المنصّات التعليمية الرقمية.. أداة مرنة لتعزيز التعلم والتفاعل

مسقط في 24 أغسطس /العُمانية/ باتت المنصات التعليمية الرقمية اليوم ركيزة أساسية في تطوير منظومة التعليم، إذ توفر للطلبة إمكانية الوصول إلى مصادر معرفية متنوعة في أي وقت ومن أي مكان، بما يعزز قدرتهم على التعلم الذاتي، وإعادة استكشاف المفاهيم، وتنمية الاستقلالية الفكرية، وترسيخ ثقافة التعلم المستدام.

وتلعب منصة نور للتعليم الإلكتروني التابعة لوزارة التربية والتعليم دورًا محوريًّا في هذا المجال، حيث تتيح للطلبة والمعلمين استعراض المواد التعليمية الرقمية والمراجع التفاعلية، وإدارة الحصص الدراسية، وتنظيم الأنشطة والاختبارات، بما يضمن بيئة تعليمية رقمية آمنة وفعّالة، ويعزز التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور.

وقال الدكتور سليمان بن عبدالله الجامودي، المدير العام لتطوير المناهج التعليمية بالوزارة، إن الوزارة أطلقت خارطة وطنية شاملة للتعليم الإلكتروني تتماشى مع أهداف رؤية “عُمان 2040″، وتهدف إلى توحيد الجهود الرقمية، وضمان جودة المحتوى وموثوقيته، ومنع التشتت الرقمي الناتج عن تعدد المنصات. وأضاف أن الوزارة أصدرت أطرًا تنظيمية لاستخدام المنصات التعليمية في المدارس الخاصة، وأكدت على أهمية بناء شراكات مع القطاعين العام والخاص ضمن ضوابط واضحة لحماية حقوق المتعلمين وضمان استدامة العملية التعليمية.
وأشار الجامودي إلى أن الوزارة تعمل على تطوير المنصات التعليمية لتكون أداة داعمة لتنمية المهارات الرقمية لدى الطلبة، من خلال إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والواقع الافتراضي والمعزز، بما يواكب متطلبات سوق العمل المستقبلي ويعزز مهارات القرن الحادي والعشرين مثل البرمجة، والتفكير الحاسوبي، والتواصل الرقمي.
كما أوضحت الوزارة أن منصة نور تعتمد على أساليب تعليم حديثة مثل الفيديوهات التفاعلية، والألعاب التعليمية، والمحاكاة الافتراضية، بما يرفع مستوى الفهم، ويراعي الفروق الفردية بين الطلبة، ويتيح مسارات تعليم شخصية تراعي نقاط القوة والضعف لدى كل طالب.

وفي هذا السياق، قال محمد بن سعيد الخروصي، معلم لغة عربية في منصة أكاديمية همم التعليمية، إن المنصات الرقمية توفر محتوى متنوعًا (نصوص، فيديو، اختبارات) وتتيح التعلم بالوتيرة الذاتية، مما يعزز استقلالية الطالب، إلى جانب أدوات تفاعلية مثل المنتديات وغرف النقاش التي تشجع على العمل الجماعي وتنمية مهارات القيادة والحوار.

وبيّن الدكتور أيمن مطر من منصة مذهل التعليمية أن هذه المنصات أحدثت نقلة نوعية في طرق التدريس، إذ مكّنت الطلبة من التعلم الذاتي والوصول إلى موارد متعددة دون قيود زمانية أو مكانية، فضلًا عن تقديم محتوى مبتكر قائم على الألعاب التعليمية والفيديوهات التفاعلية، مما يجعل عملية التعلم أكثر تشويقًا وتحفيزًا.
واستعرضت الطالبة هديل بنت خليل التوبية تجربتها مع منصة مذهل التعليمية، موضحة أنها أسهمت في تسهيل مراجعة الدروس، وتنمية مهاراتها التقنية، وتعزيز مشاركتها التفاعلية مع المعلمين والزملاء. وأكد طلاب من أكاديمية همم التعليمية أن المنصة ساعدتهم في تحسين مستواهم الدراسي، وغرس الثقة بالنفس، وتعزيز حب التعلم، من خلال بيئة تعليمية تشاركية ومصادر رقمية متنوعة.
وبذلك تؤكد التجارب أن المنصات التعليمية لم تعد مجرد وسيلة مساندة، بل غدت عنصرًا رئيسًا في بناء بيئة تعليمية مرنة وتفاعلية، تواكب التطورات التكنولوجية وتستجيب لتحديات المستقبل.





