ظفار تواصل نهضتها الشاملة وترسّخ مكانتها محورًا للتنمية وفق رؤية “عُمان 2040”

صلالة في 15 نوفمبر 2025 /العُمانية/
تمضي محافظة ظفار بخطى متسارعة في مسيرة النهضة العُمانية المتجددة، مجسدة نموذجًا تنمويًّا متكاملًا ينسجم مع أهداف رؤية “عُمان 2040″، عبر شراكة فاعلة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع، تستند إلى الإنسان بوصفه غاية التنمية ووسيلتها، وتستثمر ما تمتاز به المحافظة من مقوّمات طبيعية واقتصادية وثقافية، لتصبح مركزًا حيويًا يسهم في تنويع الاقتصاد الوطني ودعم الابتكار والاستدامة.

وأكد صاحبُ السُّموّ السّيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار، في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أن المشاريع المتتابعة والاستثمارات النوعية في مختلف ولايات المحافظة تأتي ترجمة للتوجيهات السامية لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/، الرامية إلى جعل المحافظات محركًا رئيسًا للتنمية، وبما يعكس الرؤية الوطنية نحو تحقيق تنمية شاملة في مختلف القطاعات.
وأشار سُموّه إلى أن هذا الحراك التنموي يتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني والذكرى الـ(281) لتأسيس الدولة البوسعيدية، مؤكدًا أن النهج البوسعيدي أسس لدولة تقوم على الوحدة والعدالة والعمل المشترك، وأن المحافظة تواصل اليوم مسيرة التحديث بقيادة جلالة السُّلطان بخطى راسخة نحو تحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية.

نمو اقتصادي ومشروعات نوعية
وأوضح سُموّه أن محافظة ظفار شهدت خلال الأعوام الأخيرة نقلة تنموية واسعة في قطاعات الاقتصاد والبنية الأساسية والخدمات العامة، من خلال تنفيذ مشروعات بارزة في الطرق والإسكان والصحة والتعليم والطاقة والسياحة، أسهمت في رفع جودة الحياة وتعزيز مكانة المحافظة كمركز اقتصادي واستراتيجي على بحر العرب.
وبيّن أن المحافظة أطلقت استراتيجيتها الشاملة وهويتها المؤسسية وخطة التواصل، وحققت المركز الأول على مستوى السلطنة في تقييم الأداء المؤسسي لعام 2024، إلى جانب تقدمها في مجالات التحول الرقمي، وفوز موسم خريف ظفار بجائزة الوجهة السياحية العربية المتميزة لعام 2025.

السياحة: نمو لافت وتطوير للواجهات والمواقع الطبيعية
وأشار سُموّه إلى أن القطاع السياحي يواصل تسجيل مؤشرات نمو متقدمة، إذ تجاوز عدد زوار موسم خريف ظفار حاجز المليون زائر لعامي 2024 و2025 بزيادة 11.3 بالمائة، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات تطويرية في المواقع السياحية بعدد من الولايات، منها: الحافة، بوليفارد الرذاذ، وإطلالات طبيعية في صلالة ومرباط ورخيوت وضلكوت، فضلًا عن وضع حجر الأساس لمركز الزوار ومصنع محمية وادي دوكة.

النقل واللوجستيات: توسع في الحركة الجوية وتحسين البنية
وأكد سُموّه أن مطار صلالة يواصل تسجيل نمو ملحوظ؛ إذ ارتفع عدد الرحلات خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025 بنسبة 3.1 بالمائة، فيما ارتفع عدد المسافرين بنسبة 8.5 بالمائة. كما شهد موسم الخريف زيادة 12 بالمائة في الرحلات و13 بالمائة في عدد المسافرين مقارنة بالموسم السابق.
وكشف عن الانتهاء من توسعة محطة الحاويات بميناء صلالة لرفع الطاقة الاستيعابية إلى 6.5 مليون حاوية مكافئة سنويًّا، باستثمار تجاوز 115 مليون ريال عُماني، مما يعزز موقع الميناء كمحور لوجستي يخدم أسواق المنطقة.

مشروعات خدمية لتعزيز جودة الحياة
وبيّن سُموّه أن العام الجاري شهد افتتاح المرحلة الأولى من شبكة الصرف الصحي بصحلنوت بتكلفة 45 مليون ريال، وإنجاز توسعة شبكة المياه المعالجة بصلالة، إضافةً إلى تشغيل محطة طوي اعتير للكهرباء بولاية مرباط وخزان مياه بسعة مليوني جالون.

