البرنامج التمهيدي يمهّد لانطلاق قمة عُمان للهيدروجين الأخضر 2025 ويبحث جاهزية السلطنة لقيادة تحول الطاقة

مسقط في 30 نوفمبر 2025 /العُمانية/ نظّمت وزارة الطاقة والمعادن اليوم البرنامج التمهيدي لـ “قمة عُمان للهيدروجين الأخضر 2025″، متضمّنًا: منتدى عُمان والاتحاد الأوروبي للهيدروجين الأخضر، وملتقى قيادات الطاقة، بهدف إبراز جاهزية سلطنة عُمان لقيادة التحول العالمي في قطاع الطاقة وتعزيز الشراكات الدولية، تمهيدًا لانطلاق أعمال القمة الرئيسة غدًا الاثنين في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.

وشهد منتدى عُمان والاتحاد الأوروبي للهيدروجين الأخضر، الذي جاء بالشراكة مع مشروع التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي للتحول الأخضر، مناقشة مجالات تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر وتعزيز سلاسل الإمداد منخفضة الكربون بين دول الخليج وأوروبا.

وأكد سعادة محسن بن حمد الحضرمي، وكيل وزارة الطاقة والمعادن، أن المنتدى يمثل منصة مهمة لدعم التعاون الخليجي الأوروبي في مجال الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان تمضي بثقة نحو بناء نموذج وطني متقدم للطاقة المستدامة. وأضاف أن الاستراتيجية الوطنية للتحول في الطاقة تعتمد خمسة محاور رئيسة تشمل: مصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، وكفاءة الطاقة، والتنقل الكهربائي، وتقنيات التقاط وتخزين الكربون، وهي محاور تدعم هدف التحول إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات.

وأوضح سعادته أن المنظومة الوطنية للهيدروجين شهدت تقدمًا كبيرًا بفضل خطوات عملية، من بينها تأسيس شركة “هايدروم” لتطوير القطاع، وتحديث التشريعات، وتبسيط إجراءات الترخيص، وتنفيذ مختبرات الجاهزية بالتعاون مع القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى عقد مذكرات تفاهم مع مؤسسات أكاديمية محلية ودولية لدعم الابتكار وتنمية القدرات.

وأشار إلى أن إعلان هدف الحياد الصفري بحلول 2050 وتأسيس مركز عُمان للحياد الصفري رسّخا التوجه الوطني، لافتًا إلى أن افتتاح أول محطة للهيدروجين الأخضر لتزويد المركبات في محافظة مسقط يمثّل انتقالًا واضحًا من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ العملي.

وبيّن سعادته أن سلطنة عُمان توفر بيئة استثمارية جاذبة عبر نظام مزايدات تنافسية للأراضي ذات الجدوى المرتفعة للطاقة المتجددة، الأمر الذي أسهم في توقيع تسع اتفاقيات تطوير بإنتاج يتجاوز مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030. كما جرى تعزيز الجولة الثالثة من المزايدات بحوافز جديدة تشمل تخفيض الرسوم وتقديم مزايا ضريبية، وتسهيل الإجراءات خلال السنوات الأولى، إلى جانب تطوير البنية الأساسية المشتركة لأنابيب الهيدروجين والمياه وشبكات الكهرباء، وتفعيل نقطة الترخيص الموحدة، وإطلاق منصة رقمية لمتابعة المشاريع.

وأكد سعادته أن التعاون جارٍ مع شركاء من أوروبا وآسيا لتطوير ممرات تجارية للهيدروجين الأخضر وتوحيد المعايير وشهادات الامتثال، مشددًا على أن التحول العالمي للطاقة يتطلب شراكات حقيقية، وأن سلطنة عُمان مستعدة للقيام بدور فاعل في هذا المسار.

كما تضمن البرنامج التمهيدي إقامة “ملتقى قيادات الطاقة” الذي جمع نخبة من القيادات وصنّاع القرار لمناقشة الاتجاهات الدولية في التحول للطاقة النظيفة. وأعقب ذلك جلسة تحليلية تناولت أحدث البيانات الخاصة بأسواق الطاقة ومسار الحياد الصفري، تلتها جلسة نقاشية بعنوان “إعادة مواءمة قطاع الطاقة: من أمن الإمدادات إلى الاستدامة والحياد الصفري”، ركزت على التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المؤثرة في سياسات الطاقة العالمية.

واختتم الملتقى بكلمة رئيسة حول مستقبل الهيدروجين والتقنيات المرتبطة بالاقتصاد منخفض الكربون، بالإضافة إلى جلسة حوارية جمعت رؤساء تنفيذيين وخبراء، ناقشت جاهزية التقنيات الحديثة، ومتطلبات التمويل، ودور الأسواق الدولية في تعزيز البنية الأساسية للهيدروجين والطاقة النظيفة.

زر الذهاب إلى الأعلى