إشادة أممية بتقدم سلطنة عُمان في توطين الصناعات المتقدمة

فيينا في 13 ديسمبر 2025 /العُمانية/حظيت سلطنة عُمان بإشادة دولية واسعة نظير ما حققته من تقدم متسارع في توطين الصناعات النوعية القائمة على التقنيات المتقدمة، وتعزيز قدراتها الإنتاجية، وذلك بحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) لعام 2026، الذي صنّف السلطنة ضمن الدول الصاعدة عالميًّا في القطاع الصناعي.

وأشار التقرير إلى أن سلطنة عُمان سجلت قفزة لافتة في بناء سلاسل القيمة الصناعية المرتبطة بالصناعات ذات التقنيات المتقدمة، على الرغم من حداثة دخولها هذا المجال، حيث نجحت في تأسيس قاعدة صناعية واعدة في الصناعات المرتبطة بالخلايا الكهروضوئية، مستفيدة من استقطاب استثمارات نوعية، وتطبيق سياسات شراء حكومية محفزة، إلى جانب توفير بيئة أعمال جاذبة للتقنيات الحديثة.

وسلّط التقرير الضوء على عدد من المشروعات الصناعية قيد التدشين، من أبرزها مشروع «يونايتد سولار بولي سيليكون» بالمنطقة الحرة بصحار، الذي يُعد من أهم المشروعات الصناعية على مستوى المنطقة، ويستهدف إنتاج 100 ألف طن سنويًّا من مادة البولي سيليكون، لتلبية الطلب الإقليمي المتزايد على حلول الطاقة الشمسية، وتعزيز موقع سلطنة عُمان في سلاسل التوريد العالمية.

كما استعرض التقرير المقومات التنافسية التي تتمتع بها سلطنة عُمان، من بينها توافر المواد الخام مثل رمال السيليكا عالية الجودة، ووفرة مصادر الطاقة المتجددة من الشمس والرياح على مدار العام، فضلًا عن موقعها الجغرافي الاستراتيجي على أحد أهم الممرات البحرية الدولية. وأشار كذلك إلى ما توفره الحكومة من حوافز استثمارية، أبرزها الإعفاءات الضريبية وإتاحة الملكية الأجنبية بنسبة 100 بالمائة، ما يعزز جاذبية السلطنة لتوطين الصناعات المتقدمة.

وفي السياق ذاته، أطلقت شركة «شيدا» أعمال إنشاء أول مصنع للألواح الشمسية على مساحة تبلغ 11 ألفًا و250 مترًا مربعًا، إلى جانب توقيع اتفاقية مع شركة «جيه إيه سولار» الصينية لإنشاء مصنع بقدرة 6 غيغاواط للخلايا الشمسية و3 غيغاواط للألواح، باستثمارات تصل إلى 564 مليون دولار أمريكي، موجهة بشكل رئيس إلى أسواق الخليج وأفريقيا.

كما أعلن عن مشروع «شركة موارد للتوربينات» في الدقم، الهادف إلى تصنيع توربينات الرياح باستثمارات تُقدّر بنحو 181.8 مليون دولار أمريكي. وفي مجال تقنيات الهيدروجين الأخضر، تستعد سلطنة عُمان لإنشاء مصنع لتجميع الإلكترولايزر بالتعاون مع شركة «صن غرو» الصينية، بما يعزز حضورها في خريطة التصنيع المتقدم في المنطقة العربية.

من جانبه، أوضح المهندس خالد بن سليم القصابي، مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن هذا التقدم جاء ثمرة لتبني سياسات صناعية محفزة، ومبادرات ممنهجة تستهدف استقطاب الصناعات النوعية ذات التقنيات المتقدمة. وأكد أن الوزارة عملت على تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، ورفع جاهزية المناطق الحرة والاقتصادية، إلى جانب تقديم حزمة متكاملة من الحوافز شملت أطرًا تنظيمية مرنة، وإعفاءات ضريبية وجمركية، وتبسيط إجراءات التراخيص، وتوجيه الاستثمارات نحو المناطق الاقتصادية ذات البنية الأساسية المتكاملة، بما يعزز القيمة المضافة المحلية ويربط المستثمرين العالميين بالفرص الصناعية الواعدة.

بدوره، أشار المهندس جاسم بن سيف الجديدي، المدير الفني لمكتب وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، إلى أن المشروعات الصناعية المتخصصة في تصنيع تقنيات ومعدات الخلايا والألواح الشمسية بدأت تتشكل ضمن مجمعات صناعية متكاملة، لا سيما في المنطقة الحرة بصحار، حيث تتكامل مصانع البولي سيليكون مع مصانع الخلايا والألواح الشمسية، إلى جانب مشروعات مساندة تُكمل حلقات سلسلة القيمة.

وأكد أن تدفق الاستثمارات العالمية في هذا القطاع يشهد وتيرة متسارعة، في ظل تنامي ثقة الشركات الدولية بسلطنة عُمان كمركز ملائم لتأسيس الصناعات المتقدمة، مستفيدة من الدعم الحكومي والحوافز الاستثمارية وتوافر مواقع صناعية ذات جاهزية عالية. وأضاف أن الوزارة تعمل بالتوازي على تنفيذ مبادرات لتطوير الموردين المحليين، وتمكينهم من الاندماج في سلاسل التوريد، بما يعزز المحتوى المحلي ويرفع تنافسية المنتجات الوطنية في الأسواق الإقليمية والدولية.

واختتم بالتأكيد على أن المنجزات الصناعية المتتالية في سلطنة عُمان تسهم في إعادة رسم ملامح التصنيع المتقدم، وترسخ مكانة البلاد كأحد المراكز الإقليمية الواعدة، بما ينسجم مع مستهدفات الاستراتيجية الصناعية 2040 ورؤية عُمان 2040.

زر الذهاب إلى الأعلى