لِقاءُ الوُدِّ

حمد الراشدي 
حمد الراشدي 

( بحر الوافر )

شعر : حمد الراشدي 

hamed.alrashdi1212@gmail.com

مسقط

٢٥ شعبان ١٤٤٦ هـ – ٢٤ فبراير ٢٠٢٥ م

لِقاءُ الوُدِّ لا يُبْليه مَطْلُ 

وبينَ الصَّحْبِ مِيثاقٌ ووصْلُ 

ويَجْمعُ لِلْمَكارِمَ في وَفاءٍ

وفي ذِمَمٍ لها بَعْدٌ وقَبْلُ 

لَقد جِئنا إلى الوادي صباحًا

على شَغَفٍ لهُ الأشواقُ تحْلو

دعانا مِنْ عُلا الأمْجادِ شَهْمٌ

وذو كَرَمٍ كَسَيْلٍ فيه سَجْلُ

 ” عَليٌّ ” مَنْ مُحيّاهُ نَهارٌ (١)

ولِلْفِعْلِ الجَميلِ يدٌ وبَدْلُ 

وإنَّ أَبا خليفةَ قد بَراها 

صَنائعَ لا تَبورُ ولا تُمَلُّ

يُصَرِّفُها كما شاءتْ ذِمارٌ

ويُحْكمُها على الإخلاصِ عَقْلُ

بِوادي الخَوْضِ خُضْناهُ وِدادًا

وأمْتَعَنا السّحابُ جفاهُ سَيْلُ

وفي الوادي مِياهُ الحُبِّ تَجْري

قلائدَ في مَدى الأنْحاءِ تَجْلو

كأنَّ عُيونَ جَرْيِ الماءِ مُقْلٌ

بها حَبَبٌ لها الحَصْباءُ كُحْلُ

كأنَّ الساقياتِ لنا خيالًا

ضَرَبْنَ الرّجْلَ ، والخلْخالُ يَتْلو

وكُنَّ الخاضِباتُ لَهُنَّ راحًا

أَمانٍ في الصّدور لها مَحَلُّ

واسْعَدَنا الكريمُ غداةَ ألفىٰ

وأتْحفَنا ، وفي لُقْياهُ نُبْلُ

” مُحَمَّدُ إبْنُ عبْداللهِ ” وَجْهٌ (٢)

لهُ العَزَماتُ والإقْدامُ فِعْلُ

وإنْ دارَ الحِوارُ يقولُ فضْلًا

ويُسْمِعُكَ الحديثَ بما يَدُلُّ

سَريعٌ في التّجاوُبِ حِينَ يُدْعىٰ

حصيفُ الرّأْيِ بالأفكار يَعْلو

حَريصٌ في اجْتماعٍ والْتِقاءٍ

على الأصحابِ لا يُثنيهِ شُغْلُ

رهامُ السّحْبِ أهْدانا شِتاءً

وقد كُنّا بحُلْمِ الغَيْثِ نَسْلوا 

ودَهْماءُ العُبورِ تَقولُ سِيروا

وخُوضوها الغُيولَ فليسَ وَحْلُ

عَبَرْناها إلى ” فَنْجا ” وَصَلنا

ووَجْناءُ الرّفارِفِ مَنْ يُقِلُّ

عَجيبٌ ذٰلِكَ الفَلَجُ المُوازي

لسَفْحِ السَهْلِ مِنْ زَمَنٍ يُطِلُّ (٣)

وقد دارتْ أساطيرٌ سَقاها

خَيالٌ للرُّواةِ بها تَسَلّوا

و ” يحْيى ” مِنْهُ يَأتينا رَبيعٌ (٤) 

إذا نُكَبَ الزّمانُ وحَلَّ مَحْلُ 

ولا يَحْلو اللقا إلاّ ب ” يحيى “

إذا كَمُلَ التَّجَمُّعُ فَهْوَ أهْلُ

يَزينُ القَوْلُ فيه بما تَحَلّى 

مِنَ الأخلاقِ فيها القوْلُ فَصْلُ 

قَضَيْنا اليوْمَ لا نَدْري بِوَقْتٍ

وقبْلَ اليومِ طُولُ اليومِ حَوْلُ

خُروجُكَ لِلْمَسارحِ من حياةٍ

وجَوْبُكَ في الرّحاب مَداهُ فَضْلُ

وقَدْ تَشْقى القلوبُ بِنا إذا ما

تَغَلَّفُها الكُروبُ ، وقَدْ تَعِلُّ

رياضٌ في السُّهولِ بها صَفاءٌ

كعَيْنِ الدّيكِ قِيلَ ، فهَلْ تُحَلُّ ؟

وفي الساحاتِ لِلنّفسِ اغْتِباطٌ

ولِلأبْصارِ تَسريحٌ ونَهْلُ

١- معالي السيد علي بن حمود البوسعيدي .

٢- معالي الشيخ محمد بن عبد الله الحارثي .

٣- يُطِلُّ : أصبح طَلَلًا

٤- معالي الاخ يحيى بن سعود السليمي .

زر الذهاب إلى الأعلى