جلالة السلطان المعظم يعود إلى أرض الوطن
بحمد الله تعالى وعنايته، حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم / حفظهُ اللهُ ورعاهُ / يعود إلى أرض الوطن بعد أن اختتم زيارة (دولة) لمملكة #بلجيكا الصديقة، استغرقت ثلاثة أيام، أجرى جلالتُه خلالها مباحثات ولقاءات رسمية.
وقد بعث سلطان البلاد المفدى برقيَّة شكر وتقدير إلى جلالة الملك فيليب ليوبولد لويس ماري ملك البلجيكيين وقرينته جلالة الملكة ماتيلد ماري كريستين ملكة البلجيكيين لدى مغادرته، أعرب جلالتُه فيها عن خالص شكره وتقديره على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وأشاد جلالةُ السُّلطان المُعظم بما أتاحه اللقاء مع جلالة ملك البلجيكيين من فرصة للتباحث والتشاور حول علاقات الصداقة بين البلدين، وسبل تعزيزها ودعمها في شتى المجالات؛ خدمةً لمصالح الشعبين العُماني والبلجيكي الصديقين، متمنيًا جلالة السلطان لجلالة الملك وجلالة الملكة موفور الصحة والعافية لتحقيق المزيد من تطلعات الشعب البلجيكي الصديق نحو الرقي والازدهار.
ورافق حضرةَ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان المعظم- أيده اللهُ- خلال زيارته السامية وفدٌ رسمي رفيع المستوى يضم كلًّا من: صاحبِ السُّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبِ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، ومعالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، ومعالي السيّد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، ومعالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن وسعادة السفيرة رؤى بنت عيسى الزدجالية سفيرة سلطنة عُمان المعتمدة لدى مملكة بلجيكا.
بيان مشترك
وأكّدت سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا عزمهما لتعزيز التعاون الثنائي في القطاعات الاقتصادية الرئيسة وتشمل الأنشطة البحرية والتعاون بين الموانئ، والتحول في مجال الطاقة وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وإيجاد فرص اقتصادية مستدامة وازدهار مشترك.
جاء ذلك في بيان مشترك بين سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا صادر بمناسبة زيارة “دولةٍ” لحضرة صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعَظَّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى مملكة بلجيكا فيما يأتي نصُّه:
“بدعوةٍ من جلالةِ الملك فيليب ليوبولد لويس ماري ملك البلجيكيين؛ قام حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم، سُلطان عُمان، بزيارة “دولةٍ” إلى مملكة بلجيكا خلال الفترة من 2-4 ديسمبر 2024م.
وتشكّل هذه الزيارة التاريخيّة محطة مهمّة في مسيرة الصداقة والتعاون المستمر بين سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا، وتؤكّد على الروابط القوية والراسخة بين البلدين، والقائمة على الاحترام المتبادل والقيم المشتركة والالتزام بالسّلام والازدهار، كما جرى التأكيد عليها خلال الزيارة الرسميّة التي قام بها جلالتا ملك وملكة البلجيكيين إلى سلطنة عُمان في فبراير 2022.
وتؤكّد سلطنةُ عُمان ومملكة بلجيكا على عزمهما على تعزيز التعاون الثنائي في القطاعات الاقتصادية الرئيسة. وإدراكًا من البلدين بإمكانات النمو الكبيرة؛ سيواصلان استكشاف فرص التعاون في مجالات متعددة مثل الأنشطة البحرية والتعاون بين الموانئ، والتحول في مجال الطاقة والهيدروجين الأخضر، والتجارة والصناعات الخدمية، إضافة إلى علوم الحياة والابتكار التكنولوجي وعلوم الفضاء.
وتتطلع سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال الاستثمارات وإيجاد فرص استثمارية مشتركة، ويجري حاليًّا التفاوض بُغية التوصل إلى تمديد مربح للطرفين بشأن امتياز ميناء الدقم بما يُعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ويؤكّد الجانبان على التزامهما بتسهيل الحوار وتشجيع السياسات الداعمة للاستثمار، واستكشاف آفاق النّمو في القطاعات الرئيسة المذكورة التي تُحقّق المنفعة المشتركة.
