مصيرة تحتضن أول مشروع تجريبي لاستزراع المحار دعمًا للتنويع الغذائي والاقتصادي

مصيرة في 24 سبتمبر /العُمانية/ شهد قطاع الاستزراع السمكي في سلطنة عُمان إضافة نوعية مع بدء أول مشروع تجريبي لاستزراع المحار في جزيرة مصيرة بمحافظة جنوب الشرقية، الذي تنفذه شركة المياه الزرقاء منذ يناير 2025 بتكلفة استثمارية قدرها 5 ملايين ريال عُماني، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر الغذاء وتعزيز الاقتصاد الوطني بما يتوافق مع مستهدفات رؤية “عُمان 2040”.

وتقام المزرعة على مساحة هكتارين، وتضم 3600 سلة موزعة على ستة خطوط بحرية، حيث يتم استيراد زريعات المحار ووضعها في سلال صغيرة لمدة شهرين قبل نقلها إلى سلال أكبر عائمة في البحر، تُدار وفق نظام “Flip Farm” النيوزيلندي، أحد أحدث الأنظمة العالمية في استزراع المحار.

وأوضحت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه أن من أبرز العمليات التشغيلية قلب السلال بشكل دوري، ما يُبقي المحار خارج الماء لفترات محدودة، في محاكاة للظروف الطبيعية، وهو ما يعزز صلابة المحار وجودته ويمنحه فترة صلاحية أطول. ومن المتوقع أن يصل المحار إلى الحجم المثالي للحصاد بوزن 90 جرامًا، على أن يتم أول إنتاج تجريبي في نهاية العام الجاري بكمية تصل إلى 39 طنًا.

وأكد الدكتور عيسى بن محمد الفارسي، مدير دائرة تنمية الاستزراع السمكي، أن القطاع يُعد من أسرع القطاعات الغذائية نموًا عالميًّا بنسبة 9% سنويًّا، مشيرًا إلى أن استزراع المحار في عُمان يمثل موردًا مستدامًا يُلبي الطلب المتزايد على المنتجات البحرية مع ارتفاع الاستهلاك المحلي وتنامي المشاريع الاقتصادية والسياحية. وأضاف أن المشروع لا يقتصر على جوانبه الاقتصادية فقط، بل يحمل أبعادًا بيئية مهمة، إذ يساهم المحار في تحسين جودة المياه عبر عملية الترشيح الطبيعي، مما يجعل المشروع نموذجًا للاستزراع السمكي المستدام.

كما أوضح أن الوزارة تعمل على تطوير الاستزراع السمكي التجاري والتكاملي في السلطنة من خلال توفير الدعم والخدمات والتسهيلات اللازمة، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي الوطني وزيادة الإنتاجية الاقتصادية للقطاع السمكي.

من جانبها، أشارت المهندسة لينا بنت علي آل محمد، مهندسة مشاريع المحار في شركة المياه الزرقاء، إلى أن المؤشرات الحالية تؤكد نجاح التجربة وقدرة سلطنة عُمان على إنتاج محار عالي الجودة بفضل بيئتها البحرية الغنية ودرجات الحرارة المناسبة، مضيفة أن الشركة تدرس التوسع في المرحلة المقبلة لتطوير المشروع وتحويله إلى استثمار بحري مستدام ومنافس عالميًّا.

ويُعد مشروع استزراع المحار في مصيرة بداية لمرحلة جديدة من الاستثمارات البحرية، تؤكد المزاوجة بين الكفاءة الاقتصادية والاستدامة البيئية، وتُرسّخ مكانة سلطنة عُمان كوجهة واعدة في قطاع الاستزراع السمكي على المستويين الإقليمي والعالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى