أتانا الشهرُ وافانا

حمد الراشدي 
حمد الراشدي 

( بحر الهزَجْ )

شعر : حمد الراشدي 

hamed.alrashdi1212@gmail.com

مسقط

٢٩ شعبان ١٤٤٦ هـ – ٢٨ فبراير ٢٠٢٥ م

أتانا الشّهْرُ وافانا

وزادَ القَلبَ رَيْعانا

أيا نُورًا تَغَشّانا

إلى الطّاعاتِ نادانا

بِنا يَهْفو لها شَوْقٌ

فجاءَ الصَّوْمُ سُلْوانا

وزادَ الرّحْلَ أفضْالًا

تُثِيبُ العبْدَ إحْسانا

إذا لبّىٰ كما أدّىٰ

مَناطَ الفرْضِ حُسْبانا 

وحسْبُ المَرءِ أنْ يَلْقىٰ

مِنَ الرّحمٰنِ غُفْرانا

وبالرَّحْماتِ كَيْ يحْظىٰ

بِعِتْقٍ مِنْ لَظًى حانا

أيا ذا الصّوْمُ يا نُعْمىٰ

فأنتَ الخيْرُ مَيْدانا

وأنتَ النّفسُ إذْ تَرْقىٰ

تُريدُ الوَصْلَ عِرْفانا

فتَرْقاها ذُرى الجَوْزا

تَذوبُ الرّوحُ تحْنانا

دَعاها الشَّوْقُ أنْ تَصْفو

صفاءَ الدُّرِّ عِقيانا

وتَدْعو الربَّ مَوْلاها

بِقَلْبٍ شَعَّ نُورانا

وفي الأحشاءِ أنوارٌ

وَقادَ النُّورُ وِجْدانا

كلا القَلْبَيْنِ في طُهْرٍ

وبالنّفْحاتِ بُرْكانا

بِفَضْلِ الصّوْمِ قَدْ ذُقْتُ

غِذاءَ الرّوح إيمانا

ولَوْ لا الصّوْمُ ما كَنْتُ

عَرَفْتُ الصَّبْرَ إيقانا

ولا جُلْتُ السّما فِكْرًا

يَرى الآياتِ سُلْطانا

وأَرْجو كَشْفَ آلامي

فَأعْطى الصّوْمُ عُنْوانا

وجِئتُ الظِّلَّ مِنْ سِدْرٍ

يَفيضُ الوَجْدُ طُوفانا

لِدَوْحٍ مِنْ عطا رَبّي

يَميلُ الحُبُّ أغْصانا

سقيْتُ القَلْبَ مِنْ نَبْعٍ

كَسَقْيِ الصَّبِّ وَلْهانا

مَعينًا مِنْ رَيَا قُرْبٍ

إلى المَعْبود إذْعانا

إليْهِ خالقِ النَّفْسِ

وسَوّاها كما صانا

إليهِ مُحْيِيِ الدَّرْسِ

تعالى الرّبُّ دَيّانا

هُوَ الرّحْمٰنُ مَنْ يُرْجىٰ

لِسَدِّ الحاجِ مِعْوانا

هُوَ القَيُّومُ مَنْ أَهْدىٰ

صِراطاً تَمَّ قُرْآنا

إلٰهي حرْتُ مِنْ نَفسي

وكُنْتُ العُمْرَ سَدْرانا

ونَفْسي مَنْ بَغى نُكسي 

فَجِئتُ اليومَ نَدمانا

وخَوْفي مِنْ جَنى غَرْسي 

فَقُمْتُ الليْلَ سَهْرانا

ولمْ أعرفْ لهُ أُنسي 

سِوى بالْآيِ جَذْلانا

هُوَ القرآنُ إذ فاقَ

بِه التِّبْيانُ ” سَحْبانا ” (١) 

وبالإعْجازِ كمْ ذاقَ

فُلولُ الغَيِّ خُسْرانا

بِهِ المَولى قَضى دينًا

يُقيمُ العَدْلَ مِيزانا

ودينُ الحقِّ قد أرْسىٰ

بِهِ المُخْتارُ أرْكانا

وجاءَ الهَدْيُ تَيْسيراً

وبالتَنزيلِ تِبْيانا

تَعالى اللهُ فَعّالًا

لِما يَبْغي ، وسُبْحانا

تَعالىٰ غَيْرَ مَسْبوقٍ 

بِمَنْ كانوا ومَنْ كانا

تَعالىٰ نُورَ أكْوانٍ

قَضى الأزْمانَ والشّانا

تعالىٰ في العُلا قَدْرًا

وفَوْقَ القَوْلِ بُرْهانا

١- سحبان وائل : أحد أشهر فصحاء العرب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى