حقيبة ورق : من المنامة… الخليج يعيد ترتيب المستقبل بقرارات حاسمة

حمود بن علي الطوقي

تتجه أنظار دول المنطقة غدا الأربعاء إلى مملكة البحرين يحيث تختصن القمة الخليجية السادسة والأربعين وسط توقعات واسعة بأنها ستكون واحدة من أهم القمم في مسيرة المجلس، نظرًا لحساسية المرحلة التي تمر بها دول المنطقة وتعدد الملفات السياسية والاقتصادية الملحّة.
ويحمل حضور حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وترؤسه وفد سلطنة عُمان إلى القمة بعدًا سياسيًا استثنائيًا، يؤكد دعم السلطنة لجهود تعزيز تماسك البيت الخليجي، وتوحيد الصف في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. كما يجسد وجود جلالته بين أشقاءه أصحاب الجلالة والسمو روح اللحمة الخليجية التي تعد الركيزة الأساس لمسيرة المجلس على مدى 46 عامًا.
ومن المنتظر أن تبحث القمة ملفات شديدة الأهمية، في مقدمتها القضية الفلسطنية و استمرار الاختراقات العسكرية الإسرائيلية وتصاعد الحرب الغاشمة على غزة، وهو ملف يحظى باهتمام خليجي جماعي، حيث تؤكد سلطنة عُمان وقوفها الكامل مع الأشقاء في دول المجلس في مواقفهم الرافضة للاعتداءات، ودعمهم لحق الشعب الفلسطيني في الأمن والحرية ووقف العدوان الغاشم .
كما يتوقع أن تدفع القمة باتجاه توحيد الجهود الاقتصادية الخليجية، وتفعيل مشروع السوق الخليجية المشتركة، وتعزيز التكامل الاقتصادي الذي أصبح اليوم ضرورة لحماية الاقتصاد الخليجي وتحصين مسيرة التنمية في دول المجلس.
اليوم وبعد مسيرة حافلة تمتد لنحو ٤٦ عاما. يتطلع أبناء دول المجلس التعاون الخليجي أن تكون قمة المنامة محطة حاسمة في مسيرة المجلس، وتدفع تتطلعان ورغبات أبناء الخليج باتجاه موقف خليجي موحد، يعزز مكانة المواطن الخليجي ويرفع من مكانته وقدراته خاصة في هذا العصر الذي تزداد فيه التحديات بسبب غزو الذكاء الاصطناعي وإيجاد منصة خليجية توحد الجهود نحو الانتقال إلى التقانة والثروة الصناعية الرابعة .
ويرى المراقبون أن مجلس التعاون — رغم كل التحديات — يعد واحد من أنجح التكتلات الإقليمية وأكثرها تماسكًا واستمرارية. وقد أثبتت التجربة أن قوة الخليج تكمن في وحدته، وفي قدرة قادته على تحويل الأزمات إلى فرص لتعزيز الاستقرار والازدهار.
كنت أتمنى ان أكون حاضرا في المنامة، لتغطية أعمال هذه القمة حيث شاركت على مدار السنوات. الماضية في القمم الخليجة ناقلا للمشاهد التي تواكب أعمال انعقاد القمة .
اخيرا اطفح كأحد أبناء الخليج ان تكون تعيد المنامة في رسم أولويات المرحلة القادمة لأبناء الخليج بروح واحدة، ورؤية واحدة، وصوت خليجي واحد. ونجدد قولا وفعلا. مسيرنا واحد وخليجنا واحد وان الخليج طريقنا
في مستقبل يقوم على التضامن والتكامل والازدهار المشترك

زر الذهاب إلى الأعلى