أكثر من 100 مشروع وطني يرسّخ مسار التنمية خلال السنوات الخمس الأولى من رؤية “عُمان 2040”

مسقط في 19 نوفمبر 2025 /العُمانية/شهدت سلطنة عُمان منذ انطلاق رؤية “عُمان 2040” تنفيذ ما يزيد على 100 مُنجز وطني أسهمت في تعزيز مسار التنمية الشاملة ضمن محاور الرؤية الأربعة: الإنسان والمجتمع، والاقتصاد والتنمية، والبيئة والاستدامة، والحوكمة والأداء المؤسسي، وفق ما أظهرته بيانات وحدة متابعة تنفيذ الرؤية.

تحسين جودة الحياة والبنية الأساسية

جاءت هذه المنجزات لتنعكس مباشرة على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، بدءًا من تطوير المدارس والمستشفيات والطرق والمرافق الحيوية، وصولًا إلى تعزيز الفرص الاستثمارية وتوفير بيئة حياة متكاملة ومستدامة في مختلف المحافظات. كما شمل التطور مجالات التحول الرقمي، وتبسيط الإجراءات الحكومية، وتقديم خدمات إلكترونية أكثر كفاءة.

محور الإنسان والمجتمع

في قطاع التعليم، شهدت الفترة من 2021 إلى 2025 بناء وصيانة 188 مدرسة، بالإضافة إلى رقمنة المناهج الدراسية وإطلاق منصّة “نور” للتعليم الإلكتروني التي توفر محتوى تعليميًا رقميًا عالي الجودة. كما بدأ تطبيق التعليم المهني والتقني للصفين (11 و12) في مجموعة من التخصصات.

وفي التعليم العالي تأسست جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية عبر دمج عدد من المؤسسات الأكاديمية، لتضم أكثر من 48 ألف طالب في 11 فرعًا و48 تخصصًا.

أما قطاع الابتكار، فشهد تأسيس أكاديمية الابتكار الصناعي التي تأهّل سنويًا عشرات الشباب، وقدمت خدماتها لأكثر من 40 شركة ومصنع وطني.

تطوير القطاع الصحي

واصل القطاع الصحي توسع بنيته الأساسية بافتتاح مستشفى المزيونة وبناء ثلاثة مستشفيات جديدة وتوسعة مستشفى صحار، بإجمالي أكثر من 1800 سرير وبتكلفة تجاوزت 300 مليون ريال عُماني.
كما أُنجزت سلسلة من العمليات الطبية المتقدمة بجهود كوادر عمانية، شملت فصل توأم سيامي وزراعة قلب وزراعة قوقعة لرضيع، إضافة لإنشاء مراكز طبية متخصصة مثل المدينة الطبية الجامعية والمركز الوطني للتوحد.

تعزيز الثقافة والرفاه الاجتماعي

شهدت الفترة الماضية افتتاح عدد من المعالم الثقافية الكبرى مثل مجمع عُمان الثقافي، ومتحف التاريخ البحري بصور، ومتحف عُمان عبر الزمان، ومركز فتح الخير.
كما واصل معرض “رسالة السلام من سلطنة عُمان” تجواله العالمي ليصل إلى 136 محطة وترجمة منشوراته إلى 29 لغة.

وفي الجانب الاجتماعي تأسس صندوق الحماية الاجتماعية الذي يقدم خدماته لأكثر من 1.45 مليون مستفيد.

الاقتصاد والتنمية وتنويع مصادر الدخل

عملت رؤية “عُمان 2040” على تعزيز اقتصاد متنوع ومستدام عبر مشروعات استراتيجية في قطاعات التعدين والصناعات الثقيلة والمتوسطة.
فقد شهدت الفترة الماضية إطلاق مشروعات كبرى مثل مصفاة الدقم، ومصنع صلالة للأمونيا، ومصنع كروة للسيارات، ومصانع للسيليكون وعجلات الألمنيوم، إضافة لتأسيس شركات صناعية متقدمة في صحار.

كما تتجه السنوات المقبلة لبدء تشغيل مصانع مهمّة مثل مصنع البوليمرات في صحار (ثاني أكبر مصنع من نوعه عالميًا) ومصنع توربينات الرياح بالدقم.

الربط اللوجستي وتطوير البنية الأساسية

شملت الإنجازات تنفيذ طرق استراتيجية، أبرزها طريق الربع الخالي وطريق دبا–ليما–خصب، وإطلاق محطة أسياد للحاويات، وتأسيس شركة “قطار حفيت” لربط صحار بأبوظبي عبر خط سكك حديدية بطول 238 كيلومترًا.

وفي قطاع السياحة جرى تطوير مشروعات نوعية مثل مدينة يتي المستدامة وتلفريك مطرح المتوقع تشغيله مطلع 2026.

الأمن الغذائي

أُطلقت مشروعات كبرى في الاستزراع السمكي والزراعة مثل مشروع الصفيلح بمرباط، ومشروع استزراع الروبيان، وإنتاج القمح من مزارع نجد بطاقة 10 آلاف طن سنويًا.

التمكين والفرص للمواطنين

عُمِد إلى تنفيذ برامج تدريب وطنية لربط أبناء الوطن بمشروعات التنمية، إلى جانب إطلاق منصات مثل “توطين” وبوابة “استثمر في عُمان”. كما أُطلق صندوق “عُمان المستقبل” بحجم ملياري ريال لتطوير المشروعات الكبرى ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

عمران مستدام ومدن مستقبلية

شهدت السلطنة إطلاق مشروعات عمرانية كبرى مثل مشروع “صروح” الذي يضم نحو 10 آلاف وحدة سكنية، ومدينة السلطان هيثم التي تقام على 14.8 مليون متر مربع، إضافة إلى مشروع ميناء الإطلاق الفضائي، الأول من نوعه في المنطقة.

البيئة والاستدامة

تمضي السلطنة نحو تحقيق الحياد الصفري عبر تنفيذ أكثر من 200 مشروع ومبادرة، إلى جانب مشروعات الطاقة المتجددة مثل محطات أمين وعبري 2 وصور، ومشاريع طاقة الرياح في عدة ولايات.

كما شملت الجهود إنشاء محميات طبيعية جديدة، وحديقة النباتات بالسّيب، ومبادرات واسعة لنشر المساحات الخضراء.

الحوكمة وتطوير الأداء المؤسسي

عزّزت مشروعات الحوكمة ثقة المجتمع بالمنظومة القضائية والإدارية عبر إصدار أنظمة وتشريعات جديدة، منها لائحة التفتيش القضائي، وإنشاء محكمة الاستثمار والتجارة، وتفعيل التقاضي المرئي.

وعلى صعيد التحول الرقمي، شهدت البوابة الوطنية الموحدة للخدمات الحكومية تنفيذ 14.5 مليون معاملة رقمية في الربع الأول من العام الجاري، مع 267 خدمة تُقدّم تلقائيًا دون تدخل بشري.

زر الذهاب إلى الأعلى