دور الإحصائيات في دعم القرارات
بقلم : دلال مدوه
تعد الإحصائيات والبيانات الحديثة أدوات أساسية للحكومات، حيث تمكنها من اتخاذ قرارات رشيدة، وتخصيص الموارد بكفاءة، فمن خلال إنشاء وتحديث قواعد البيانات الاحصائية، مع الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحليل تلك البيانات، يمكن للجهات الحكومية، قياس وتحسين مستوى جودة الخدمات العامة، وترشيد الانفاق في مختلف القطاعات.ومن الفوائد الأساسية للإحصائيات في دعم صناعة القرارات الحكومية، ان اعتماد جميع الجهات على التحليلات الاحصائية في مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية.. وغيرها، تساعدها في تحديد الاتجاهات والقضايا الملحة، مما يمكنها من إصدار قرارات سليمة، وإطلاق برامج مستهدفة، ومشاريع مهمة تلبي احتياجات المجتمع الضرورية.علاوة على ذلك، تلعب الإحصائيات دورا جوهريا في تخصيص الميزانيات للمشاريع، والبرامج الحكومية بشكل صحيح، حيث تسهم في تحديد أولويات الإنفاق على المجالات المهمة في كل قطاع، مما يضمن استخدام الموارد المتاحة بكفاءة عالية، بالإضافة إلى دورها الفعال في توفير وترشيد الإنفاق الحكومي، وتجنب مواضع الهدر، من خلال تحليل التكاليف، والمصروفات، والعوائد المتوقعة للمشاريع المقترحة، الأمر الذي يسهم في توفير موارد أكثر، وتحقيق عوائد أعلى، وترك أثر أكبر، وتحديد أفضل لأولويات المشاريع، وفقا للاحتياجات العامة.وقد نجحت العديد من البلدان في تنفيذ مشاريع وبرامج قائمة على الاحصائيات والبيانات الفعلية الحديثة، مما أدى إلى تحقيق وفورات كبيرة، وترشيد في تكاليف المشاريع، وتعزيز كفاءة العمل، وتحسين جودة الخدمات العامة، ومن الأمثلة البارزة على ذلك «مبادرة أمستردام للمدن الذكية» التي تبنتها مدينة أمستردام الهولندية، وأدت إلى تحسين جودة البنية التحتية، ورفع مستوي الخدمات الحضرية، من خلال استخدم تحليلات البيانات في الوقت الفعلي الصادرة من أجهزة الاستشعار، والتي تم إيصالها لصناع القرار في قطاعات متعددة، مما ساعد في تحسين استهلاك الطاقة، وجودة إدارة النفايات، وتسهيل حركة المرور، كما حققت المبادرة وفورات مالية تقدر بـ 100 مليون يورو.وتعتبر الإحصائيات الحديثة والدقيقة ضرورية أثناء عملية صنع القرار، لأن المعلومات القديمة قد تؤدي إلى قرارات خاطئة تعرض المشاريع، أو برامج الخدمات المختلفة للعديد من المخاطر أو الخسائر، كما إنها أقل صلة بالقطاعات سريعة التغيير، مما يسبب ضياع الفرص الحالية المتاحة، أو مواجهة مشاكل كبيرة كان من الممكن تجنبها.فضلا عن تسهيل عملية المتابعة والتقييم من خلال تتبع مختلف الجهات لجودة مشروعاتها وبرامجها، وفعالية قراراتها وسياساتها، وإجراء التعديلات اللازمة لتحسين مستوى النتائج، كما تعزز تقارير الاحصائيات الحكومية الحديثة الشفافية، وتزيد ثقة المواطنين في الأداء الحكومي.من ناحية أخرى، يمكن للحكومة الاستفادة من الإحصائيات في دفع عجلة النمو الاقتصادي في البلاد، حيث تعمل المعلومات الإحصائية الاقتصادية الدقيقة على جذب الاستثمارات الأجنبية، وتسهيل تأسيس وتطوير وتنشيط المشاريع التجارية، وتنمية وتشجيع الصناعات المحلية، من خلال عرض إمكانات النمو، والفرص الاستثمارية، والتجارية المتاحة في مختلف القطاعات، حيث يدعم التوجه القائم على تحليل البيانات للمشاريع والأنشطة المتنوعة، نجاح الشركات والمصانع، والمشروعات الصغيرة ويشجع على ريادة الأعمال