أوراق الخريف..عام من الإبادة وتقاطر للشهداء ..إلى متى؟

حلت الذكرى الأولى لطوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة ردا على القتل والدمار والحصار الخانق للقطاع واعتقال آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والتجاهل العالمي والأممي للقضية الفلسطينية طوال السنوات الماضية.!ونحن نتوقَّف عند الذكرى الأُولى لمعركة طوفان الأقصى ومخرجاتها ، والتي وصلت لاغتيال القادة اسماعيل هنية ، وحسن نصر الله واستشهاد يحيى السنوار وغيرهم من القادة العظماء في فلسطين ولبنان ، ينبغي علينا معرفة الاتجاهات والبوصلة الدولية التي سقطت بعد هذه الحرب ، وأظهرت لنا أصدقاءنا من اعدائنا ومن هم المنافقون أصحاب الوجهين والداعمين لاسرائيل.فارتدادات معركة طوفان الأقصى كثيرة، وعلينا أن نفخر بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية ، وما حققته من مكاسب ، رغم آلة الحرب العدوانيَّة الاسرائيلية والابادة الجماعية والتدمير والتهجير على أصحاب الأرض ، لتنكشف الحقيقة ان هذا الكيان ، كيان من ورق عسكريا لولا امريكا ، فلولا وقوفها مع الاحتلال لكانت هناك مفاوضات سلام جادة لحل الدولتين.!فمعركة الأقصى وضعت النّقاط على الحُروف ، رغم محاولات بعض الدول الغربية النَّيْل ومصادرة أحقيَّة الفلسطينيِّين بدَولة قابلة للحياة ، فاي عدالة هذه واي امم متحدة وقوانين ، وما زال العدوُّ يخترق كل الأنظمة والقوانين والمحاكم وقراراتها تحت اعين الدول الكبرى ، حيث لا يُمكِن أن يستعيدَ الأمْنَ ولا يصدق العاقل أن أمريكا واسرائيل يسعيان لقيام دولتين فلسطينية واسرائيلية بعد اليوم.ولا يمكن وصف رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو بأقل من أنه مجرم حرب، وقائد عصابة تمارس حرب إبادة ، لبناء شرق اوسطي جديد برؤيته مخالفاً كل قواعد الاشتباك في الحروب، ومقتل الشهيد “السنوار”، لا يعني انتهاء الحرب ، بل هناك فصول في الكتاب الصهيوني تحكى بأن الحرب ستنال اخرين ، فهل حان وقت الواقعية والمصارحة ، ليعم السلام المنطقة والعالم من خلال مفاوضات جادة وحزمة إصلاحات دولية لإنهاء الصراع، وإقامة الدولة الفلسطينية، وصولاً إلى قيام دولتين، واستتباب الأمن، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، يقابل ذلك موافقة الفلسطينيين والعرب على حل الدولتين من خلال المبادرة العربية.واليوم نؤكد ان الصف الإسرائيلي الموحد داخليا وخارجيا ، والصف الفلسطيني رغم مرور كل هذه السنوات والحروب وتوقيع العديد من الاتفاقيات بين فصائله، لا يزال منقسماً على نفسه ، وهذا سبب رئيسي لخسارته كل المعارك الدبلوماسية والعسكرية ، وحان الوقت لتوحيد الصفوف داخليا وخارجيا لوقف سيل الدماء والتهجير والتدمير ، وحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة شكلت مرحلة انتقالية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والاسرائيلي العربي.!خاصة وان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، ما زال يكرر نفس الاسطوانة وحجته المفضلة ، هي اتهام المجتمع الدولي بالنفاق فيما يتعلق بالحرب في قطاع غزة، لذا فان إطفاء الحرائق ووقف هذه الاكاذيب ، يتطلب تدخل منظمات ودول محايدة خاصة وان الأجواء السياسية بدأت نوعا ما بالتحرك لهدنةٍ أو اتِّفاق لإيقاف هذه الحرب وغيرها.فالولايات المُتَّحدة الأمريكية هي القوَّة الوحيدة الَّتي تسيطر وتحرِّك هذه الحروب حيثما تشاء، والغرب باتَ تابعًا للصهيونيَّة والماسونيَّة العالَميَّة ، وروسيا العظمى والحليف القوي منهمكة في حربها الأوكرانية، والصين منهمكة في وضعها الاقتصادي ومواجهة أمريكا اقتصاديا ، فالاتجاه نحو الشرق هو وسيلة من الوسائل لوقف الحرب والضغط على اعداء السلام ، لذا ستظلُّ القضيَّة الفلسطينيَّة قضيَّتنا الأولى، وقضيَّة المُسلِمين، وقضيَّة أصحاب الحقِّ والشرفاء في المنطقة والعالم.

د. احمد بن سالم باتميرا

كاتب ومحلل سياسي عماني [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى