التقارب الجيني بين المواطنين المعاصرين في مصر وسلطنة عمان

أ.د/ طارق طه أحمد على
إستشاري الأبحاث الجينية والطب التجديدي
• قام أ.د/ طارق طه أحمد بمجموعة من الأبحاث (خلال السنوات الخمس عشرة الماضية) عن الأصول الجينية للشعب المصري وكذلك تحديد موقع مصر الجيني عند مقارنتها بالشعوب والمجموعات العرقية الدولية.
• حيث قام بتجميع عينات عشوائية في الفترة من 2008 حتى 2015 لبيانات جينية لعدد
( 1000) مواطن مصري. وتعتبر هذه المجموعة من الأبحاث هي الأولى من نوعها التي يتم إجراؤه بكامل مراحلها داخل جمهورية مصر العربية، من حيث جمع العينات وتشغيلها وتجميع النتائج وعمل الدراسات الإحصائية عليها وصولاً لتحليل تلك النتائج وتحقيق الأهداف البحثية الموضوعة. وقد تميزالبحث بكبر حجم العينة ( 1000حالة) مقارنة ببقية الأبحاث العلمية التي تناولت المصريين، والتي لم تتجاوز في أكبرها (265) عينة، كما أنها أُجريت خارج مصر. وأتسمت عينة الدراسة بالتنوع الجغرافي لأفرادها، حيث شملت جميع فئات ومناطق المجتمع (مسلمين ومسيحيين – نساء ورجال – من شمال وجنوب مصر ومختلف أرجائها).
• وبعد ذلك تم إجراء مقارنات إحصائية بين قاعدة بيانات الجينات المصرية الناتجة عن هذا البحث وبين نتائج 63 دولة ومجموعة عرقية حول العالم بإجمالي (19950) فردًا، حيث جرى تحديد ترتيب كل دولة أو مجموعة عرقية من حيث مدى تقاربها مع النتائج المصرية، وكذلك حصر مواقع الكروموسومات (Loci) التي يوجد بها إختلافات بين تلك الدول والنتائج المصرية.
• أثبتت هذه الأبحاث الإرتباط الجيني الوثيق لمواطني مصر المعاصرين مع شعوب منطقة الشرق الأدنى بما فيها دول مثل ( فلسطين – سلطنة عمان – العراق – لبنان – سوريا ).
• وأثبتت هذه الأبحاث أيضاً التوافق مع نتائج بحث جامعة كامبريدج الذي أثبت أن الإنتشار البشري الأول حدث من مصر قبل حوالي 55,000 سنة وذلك عن طريق صحراء سيناء إلى اسيا و أوروبا وليس كما تم ادعاءه سابقاً من أثيوبيا إلى القارتين عن طريق باب المندب . ففي دراسة د/ طارق طه أكدت النتائج أن نسب التوافق الجيني العالمي بين الدول والمجموعات العرقية الواردة بالبحث ( 62 دولة ومجموعة عرقية) مع مصر بلغت 86.52 % بينما بلغت نفس النسبة بالمقارنة مع أثيوبيا 68 % كما توصل البحث إلى أن عدد الفوارق الإحصائية في الأماكن الكروموسومية بين مصر والمجموعات العالمية الواردة بالبحث بلغ 59 فارقًا، بينما بلغ بالنسبة لأثيوبيا مع المجموعات العالمية الواردة بالبحث 125 فارقًا.
• كما أستطاعت أبحاث د/ طارق طه إثبات أن مصر هي بوتقة الإنصهار العالمي للجينات نتيجة كثرة الهجرات والغزوات التي مرت بها على مدار تاريخها العريق، مما أدى إلى إمتزاج هذه الجينات.
وقد ثبت ذلك من خلال بحث منشور دولياً حديثاً أثبت أن مصر تحتل موقعًا متوسطاً بين الكتل الجينية القارية الكبري حيث مثلت ال(Genetic Bridge Population) الذي يربط بين القارات و أظهرت مصر تقارباً جينياً قوياً مع سكان شمال إفريقيا، والشرق الأوسط، و أوروبا الجنوبية، و الشرق الأدني، مع وجود تباعد جيني واضح عن سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وشرق آسيا. كما أثبت أن الجينات المصرية هي أقرب الجينات إلى المتوسطات الجينية العالمية في عدد 15 كروموسوماً، بنسبة تقارب وصلت إلى 96.73 % مما يبرز دور مصر كمحور مركزي للتواصل الجيني كما تم عمل ترتيب لجميع الدول والمجموعات العرقية المشمولة في البحث من حيث تقاربها مع المتوسطات الجينية العالمية.
