حلقة عمل في صلالة لتحديث استراتيجية صون النمر العربي وتعزيز جهـود حمايته

صلالة في 2 نوفمبر /العُمانية/ انطلقت اليوم بولاية صلالة في محافظة ظفار حلقة عمل علمية بعنوان “تحديث استراتيجية صون النمر العربي”، التي تنظمها المديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار، وتستمر حتى الخامس من نوفمبر الجاري، ضمن الجهود الوطنية والإقليمية والدولية الرامية إلى حماية النمر العربي والمحافظة على موائله الطبيعية.

رعى افتتاح الحلقة المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي نائب رئيس هيئة البيئة، بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، وصندوق النمر العربي، والهيئة الملكية لمحافظة العلا بالمملكة العربية السعودية، إلى جانب فريق صون النمر العربي في سلطنة عُمان.

وتأتي الحلقة في إطار توجه هيئة البيئة لتحديث استراتيجياتها بما يتماشى مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للبيئة، حيث شمل البرنامج تقديم تسع أوراق عمل تناولت محاور متعددة منها: حماية النمر العربي واستدامة موائله الطبيعية، والاستراتيجية الإقليمية 2025–2030، والدراسات الوراثية والرصد البيئي، إضافة إلى تجارب الإكثار وجهود صندوق النمر العربي، وخطة العمل الاستراتيجية المحدّثة.
وتهدف الحلقة التي تستمر أربعة أيام إلى مراجعة وتقييم الاستراتيجية الوطنية السابقة (2014)، وتحليل الوضع الراهن للنمر العربي في سلطنة عُمان من خلال دراسة توزيع أعداده في الموائل الطبيعية وتقييم سلامة التوازن البيئي، فضلًا عن تحديد المهددات الرئيسة واستعراض قصص النجاح في مجال الحماية.

كما تتناول الجلسات الدراسات الجينية والتنوع الوراثي للنمر العربي، والاستفادة من التجارب الدولية في الرصد الطبقي وتقنيات التتبع، واستعراض جهود صندوق النمر العربي في دعم برامج الصون والإكثار في مناطق الانتشار الطبيعي بالجزيرة العربية، تمهيدًا لوضع خطة عمل مستقبلية متكاملة وتحديد أولويات الحماية.
وأكد علي بن سالم بيت سعيد، مدير عام المديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار، أن الحلقة تمثل خطوة مهمة لتقييم واقع النمر العربي والاستفادة من الخبرات الإقليمية والدولية في إدارة الأنواع المهددة بالانقراض وتأهيل الموائل الطبيعية، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان تُعد آخر الملاذات الآمنة للنمر العربي في العالم، ما يستوجب مضاعفة الجهود لضمان بقائه واستدامة وجوده في بيئته الطبيعية.
وأوضح أن الهدف من الحلقة هو بلورة استراتيجية وطنية جديدة ترسم مسار عمل هيئة البيئة خلال العقد المقبل، وتُسهم في تحسين تصنيف النمر العربي في البرية عبر تعزيز سياسات الحماية والتعاون المجتمعي والإقليمي، وحماية الفرائس والموائل، ضمن إطار دولي مشترك يوحد معايير الرصد والحماية بين دول المنطقة.
واشتمل الافتتاح على عرض مرئي تعريفي حول النمر العربي في سلطنة عُمان، أعقبه نقاش مفتوح حول أولويات المرحلة المقبلة في مجال الصون والحماية.
الجدير بالذكر أن النمر العربي يُعد من الأنواع المهددة بالانقراض بشكل حرج وفق تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، وتُعد سلطنة عُمان من الدول الرائدة في جهود حمايته منذ ثمانينيات القرن الماضي، إذ أعلنت محمية جبل سمحان عام 1997 كأول محمية في العالم مخصصة للنمر العربي. كما نفذت السلطنة الاستراتيجية الوطنية الأولى لصون النمر العربي (2014–2024)، التي أسهمت نتائجها في إعادة تصنيفه ضمن إصدار عام 2023 من القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة.





