أوراق الخريف.. روسيا .. عيد النصر والسلام المأمول

د. أحمد بن سالم باتميرا
فى مشهد مهيب توشحت الساحة الحمراء في موسكو بأعلام النصر والعرض العسكري الكبير، احتفالا بالعيد الثمانين لانتصار روسيا فى الحرب العالمية الثانية على النازية ، وهى المناسبة التي تجسد عظمة وقوة روسيا ومكانتها على الساحة العالمية.
فروسيا اليوم تسير خطوات للأمام بفضل سياسة الرئيس فلاديمير بوتين ، وفي إدارتها للحرب مع أوكرانيا وعلاقاتها مع الآخرين ، وكسر الحصار الدولي المفروض عليها من جانب الغرب .
وقد شكل الحفل الكبير بحضور زعماء من مختلف القارات ، اهمية لروسيا التي استطاعت في التاسع من مايو تحقيق الانتصار التاريخي ، وبروز قوة عسكرية تؤمن بالسلام كشعار ، وبالحرية كفعل. والحضور العربي والأجنبي هو تجديد لهذه العلاقات والتحالفات الوثيقة التي تربط روسيا الاتحادية مع هذه الدول.
وازمة وحرب اوكرانيا هي مسألة وقت وتنتهي ، وستعود روسيا كما كانت وأكثر قوة فاعلة على الساحة الدولية مثل أمريكا وغيرها، لذا لا يمكن تجاهل هذا البلد الذي حطم وقضى على النازية رغم التضحيات الكبيرة لجنوده ولشعبه في هذه الحرب التي راح ضحيتها الملايين.!
وكلي يقين بأن روسيا اليوم تختلف كليا عن الماضي ، وأن دروها السياسي والدبلوماسي سيلمع قريبا من خلال استضافتها لأول قمة روسية عربية قريبا ، وفكرة عالم متعدّد الأقطاب سيكون هو التوجه القادم رفضا لسياسة القطب الواحد.!
فالعالم كله يحتفل بمرور ثمانين عاما على هزيمة النازية واندحارها ، بينما هناك من يسكت على جرائم اسرائيل ، بالتواطؤ والصمت أو التآمر معها ، لذا جاءت كلمة الرئيس بوتين: مفعمة بمشاعر الفرح والحزن حينما قال :”ننحني أمام الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل النصر ومنحونا الحرية والسلام وأنقذوا الوطن وعلمونا حماية الوطن والدفاع عن مصالحنا القومية”. معتمدين على وحدتنا فى الحرب والسلم للوصول إلى أهدافنا الاستراتيجية.
فالعالم ينظر لروسيا الاتحادية وهي تتحرك كقوة عالمية في كل المجالات ، فهي لا تزال حاجزا منيعا يصعب تدميره، كما اكد قيصرها “بوتين” والتاريخ يشهد على ذلك ، ومشاركة قوات رمزية من عدة دول فى العرض العسكرى بهذه المناسبة هو دليل على أهمية هذا الانتصار الذي نأمل ان يتبعه انتصار على الصهونية في القريب العاجل.!
فاليوم وجدت روسيا، بعظمتها وقوتها العسكرية، نفسها أنها بحاجة إلى حلفاء يشاركونها طروحاتها السياسية ، من خلال إحياء إطار تعاون عربي أفريقي روسي، بالاضافة إلى الدول الأوروبية والآسيوية التي تربطها علاقات معها.
ولا شك أن العلاقات العمانية – الروسية التي بدات صفحة جديدة في التطور هي بداية لعلاقات أوسع في كافة المجالات خاصة وإن هناك بالفعل حضورا وتفاعلات اقتصادية واستثمارية روسية يمكن الاستفادة منها في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والسياحة، والمشاريع الزراعية والصناعية بالإضافة، إلى التنسيق والتشاور فى التطورات السياسية، الاقليمية والعالمية والسعى لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليمى والدولي.
واحتفال النصر وحفل السفارة الروسية في سلطنة عمان بهذا اليوم التاريخي هو ذكرى خالدة لهذا الشعب الصديق الذي رفع العلم فوق البرلمان الألماني ايام النازية ، في حرب اودت بحياة الملايين من المدنيين والعسكريين يفوق نحو 25 مليون روسي ، بينما تحتفي به بلدان أخرى شاركت في الحرب، في الثامن منه ، ولعل دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موسكو وكييف إلى وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة ثلاثين يوما هو بداية لانتصار آخر، لذا كان يوم النصر سببا للاحتفال به في جميع انحاء العالم وليس موسكو فقط ، وتطورت ألمانيا بعد القضاء على النازية واصبحت دولة عملاقة هي أيضا .. والله من وراء القصد.
د. أحمد بن سالم باتميرا
كاتب ومحلل سياسي عماني
batamira@hotmail.com
[9:16 ص، 2025/5/14] حمود الطوقي:





