أنت مصمم، ولكن …..

بقلم: محمد بن سليمان الحارثي مدرس بكلية الزهراء للبنات

يُذكر أن الفنان بشكل عام أو المصمم الجرافيكي على وجه الخصوص هو الشخص الذي يتسم بالإبداع في ترجمة الفكرة وإيصالها إلى المتلقي في صورة بصرية جذابة لأنه بذلك يمتلك ذائقة فنية مميزة تجذب الناظر لها وتكون صورة عند غيره مفادها أن هذا الشخص خارق للعادة بسبب مهاراته التي يمتلكها وتميزه دونا عن غيره.
فالمصمم قد يبني هوية بصرية أصيله وقد يصنع تصاميم مفيدة للمستخدم كالتطبيقات الإلكترونية في الهواتف النقالة أو على الأجهزة اللوحية أو حتى مواقع تفاعلية على الشبكة العنكبوتية في أجهزة الحواسيب وعادة ما يستفيد منها معظم شرائح المجتمع وقد يخرج من روح عكاسته الثرية صورا توثق المكان بما فيه بطريقة فنية جميلة وتأخذ للناس صورا توثق لحظاتهم المختلفة في حياتهم كما أن هناك من المصممين من يتعامل مع الحروف العربية واللاتينية يكتبها ويصممها ليوصل رسالة واضحة للمتلقي أو شعورا محددا ينقله للناظر لتلك الحروف فتنقله إلى عالم آخر أكثر فاعلية تتحقق منه الاستفادة.
يقول بول راند أبُ التصميم الجرافيكي والمصمم الأسطورة في تصاميم الهوية البصرية مصمم شعار NeXT وشعار IBM وغيرها من الشعارات البصرية الباقية حتى الآن:” أن التصميم الجرافيكي هو تحقيق سهولة الوصول وتحقيق الجمال معا.
وهنا يمكن القول إن المصمم هو صاحب ذائقة فنية في إخراج عمله أو حتى أسلوب حياته بطريقه سهلة ومتناسقة لكن هذه الذائقة قد تأتي فطرية عند غيره في معظم الأحيان ,فعندما تختار خارطة لبناء بيتك فإنك تختار وفق ذائقة وخبرة معينة وعندما تنسق ملبسك من حيث الشكل واللون دون أدنى معرفه بالألوان المتناسقة والألوان غير المتناسقة فأنت صاحب ذائقة فكلنا على سبيل المثال يعرف أن اللون الأبيض يتناسق مع جميع الألوان أو اللون البني مع الأخضر (التركواز) أو اللون الأخضر يقابله اللون الأحمر مثلا دون أدنى دراية بالأطر العلمية لذلك وهو بذا يجعلنا جميعا فنانين أو مصممين دون أن نشعر يؤكد ذلك عندما نحصل على إطراء أو مديح على حسن اختيارنا في قراراتنا وهناك كثير من الناس من يذهب إلى الفنانين أو المصممين ويضعون شروطا لإنهاء عملهم الذي يعطونه لهم وفق شروطهم الخاصة التي تنم عن ذائقة مدروسة ومميزه قد تفوق ذائقة المصمم في بعض الأحيان لذا فلا يمكن الاستهانة بملاحظات الزبون عندما تكون في محلها وإن كانت غير ذلك فهي تحتاج إلى توجيه قد يكون جزء منها صحيح .
حياتنا في مجملها اختيارات منتقاة حتى وإن كانت عشوائية فهي تشكل خبرات تحقق و دروس تعلمنا منها لنختار المناسب في المرات القادمة.
نلجأ في بعض الأوقات إلى الرجوع لاستشارات تساعدنا في إتمام مشاريعنا بصورة أفضل استشارات من أشخاص كانت لهم تجارب ناجحة وهذه الاستشارات تبني مهاراتنا وخبراتنا بصورة أفضل بلا شك ذلك لأن الاستشاري يمنح الرؤية السليمة والميزة التنافسية الحقيقية من أجل الأفضل دائما، وهنا كلنا يعي أن فنون استخدام وإعمال العقول أفضل من إعمال عقل واحد والاستشارة عادة ما تؤدي إلى استثمار ناجح للمشروع لأنها أسلوب تخطيط مسبق للمشروع الناجح ومثلما قيل “أنه ما خاب من استشار”.
التصميم الجرافيكي هو أسلوب حياة لأنه عند العامة من الناس يعد لغة بصرية تسعى لتوصيل رسالة ما من خلال النصوص والصور والألوان والأشكال زهو لغة تواصل أيضا لأنه تبني جسر بين الشركات والعامة من الناس من خلال العلامة التجارية مثلا وهو كذلك أداة إقناع مثلما يحدث مع المنتجات الاستهلاكية فمنهم من يحبذ هذا المنتج ويحجم عن شراء منتج آخر مثله كل ذلك يكون خبرات تبني ذائقة لدى الجميع عند اختيارهم هذا دون ذاك، والتصميم أيضا يبسط التعقيد ويسهله المعطيات للناس.
لذا نستطيع أن نقول : أنت مصمم عندما تختار منتج أو تتعامل مع إعلان أو علامة تجارية معينه أو تتواصل باستخدام لغة بصرية فاعلة مع الغير ,صحيح أن كل ذلك يبقى بنسب متفاوتة بين بني البشر منهم من تكون قدرته على إدراك الجمال أفضل من غيره أو اهتمامه بإدراك الجمال أعلى من غيره.
وهنا يمكننا القول كيف لنا أن ننمي ذائقتنا ونطورها؟ والجواب يأتي بتحقيق أربع مهارات مهمة وهي :

  • القدرة على فهم العناصر المكونة للجمال في العمل الفني.
  • الانتباه للجمال أينما وجد.
  • تراكم الخبرات من خلال التعرض للفنون بالتجربة.
  • التفاعل النفسي من خلال المشاعر بين الشخص والعمل الفني.

المرجع: استلهام من كتاب أساسيات التصميم الجرافيكي للمؤلفين: غاڤن أمبروز و پول هاريس

زر الذهاب إلى الأعلى