وزارة التراث والسياحة تنفذ أعمال ترميم لعدد من المعالم التاريخية في جنوب الباطنة

الرستاق – 4 أغسطس /العُمانية/ تواصل وزارة التراث والسياحة جهودها في صون التراث المعماري والتاريخي عبر تنفيذ مشاريع ترميم عدد من القلاع والأبراج بمحافظة جنوب الباطنة، بما يعزز من مكانتها السياحية والاقتصادية، ويسهم في تحويل هذه المعالم إلى وجهات جاذبة تدعم الاستثمار المحلي وتوفر فرص عمل مستدامة.
وأكد الدكتور المعتصم بن ناصر الهلالي، مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة، أن أعمال الترميم تُنفذ وفق معايير فنية عالية الجودة، مع التركيز على ضبط التكاليف من خلال تصنيع مادة “الصاروج” محليًّا بإشراف الوزارة، واستيراد خشب “الكندل” بمواصفات خاصة، لضمان ديمومة وكفاءة عمليات الصيانة.

وتشمل مشاريع الترميم الحالية قلعة الرستاق، التي تخضع لأعمال ترميم شاملة في مختلف أجزائها، وتُعد من أكبر القلاع في سلطنة عُمان، إذ تعود أصولها إلى ما قبل الإسلام وتحوي تفاصيل معمارية تمتد لأكثر من 1500 عام. كما تشمل الأعمال برج الكسفة بولاية الرستاق القريب من عين الكسفة، حيث تُنفذ أعمال صيانة للبرج وسوره المحيط، إلى جانب ترميم برج العويد بولاية المصنعة، والذي كان يُستخدم كموقع لمراقبة الشريط الساحلي ويُعد حاليًّا في المراحل الأولى من تنفيذ المشروع.
وأشار الهلالي إلى أن نسب الإنجاز في مشاريع الترميم تختلف من موقع لآخر، وفقًا لحالة المبنى وتقييم تأثره بالظروف المناخية والإنشائية، موضحًا أن بعض المواقع تحتاج إلى ترميم شامل، في حين تقتصر أعمال الترميم في مواقع أخرى على أجزاء محددة، خصوصًا تلك التي خضعت لصيانة في مراحل سابقة بعد عام 1970.
وأضاف أن تنفيذ هذه المشروعات يتماشى مع أهداف الوزارة الرامية إلى الحفاظ على الموروث الثقافي وتعزيز السياحة المستدامة، مشيرًا إلى أن كل معلم يمثل شاهدًا على العمارة التقليدية ويحمل سجلًا تاريخيًّا مهمًّا يُسهم في إثراء التجربة السياحية للزائر.

وفيما يتعلق بالجانب الاستثماري، لفت الهلالي إلى أن الوزارة تطرح عددًا من المعالم التاريخية أمام القطاع الخاص لإدارتها وتشغيلها، مثل حصني العوابي وبركاء، واللذين سيُسندان إلى شركات متخصصة بعد استكمال الإجراءات التنظيمية، ضمن توجهات الوزارة لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتحويل المعالم التاريخية إلى مشاريع اقتصادية وسياحية ذات جدوى.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن مشاريع الترميم الحالية تُسهم في تنويع تجارب السائح، على غرار مشاريع تم استثمارها سابقًا في المحافظة مثل قلعة نخل، وحصن برج آل خميس بولاية المصنعة، وحصن المنصور بولاية الرستاق، مؤكّدًا أن هذه الجهود تُسهم في جعل سلطنة عُمان من أبرز الوجهات السياحية الثقافية في المنطقة.





