ضربتين في الرأس توجع

كتب/ سعيد بن مسعود المعشني
في غضون يومين فقط، أُعلن عن استحواذين متتاليين على شركتين عُمانيتين لهما ثقلهما في السوق المحلي. هذا ما ظهر للعلن، أما ما خفي فقد يكون أعظم.
قوائم الشركات التي تدخل في التصفية تزداد بالدقيقة، وهذا وإن كانت له أسبابه المنطقية والطبيعة، إلا أنه قد يعتبر مؤشر مقلق على تآكل بيئة الأعمال في السلطنة.
فمقابل كل سجل جديد يُفتح، هناك عشرات تُغلق.
في الاقتصادات الكبرى والمتنوعة، قد يُعتبر ذلك جزءًا من دورة السوق الطبيعية التي تمنحه المرونة والحيوية. أما في حالتنا نحن، فالأمر لا يُطمئن، بل يستدعي التأمل وربما القلق أيضًا.
فعندما يقرر رجل أعمال ناجح بحجم البرواني أن يبيع حصة الأغلبية في مجموعته، فكل الأجراس يجب أن تُقرع. والسؤال هنا: لماذا؟ ولماذا الآن؟
لو كنت في موقع صانع القرار، لشعرت بالقلق، لأن تخارج شخصية اقتصادية بارزة بهذا الحجم وبهذه البساطة لا يمكن أن يمر عليه مرور الكرام.
الأخطر من ذلك أن يحذو آخرون حذوه، فحينها قد نجد أنفسنا في مأزق حقيقي.
إن ما حدث ويحدث من موجة استحواذات – سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية – يحتاج إلى تدقيق ومتابعة حثيثة، لأن ارتداداتها لا يمكن أن تكون إيجابية، خصوصًا عندما يكون البائع من البيوتات التجارية العريقة مثل الزواوي والبرواني، على سبيل المثال وليس الحصر.
فالسوق العُماني لا يحتمل تآكل هذه الكيانات الاقتصادية الكبرى بهذا التسارع الغامض وغير المبرر، إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها.
وعليه، فإن الجهات المعنية مطالبة بألا تكتفي بدور المتفرج على هذا المشهد المحزن. فاقتصادنا صغير، يعرف فيه الجميع ما يجري حتى قبل أن يُعلن رسميًا، والخوف هو أن يستمر هذا المسلسل في الاتجاه ذاته وبذات النسق…وحينها يكون السلام آخر الكلام.





