسلطنة يعزز جاذبيتها لدى المستثمرين الدوليين.

أما يسرَى بنت حمد البوسعيدية، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في شركة مرافق الدقم، فأكدت أن المنتدى يمثل منصة مهمة لتبادل الخبرات واستعراض التجارب الاستثمارية العالمية، مشيرة إلى توقيع اتفاقية شراكة بين شركة مرافق الدقم والجامعة الألمانية للتكنولوجيا لإنشاء مجمع اجتماعي يخدم أهالي الولاية ويوفر بيئة تعليمية وترفيهية متكاملة.

بدوره، أوضح أندرو مايكل باين، المدير الإبداعي العالمي لمجموعة إنتربراند، أن سلطنة عُمان تبذل جهودًا حثيثة لجعل الدقم مركزًا مفضلًا للاستثمار والسياحة، مشيرًا إلى أن تنوعها الجيولوجي ومناخها المعتدل يجعلانها منطقة مثالية لجذب المستثمرين والسياح في آنٍ واحد.

وتبرز الدقم اليوم كنموذج وطني متكامل يجمع بين التنمية الاقتصادية المستدامة والطاقة النظيفة والسياحة الذكية، لتصبح واحدة من أهم مراكز الاستثمار في المنطقة والعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى