أوراق الخريف.. ظفار العمانية زهرة السياحة الخليجية
د. أحمد بن سالم باتميرا
اختتم موسم خريف محافظة ظفار العمانية بفعالياته المتعددة ، الذي استقطب أكثر من مليون زائر وسائح ، والطموح والآمال تزداد سنويا بزيادة العدد خاصة من دول مجلس التعاون الخليجي لقرب المسافة وجمال الطبيعة ، ولما تمتاز به من مقومات سياحية متعددة وشواطئ جميلة ورمال وعيون مائية كثيرة ومسطحات خضراء مع رذاذ متواصل وامطار من منتصف يونيو الى اواخر سبتمبر من كل عام.!
كما يتواكب مع الموسم الخريفي الممطر فعاليات متعددة ثقافية وفنية ورياضية ومسابقات جاذبة للسياح والزوار ، وهو ما تحقق هذا العام ، وقد أشاد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مؤخرا خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء بالجهود المبذولة والفعاليات والبرامج الموجّهة لاستقطاب السياح إلى محافظة ظفار من كل حدب وصوب ، خاصة وان السياحة باتت صناعة وجزءا رئيسا من الاقتصاد.
واليوم نرى محافظة ظفار تتجه لهذه الصناعة والترفيه من خلال الاهتمام غير المسبوق بالسياح وزيادة الفعاليات وتطوير البنية التحتية ، بمتابعة دوؤبة من صاحب السمو محافظ ظفار الذي يسعى لجعلها قبلة للسياحة العربية والعالمية فضلاً عن وجود جميع مقومات النجاح المطلوبة.
فلم تعد السياحة ترفا، ولكنها ضرورة وتؤدي دورا رئيسا في اقتصاديات الكثير من الدول ، حيث تعتبر مصدرا هاما من مصادر الدخل القومي، وبما أننا نسعى في سلطنة عمان لتنويع مصادر الدخل يتحتم علينا أن نوليها مزيدا من الاهتمام، لتصبح عمان دولة جذب على خريطة السياحة العالمية، فالمقومات عندنا تتفوق على ما لدى دول كثيرة تمكنت من تحقيق معدلات نمو مرتفعة للناتج السياحي وزيادة السياح والزوار اليها وعامل هام من عوامل التقريب بين الثقافات المختلفة لشعوب العالم.
لقد تغنى العشرات من السياح من الدول الخليجية والعربية بمقومات ظفار السياحية وجمال طبيعته المتميزة والامان حتى اصبخت ملاذ لابناء دول مجلس التعاون الخليجي لزيارتها لقرب الثقافات والعادات والاسعار المتناولة لللجميع والذين أشادوا بسلسلة وتنوع تضاريسها ومتحف اللبنان والشواطئ والصحاري والاسواق الشعبية وشاطيء الدهاريز الذي يستقطب العشرات من السياح حتى ساعات مطلع الفجر..!
لذا فاليوم نحن في حاجة لاستراتيجية ورؤية سياحية للمحافظة السياحية مختلفة ، وإذا كانت موجودة فعلينا الاسراع فيها وتخصيص مبالغ لها ، فلابد أن يكون تطوير السياحة تحديا حقيقيا ونعطيه طابع الاستدامة والديمومة ، ولن يتأتى هذا إلا بخطة واضحة المعالم ، فظفار زهرة السياحة العربية في موسم الصيف الذي ترتفع الحرارة فيه لاكثر من 45 درجة وظفار لا تتجاوز 28 درجة او اكثر قليلا او أقل من ذلك بكثير في الجبل لا تصل ل 15 درجة.!
فكرة رائعة اقدمت عليها وزارة التراث والسياحة باستقطاب وكلاء السفر والسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي في الخارج لزيارة المحافظة في موسم الربيع ـ المسمى الصرب في المحافظة ـ للتعرف على المزايا السياحية التي يحصل عليها السائح والتي لا يجدها في سلطنة عمان.
ولعل أبرز المطالب هو سرعة إصدار التأشيرات السياحية دون تعقيدات عبر تطبيق إلكتروني يشمل كل الجهات المعنية بهذه التأشيرات، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على أمننا ، وهناك الكثير من الإمكانات الواعدة في الاقتصاد العماني يجب العمل على تعظيمها، من بينها الحوافز الضريبية والقدرة على توفير الأراضي اللازمة للمستثمرين لبناء فنادق ومنتجعات وتوافر البنية التحتية ، وهي مزايا يمكن تطويرها وتقديمها بشكل أفضل للراغبين في الاستثمار بالقطاع السياحي في محافظة ظفار.
ورغم النجاح ، هذا الموسم ، الا ان هناك بعض التحديات تتطلب التحرك السريع لمعالجتها والتي تواجه السياح خلال كل موسم ، مثل الازدحام المروري في بعض الطرقات المرورية والتي تتطلب التدخل لعلاجها ، وعقد مؤتمر كبير بعنوان (الاستثمار في ظفار) ، خاصة وأن ظفار العمانية زهرة السياحة الخليجية ، تمتاز بمقومات تؤهلها لاستقطاب أكبر عدد من السياح والاستثمارات الكبرى وهي فرصة لرجال الاعمال والشركات الكبرى في دول مجلس التعاون الخليجي لضخ الاموال في منطقة امنه ومزدهرة وسياحية وقادمة بقوة لكونها تتميز بمواصفات ومقومات عديدة تجعلها قبلة للسياحة الخليجية والعرببة في الصيف افضل من مناطق اصبحت لا تطاق من شدة حرارة الطقس وغيرها .. والله من وراء القصد.
كاتب ومحلل سياسي عماني
[email protected]