نحات الكلام .. (خاطرة)
محمد الكندي
صوت إغلاق باب الغرفة .. الظلام يملأ جميع أرجاءها .. لكنني تعودت على ذلك اللون الأسود .. حتى أصبح لوني المفضل ..أستطيع أن أمسك قلمي واتنقل بين صفحات كتبي قبل ذلك .. حتى أصل إلى الصفحة الفارغة .. وأعود لحياتي في العالمي .. عالم خارج عن قواعد الواقع جميعها .. استطيع أكتب ما أريد ..لا عيب ولا استهزاء بكلامي .. ويمكن أن أصف خيالا لقصصي .. قصصا كنت دوما أريد أن اعيشها .. ولكنها تظل وحي من خيالي .. استطيع ان اكتب في تلك العتمه .. فهي لا تختلف كثيرا عن معظم ما اكتبه .
اخذ نفسا عميقة .. وافكر فيما ابدأ بكتابته .. وأقع في حيره كل مره اكتب بها ..ماذا اكتب كي اعبر عن قرائي .. وأصل الى الحل دائما .. وأحكي ما يدور في خاطري .. فأجد في كل مره اعبر عن اشخاص مختلفين .. فقد مررت بتجاربهم كلها ..يبدأ قرائي يتعجبون كيف عبرت عنهم الى ذلك الحد .. ولكنهم لا يهتمون بما امر به .. هم فقط يأخذون الكلمات التي تتناسب معهم فقط .. ويمكن لي ان اغير ردة فعلهم بتحويل النهاية الى نهاية حزينة او سعيدة .. وسيعيش قراء القصة في النهاية التي اخترتها لهم في كل مرة .
فالكاتب كما يقال نحات للكلام .. فأنا نحات للواقع .. ابدأ قصصي بتجاربي الحزينة .. ولكنني احاول في كل مرة ان اغير من قصتي البائسة حتى لا اصل ما وصل اليه .. فتظن بالفعل ان حزن الكاتب قد زال وتجد حل مشكلتك .
يغلق الكاتب صفحاته متمنيا لو انه يستطيع حل تلك المشاكل عندما مر بها قبلك .. ولكنه ينحت واقع غيره .