• وإختصاراً لنتائج دراسات د/ طارق طه أنها لا تسلط الضوء فقط على البنية الجينية للشعب المصري بل تعزز أيضاً من فهم السياق العالمي للتنوع البشري، مؤكدةً على الدور التاريخي، و الجغرافي و الجيني، لمصر في الربط بين الكتل السكانية الكبرى عبر العصور.
الأبحاث الجينية المقارنة بين المصريين و العمانيين المعاصرين:
• تم عمل بحث مقارن بين المصريين المعاصرين ممثل في 1000 مشارك (بحث د/ طارق طه) مع بحث سلطنة عمان المنشور فى 26/7/1999 بمشاركة 162 مواطن عماني يمثلون كافة مناطق السلطنة وباستخدام 9 أماكن كروموسومية (Loci).
• حيث أظهرت نتائج هذا البحث مدى التقارب الجيني الكبير بين المصريين والعمانيين المعاصرين و أحتلت سلطنة عمان المرتبة الثانية من حيث التقارب الجيني مع مصر بنسبة 97% من إجمالى 63 دولة ومجموعة عرقية تم مقارنتهم مع جينات المصريين المعاصرين حيث أظهرت عمان الممثلة بالرقم (33) مدى تقاربها لمصر الممثلة برقم (1) عند تمثيلهم بيانياً مع باقي الدول والمجموعات العرقية الدولية حيث تمثل كل دولة بنقطة واحدة تمثل الحصيلة الجينية لعدد 15 كروموسوم . (Figure.1)

Figure 1. Global Genetic Population Structure Showing Clusters of Caucasian, Asian, Indian, Arab-Middle Eastern, and Sub-Saharan African Groups.
• وأظهرت النتائج التفصيلية للمقارنة الجينية لكل مكان كروموسومي (Loci) على حدى من إجمالي 15 مكان كروموسومي مدي التقارب الجيني بين مواطني مصر وسلطنة عمان المعاصرين كما هو موضح بالنتائج الأتيه:
- Significant p – value Difference: – absent.
- Correlation coefficient Results as regard Egypt :-D3 (0.97) & VWA (0.99) & FGA (0.98) & D7 (0.99) & D5 (1) & D8 (0.95) & D21 (0.94) & D18 (0.92) & D13 (0.99).
• وبإجمالي نسبة التوافق الجيني بين شعبي البلدين المعاصرين 97% .
• أظهرت الإحصائيات أن الجين العماني يشغل موقعاً متوسطاً وأنه لا يوجد إلا عدد (2) جين من الجينات النادرة عالمياً لدي المواطنيين المعاصريين العمانيين وهما:
Allele (16) D13 (0.003) & Allele (9.1) D7 (0.003)
ولكن تواجدهم بنسبة بسيطة وهو من دواعي التميز الجيني أيضاً.
• وعند مقارنة النتائج العمانية مع المتوسط الجيني العالمي إحتلت عمان المرتبة الرابعة في قائمة أكثر الشعوب تقارباً مع المتوسط الجيني العالمي بنسبة 96.44% وهي مرتبة متقدمة جداً عند مقارنتها ب 64 دولة والمجموعة العرقية المشاركة بالبحث .
• وفي مجال الدراسة التي شملت مومياوات أسرة توت عنخ أمون ( 11 مومياء) ومقارنتهم بقاعدة بيانات البصمة الوراثية للشعب المصري المعاصر الناتجة عن بحث د/ طارق طه والتي أسفرت عن استمرار تواجد 88,1 % من جينات هذه الأسرة في المصريين المعاصرين حتى الآن و عدم تواجد مجموعة من الجينات كانت متواجدة في هذه الأسرة المصرية القديمة وغير متواجدة في المصريين المعاصرين. وبالبحث وجد أن واحد من هذه الجينات وهو الجين رقم (16) في المكان الكروموسي ( D13S317) متواجد حتى الآن في مواطني سلطنة عمان المشاركين في هذا البحث بنسبة بسيطة بلغت ( 0,003) .
• التوصيات : تأكيد التقارب الجيني الكبير بين شعبي جمهورية مصر العربية وسلطنة عمان المعاصرين مع ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث الحضارية والتاريخية والجينية لدراسة أسباب هذا التقارب الجيني الكبير.





