انطلاق أعمال قمّة عُمان للهيدروجين الأخضر 2025 في مسقط

مسقط في 1 ديسمبر 2025 /العُمانية/انطلقت اليوم أعمال النسخة الرابعة من قمة عُمان للهيدروجين الأخضر 2025 بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، تحت شعار “مسار الهيدروجين: بناء الجسور وتعزيز الإنجاز”. وتركّز القمة هذا العام على ما حققته سلطنة عُمان من تطور في قطاع الهيدروجين الأخضر وانتقالها من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ الفعلي للمشروعات.

وتُنظَّم هذه القمة بالتعاون بين وزارة الطاقة والمعادن وشركة “هيدروجين عُمان” (هايدروم)، بهدف توفير منصة تجمع قادة القطاع وخبراءه وصنّاع القرار والمستثمرين؛ لمناقشة التشريعات والسياسات والفرص الاستثمارية، واستعراض أحدث التقنيات والتوجهات العالمية في مجال الهيدروجين الأخضر.

ورغم المتغيرات العالمية في أسواق الطاقة، تُبرز سلطنة عُمان تقدمها المستمر في تطوير منظومة الهيدروجين الأخضر، مما يعزز موقعها كشريك موثوق ومنافس رئيس في اقتصاد الطاقة النظيفة عالميًا.

وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، إن تنظيم القمة يأتي استمرارًا لاستراتيجية سلطنة عُمان لتعزيز أمن الطاقة محليًا ودوليًا، وبناء مكانتها كمركز محوري لتطوير صناعات الهيدروجين منخفض الكربون. وأوضح أن السلطنة تمكنت خلال الأعوام الماضية من وضع سياسات واضحة وأطر تنظيمية مرنة تواكب النمو المتسارع لهذا القطاع.

وبيّن معاليه أن سلطنة عُمان تعمل بالتوازي مع الشركاء الدوليين على معالجة الفجوات التقنية والتمويلية والتغلب على التحديات، مستندةً إلى خبرة طويلة في قطاع الطاقة والتحول نحو المصادر المتجددة، بدءًا من إعداد التشريعات وتطوير البنية الأساسية وصولًا إلى تأسيس شركات وطنية متخصصة تقود هذا التحول.

من جانبه، استعرض المهندس عبد العزيز بن سعيد الشيذاني المدير العام لشركة “هايدروم” أبرز التطورات التنظيمية التي شهدها قطاع الهيدروجين خلال العامين الماضيين، بدءًا من تنظيم تخصيص الأراضي ضمن منظومة وطنية متكاملة، وصولًا إلى دخول عدد من المشروعات مرحلة التنفيذ.

وكشف عن تقدم 7 مشروعات قيد التطوير بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول 2030، مع إنهاء مشروعين آخرين بعد مراجعة المطورين وفق المستجدات العالمية.

وأشار إلى دخول مشروع “أكمي” للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم حيز التنفيذ، ويتكون من ثلاث مراحل؛ الأولى – الجاري تنفيذها – تستهدف إنتاج 100 ألف طن من الأمونيا الخضراء و17 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول 2027، على أن تضيف المرحلتان الثانية والثالثة قدرات إنتاجية مماثلة.

وأوضح الشيذاني أن تطوير اقتصاد الهيدروجين في السلطنة يعتمد على ما سماه بـ “معادلة التنافسية الثلاثية”: خفض التكلفة، وضمان التنفيذ، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي للسلطنة الذي يربط الإنتاج الوطني بالأسواق العالمية مباشرة.

كما أكد اهتمام “هايدروم” بتطوير الطلب المحلي من خلال تعزيز سلاسل القيمة الوطنية وتوسيع استخدامات الهيدروجين الأخضر في صناعات الحديد الأخضر، والوقود القائم على الهيدروجين، والنقل الثقيل، إلى جانب دراسة آليات مزايدات ثنائية تربط المنتجين بالمستهلكين الصناعيين وتدعم بناء سوق وطنية للتسعير.

وأشار إلى أن الجولة الثالثة من المزايدات تعكس استمرار النهج التدريجي لتطوير القطاع، بمشاركة أكثر من 130 شركة عالمية، في دلالة على الثقة في الإطار التنظيمي والاستثمار في سلطنة عُمان. كما بيّن أن اعتماد حزمة حوافز مالية بلغت 3.6 مليار دولار أمريكي خلال العام الجاري جاء لدعم المشروعات في مراحلها الأولى.

وتتناول القمة، التي تستمر ثلاثة أيام، أحدث المستجدات في إنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله وتطبيقاته الصناعية، إلى جانب مناقشة التجارب الدولية ومعايير الشهادات، واستعراض تقدم المشروعات قيد التنفيذ في محافظتي الوسطى وظفار، والفرص المتاحة لدمج الطاقة المتجددة بالتقنيات الرقمية.

وتشهد الفعالية مشاركة واسعة من مسؤولين وخبراء وقادة شركات دولية وممثلين عن منظمات عالمية، إلى جانب معرض مصاحب يستعرض أحدث الابتكارات والحلول التقنية في صناعة الهيدروجين.

زر الذهاب إلى الأعلى