قمة المنامة 46.. تعزيز التعاون والتكامل الخليجي

مسقط في الأول من ديسمبر 2025 /العُمانية/ تستعد العاصمة البحرينية المنامة لاستضافة الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد غدٍ الأربعاء، في إطار جهود الدول الأعضاء لتعزيز التعاون والتكامل على كافة الأصعدة. ويترأس حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم /حفظه الله ورعاه/ وفد سلطنة عُمان في القمة، بمشاركة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس.

وتأتي القمة لبحث مسيرة العمل الخليجي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتنسيق المواقف تجاه المستجدات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى دعم جهود إحلال السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون، معالي جاسم محمد البديوي، على أهمية تعزيز التعاون الخليجي والإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن التوصيات والقرارات المنتظر صدورها ستدعم مسيرة التكامل وتعكس الثقل الإقليمي والدولي للمجلس، وتحقق تطلعات شعوب الدول الأعضاء.

وجاءت القمة الخامسة والأربعون التي انعقدت في الكويت في ديسمبر 2024 لتؤكد على أهمية الطاقة النظيفة، وتعزيز الاستثمارات السيادية في قطاعات التكنولوجيا والتحول الأخضر، ودعم التكامل الاقتصادي، وتطوير العمل المشترك في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والمناخ، بالإضافة إلى تبني مشاريع البنية التحتية وربطها بالرؤى الاقتصادية لدول المجلس.

وحققت اقتصادات دول المجلس أداءً متوازنًا خلال 2024، مع نمو متوقع تدريجيًا ليصل إلى 4.3 بالمائة بحلول 2027، مدفوعًا بالاستثمارات في قطاعات السياحة والطاقة المتجددة والصناعات التحويلية والتكنولوجيا. كما ارتفعت الاستثمارات البينية الخليجية إلى 130.3 مليار دولار أمريكي عام 2023، بما يعكس تعزيز الثقة في البيئة الاقتصادية الخليجية.

وتعمل دول المجلس على توحيد المواقف في ظل التحديات الإقليمية والعالمية، مع التركيز على الاستقرار المالي، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز التجارة والاستثمار البيني، وتطوير البنى التحتية، ورفع مساهمة القطاع الخاص والقطاعات غير النفطية وفق رؤية عُمان 2040.

Hydrogen gas station with wind turbines and solar panels in the background. Getting green hydrogen from renewable energy sources

وتناقش القمة مشروع التأشيرة الخليجية الموحدة، وإنشاء السكك الحديدية الخليجية، وربط الطيران المدني بين الدول الأعضاء، إلى جانب تعزيز التعاون في الطاقة التقليدية والمتجددة، والأمن السيبراني، والربط الكهربائي، لضمان تماسك الصف الخليجي وتعزيز التنمية المستدامة.

وأكد سعادة الشيخ السفير أحمد بن هاشل المسكري رئيس دائرة مجلس التعاون والجوار الإقليمي أن سلطنة عُمان بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق، تؤكد التزامها بدعم مسيرة المجلس وتعزيز أطر العمل المشترك، من خلال المشاركة البناءة في القمم والاجتماعات الوزارية واللجان المتخصصة، لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة.

كما أوضح سعادة السفير الدكتور يوسف عبدالكريم بوجيري، مدير عام الشؤون القانونية وحقوق الإنسان البحريني، أن القمة تهدف إلى تلبية تطلعات قادة المجلس وشعوب دوله، ومناقشة ملفات اجتماعية واقتصادية وثقافية واستثمارية، بما يعزز الترابط الخليجي ويدعم مشاريع التنمية المستقبلية.

وتشير البيانات الاقتصادية إلى استمرار نمو التجارة والاستثمارات، وارتفاع الإيرادات غير النفطية، وتحسن أداء الأسواق المالية، مما يعكس متانة الاقتصاد الخليجي واستقراره، مع مواصلة تطوير مشاريع البنية التحتية المشتركة وربط الدول الأعضاء في مجالات النقل والطاقة والخدمات اللوجستية، بما يعزز مسيرة التكامل الخليجي.

زر الذهاب إلى الأعلى