قطاع الطرق: شبكة متطورة وربط استراتيجي
وأوضح سُموّه أن ظفار شهدت تنفيذ مشاريع حيوية في قطاع الطرق، منها افتتاح نفق إتين، وطريق أرجوت–صرفيت، وطريق الشصر–الخذف، ومشروعات طرق داخلية بطول يتجاوز 300 كيلومتر. كما يجري العمل على مشاريع استراتيجية منها طريق هرويب–المزيونة–ميتن، وازدواجية طريق السُّلطان سعيد بن تيمور، وازدواجيات الفاروق والسُّلطان تيمور، وطريق وجسر المغسيل.

الطاقة والاقتصاد الأخضر
وأكد سُموّه أن المحافظة تشهد تنفيذ مشاريع طاقة الرياح والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بالتعاون مع “هايدروم”، ضمن التوجه الوطني نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات.

استثمارات صناعية ولوجستية واعدة
وأشار سُموّه إلى ارتفاع الاستثمارات في المنطقة الحرة بصلالة إلى 5.1 مليار ريال بنهاية سبتمبر 2025، وتوقيع اتفاقيات بأكثر من 370 مليون ريال، وتنفيذ 20 مشروعًا صناعيًّا ولوجستيًّا. كما تشهد مدينة ريسوت الصناعية توسعًا في الاستثمارات التي بلغت 624 مليون ريال بنمو 3 بالمائة، ونسبة إشغال وصلت إلى 81 بالمائة.

الصحة والتعليم: تطوير مستمر للبنية والخدمات
وأشار سُموّه إلى أن مستشفى السُّلطان قابوس الجديد بصلالة وصل إلى نسبة إنجاز 77 بالمائة، مع افتتاح مستشفيات ومراكز صحية جديدة. وفي التعليم، شهدت المحافظة افتتاح مختبرات بحثية ومدارس جديدة، وانضمت جامعة ظفار إلى تصنيفات عالمية مرموقة، واستقبلت أول دفعة من كلية الطب.

الإسكان والتخطيط العمراني
وبيّن أن قيمة التداولات العقارية بلغت 147 مليون ريال في 2025، وتم تنفيذ 179 مساعدة سكنية. وبدأ العمل في المخطط التفصيلي لمدينة صلالة المستقبلية، إلى جانب تقدم الأعمال في مشروع حي الشروق بنسبة 95 بالمائة.

البيئة والموارد الطبيعية
وأكد سُموّه أن المحافظة حققت تقدمًا في مشاريع التشجير والمحميات، ودراسات النمر العربي، وإعادة توطين الغزال العربي، إلى جانب مشروعات إراحة المراعي في تسعة أودية.

الأمن الغذائي والثروة الزراعية والحيوانية والسمكية
وأشار إلى تنفيذ مشروعات زراعية نوعية في النجد، وتطوير صناعة اللبان، وتوقيع عقود استثمارية جديدة، ودعم إنتاج حليب الإبل، وتنفيذ خمسة مشروعات في قطاع الثروة السمكية بنحو 11.5 مليون ريال.

الثقافة والرياضة والتنمية الاجتماعية
وأوضح سُموّه أن أنشطة الثقافة والرياضة استهدفت أكثر من 96 ألف مستفيد، فيما قدمت لجان التنمية الاجتماعية والمبادرات التطوعية خدمات لأكثر من 73 ألف شخص، إضافةً إلى تنفيذ برامج تمكين اقتصادي لآلاف المواطنين.

الأوقاف: توسع في المساجد والمدارس القرآنية
وأشار إلى إضافة 6 مساجد جديدة، وافتتاح مدرسة للقرآن الكريم ليصل العدد إلى 20 مدرسة تخدم ما يقارب 5600 طالب وطالبة، مع مشروعات وقفية تعزّز الاستدامة

وأكد صاحبُ السُّموّ السّيد مروان بن تركي آل سعيد أن محافظة ظفار ماضية في تنفيذ برامج التنمية الشاملة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من المشاريع النوعية التي تعزز دور المحافظة في نهضة عُمان المتجددة، مختتمًا بالدعاء لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم بأن يحفظه الله ويديم على عُمان الأمن والازدهار.





