أوراق الخريف.. من كل بستان زهرة

د. أحمد بن سالم باتميرا
هلّ علينا شهر رمضان المبارك ، شهر الحسنات وافضل الشهور، فعلينا استغلال هذا الشهر لجني خيراته ، فالجزاء عظيم جدا في هذا الشهر ، لا يمكن مقارنته بغيره. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ..الخ”. فعلينا بالصيام والصلاة والصدقات والأعمال الصالحة التي ترفع من درجات العبد.
– لقد بدأت تباشير التنمية في البلاد، وهذا العام افضل ونلمس جهود الحكومة ، ولكن لا بد من الاعتراف أنّ أمامها الكثير من العمل والجهد ، لكننا متفائلون بأن الدولة تسعى إلى تنمية مستدامة تزيد الإنفاق على المشاريع طلبا لاختصار الوقت. كما أن دولاً كثيرة اعتمدت على القطاع الخاص في التنمية.
والقطاع الخاص في حاجة للمساندة والدعم ، من خلال اسناد المشاريع له، فالنهوض الحقيقي أن نذهب في هذا الاتجاه.
– حقق ملتقى “معا نتقدم”، أهدافه السامية ، وهو يسير في الطريق المحدد له في نسخته الثالثة ، حيث شارك فيه أكثر من ألفي مشارك ومتحدث ، ساهموا في إثراء الجلسات الحوارية ، وظهرت من خلاله اطروحات ومبادرات سترى النور لاحقا ، والوعي النقدي الذي ظهر يحتاج لحاضنة مرنة ، لأن الهدف هو بناء الوطن وليس غير ذلك ، والمنصات الحوارية المفتوحة للمناقشات الحرة بدون سلطة رقابية ، تبرز من خلالها آراء نقدية تصب في المصلحة العامة، وبرلمان عمان المفتوح ، حقق نجاحاته ، مثل خطة “التوازن المالي” والتي رغم ما صاحبها من تحديات اقتصادية، إلّا أنها نجحت في تحقيق المُستهدف منها، والمُتمَثِّل في خفض الدين العام وتقليص العجز المالي في الميزانية العامة للدولة؛ الأمر الذي يستدعي ضرورة الإسراع في ضمان بلورة خطط واستراتيجيات تضمن الاستدامة الاقتصادية وتنويعه وبناء مشاريع عملاقة رائدة وتحقيق الرفاهية للمواطن.
فتجربة “معا نتقدم” ناجحة وتستحق البناء عليها ، من خلال الخروج بتوصيات خاصة وان إشراك الشباب في الحوارات للاطلاع على اهدافهم وتطلعاتهم والتحديات التي يواجهونها، فالمستقبل يصنع من هنا.!
– يتميز الرئيس الأمريكي ترامب عن غيره من الرؤساء الأمريكيين على امتداد التاريخ أنه رجل صريح وشفاف وليس لديه ما يخفيه ، ولقاؤه مع الرئيس الأوكراني هو الراي الصحيح ، وعلى الحرب إن تتوقف وان يعم السلام في العالم ولا ندخل حربا عالمية ثالثة ، ولكن سيادة الرئيس ماذا عن موقفكم من حرب غزة وفلسطين من جانب حليفكم الرئيسي إسرائيل.!؟
وما أعلنه الرئيس الأمريكي هو عين الصواب ، وخارج سياق القوانين والقرارات الدولية المعتبرة، فهل يعم السلام المنطقة والعالم ، ويتم التعامل مع الصراعات والخلافات والحروب المزمنة بلغة جديدة ، ويحقق ترامب جائزة نوبل للسلام كما يتمنى.!
– الكويت ، في طريق الاصلاح والتنمية والازدهار ، فقد أصبحت تخطو خطوات إلى الأمام ، بعد العمل برؤية الامير مشعل بوقف التدخل والابتزاز السياسي والنيابي لفترة محددة ، ومحاربة الفساد وغيرها من الأمور، وبالامس احتفلت الكويت في العهد الجديد بالأمان والاستقرار، وتباشيرها بدات تظهر جليا، وتعطي أُكلها، فبوركت الكويت بهذه التباشير ، ولعل السنة المقبلة تكون الثمار أينعت، ويشهد الكويتيون المزيد من الطموحات التي وعد الأمير مشعل الأحمد بإنجازها.
– الاقتصاد ، شريان أي بلد ، وتنويع مصادر الدخل، والبحث عن مداخيل أخرى تعزز الناتج الوطني، ضرورة حتمية ، فرأس المال يأتي من الاتفتاح والتنويع لأنهما أساس التنمية. وغير ذلك يبقى دون جدوى إذا لم تنفتح حنفيات الإنفاق المدروس للمشاريع لرفاهية المواطن، وبناء شراكات مع مؤسسات دولية وعلاقات وزيارة الرؤساء والقادة والوزراء تأتي لتعزيز الاقتصاد في المقام الأول ، ونحن في حاجة ماسة للانفتاح أكثر على السوق الروسي والصيني والهندي والاوروبي وخلق مشاريع مربحة ومثمرة وبيئة تنافسية تعزز التعاون الاستراتيجي مع الشركات الأجنبية بشكل عام ، فالاقتصاد هو الازدهار وهو الاستقرار. وزيارات جلالة السلطان هي بوابة الانفتاح على الاقتصاد الدبلوماسي والاستثماري الناجح.
د. أحمد بن سالم باتميرا
كاتب ومحلل سياسي عماني
batamira@hotmail.com