كذبة الهيدروجين الأخضر… نصدّق من؟

كتب/ سعيد بن مسعود المعشني
كنتُ قد كتبتُ في مقالٍ سابق عن خطأ الرهان على أجندات اليسار الليبرالي في ملف الطاقة، خصوصًا ما يتعلّق بالطاقة البديلة وإكذوبة الحياد الصفري. فكلُّ المؤشرات حتى الآن تدلّ على أننا مقبلون على “خازوق كبير” اسمه الهيدروجين—بجميع ألوانه: الأخضر والأزرق وما بينهما.
التصريح الأخير الذي أدلى به الوزير السعودي عادل الجبير ينبغي أن يكون كافيًا لإعادة تقييم خططنا الوطنية التي اندفعت بقوّة نحو الاستثمار في هذا القطاع. الجبير قالها بصراحة: إنّ الدول الغربية التي ملأت آذاننا صخبًا بضرورة الاستثمار في الطاقة النظيفة ترفض حتى الآن أن تشتري—ولو ببنس واحد—مما ننتجه، بحجة أن قواعدها الصناعية غير جاهزة.
وماذا يعني هذا؟
يعني ببساطة أننا نركض وحدنا في سباق لا يريد أحدٌ المشاركة فيه أصلًا.
ولهذا، لا يزال الرهان على الاستثمار في منتجات الطاقة الهيدروكربونية هو الخيار العاقل والحكيم للدول المنتجة، مهما كانت المغريات والشعارات البراقة التي تُطلق هنا وهناك عن ريادة الطاقة النظيفة ومستقبلها العظيم.
لقد استمعنا لنفس الجوقة من قبل في قضية فتح الأسواق ورفع الحماية عن المنتجات الوطنية. هرولنا خلف الجات وما أدراك ما الجات… ثم جاء السيد ترمب وضرب بكل تلك الاتفاقيات عرض الحائط بجرة توقيع. واليوم نخشى—إن لم نُبطئ قليلاً—أن نشرب من الكأس نفسها مرةً أخرى.
إنها دعوة صادقة للقائمين على هذا الملف في بلدنا: قبل أن تذهب مواردنا المحدودة في استثمارات باهظة لا يتحمّلها اقتصادنا الوطني، علينا أن نعيد النظر، وأن نبني خياراتنا الاقتصادية وفق احتياجاتنا وواقعنا الحقيقي، لا وفق ترندات اليسار وبدعهم التي لا تنتهي.