وانطلاقًا من روح تعزيز المعرفة والابتكار، تلتزم سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا بتعميق التعاون الأكاديمي وتعزيز التبادل الثقافي بشكل أكبر. وأكّد البلدان أهمية البحث المشترك، وبرامج التبادل ذات المنفعة المتبادلة، والمبادرات المشتركة التي تُسهم في بناء روابط أقوى بين شعبيهما.
كما أكّدت سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا مجدّدًا على التزامهما بتعزيز السلام والاستقرار في مناطق النزاعات وعلى مستوى العالم. وإذ تعترفان بالأهمية البالغة للحوار والدبلوماسية، أعرب البلدان عن التزامهما المشترك بالمُشاركة البنّاءة لمُعالجة التحدّيات الإقليمية والدولية.
وتتطلّع سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا إلى البناء على هذه العلاقة المثمرة، متحدتين في التزامهما بتحقيق مستقبل سلمي ومزدهر ومستدام ومترابط للجميع. وأعربت سلطنة عُمان عن شكرها العميق لمملكة بلجيكا على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، ويمثل هذا البيان شهادة على الشراكة القوية بين سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا”.
إلى ذلك، قام حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- يرافقه جلالةُ الملكِ فيليب ليوبولد لويس ماري ملكُ البلجيكيين صباح أمس بزيارة إلى مبنى ميناء أنتويرب في إطار زيارة “دولةٍ” يقوم بها جلالتُه -أعزّهُ اللهُ- إلى مملكة بلجيكا الصديقة. وكان في استقبال جلالةِ السُّلطان المعظم، محافظ مدينة أنتويرب وعُمدتها والرئيس التنفيذي للميناء وعددٌ من المسؤولين البلجيكيين. وقد استمع جلالتُه خلال الزيارة إلى شرح مفصّل عن أهمية الميناء وموقعه الاستراتيجي والخطط المستقبلية.
كما تم التطرّق إلى مجالات التعاون في قطاع الطاقة المتجدّدة والهيدروجين الأخضر ونقل الغاز الطبيعي المسال، وبحث سبل الشراكة في قطاع الموانئ واللوجستيات.
بعدها تفضّل جلالةُ السُّلطان المعظم -أيّدهُ اللهُ- وجلالةُ ملك البلجيكيين بالتوقيع في سجلّ كبار الزوار. عقب ذلك تم التقاط صورة جماعية تذكارية بحضور جلالةِ السُّلطان وجلالةِ الملك والوفد الرسميّ من الجانبين وعدد من المسؤولين والرؤساء التنفيذيين. وفي ختام الزيارة قدّمت إدارة ميناء أنتويرب هدية تذكاريّة لجلالة السُّلطان المعظم، فيما قدّم جلالتُه هدية تذكاريّة للميناء وهي عبارة عن مُجسَّم سفينة.
ومن جهة ثانية، زار حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بمعية جلالة الملك فيليب ليوبولد لويس ماري ملك البلجيكيين وقرينته جلالة الملكة ماتيلد ماري كريستين غيسلاين ملكة البلجيكيين، مركز الملكة إليزابيث الموسيقي في إقليم وَالُونيا صباح أمس.
وفور وصول الموكب المقلّ لجلالته وجلالة الملك، كان في الاستقبال محافظ إقليم والونيا وعمدة المدينة. واستمع جلالة سُلطان البلاد المفدى إلى شرح تعريفي عن المركز والأدوار التي يقوم بها لنشر الثقافة الفنية، كما استمع جلالته إلى مقطوعات موسيقية منوعة.
بعدها أقيمت مأدبة غداء خاصة تكريمًا لجلالة السُّلطان والوفد الرسمي في المركز بحضور جلالة الملك وجلالة الملكة. بعدها تفضل جلالة السُّلطان المعظم بتقديم هدية لمركز الملكة إليزابيث الموسيقي، عبارة عن آلة موسيقية. ورافق جلالة السُّلطان خلال زيارة المركز الوفد الرسميّ المرافق لجلالته- وفقه الله ورعاه.