الفن التشكيلي.. مساحة تعبير تُجسّد إبداع المرأة العُمانية وهويتها

مسقط في 17 أكتوبر /العُمانية/ يُعدّ الفن التشكيلي من أبرز مجالات الإبداع التي تبرز حضور المرأة العُمانية في الساحة الثقافية، لما تمتلكه من حس جمالي يعكس ارتباطها العميق ببيئتها ومجتمعها، وقدرتها على توظيف قيمها وتراثها بصيغ فنية حديثة تجمع بين الأصالة وروح العصر.

تقول هاجر بنت جمعة المعمرية، معلمة الفنون البصرية بمدرسة بوشر للتعليم الأساسي، إن معلمة الفنون تحمل مسؤولية كبيرة في غرس جماليات البيئة العُمانية وتنوع تراثها في وجدان الأجيال الناشئة، وتعزيز حس الانتماء الوطني من خلال بناء هوية فنية راسخة. وأضافت أنها تمارس الفن مع طلابها عبر مشروعات صفية متنوعة تستخدم فيها خامات فنية مختلفة وتقنيات رقمية حديثة.
وترى أن على الجيل القادم دورًا مهمًا في صون القيم الفنية وإبراز الهوية الوطنية من خلال فهم الرموز والزخارف والألوان المستخدمة في الفنون التقليدية، إلى جانب ممارسة الحرف اليدوية ضمن الدروس الفنية. مؤكدة أن هذا الجيل يشكل جسرًا يصل بين ماضي الأجداد وتطلعات المستقبل، ويحمل رسالة الحفاظ على الهوية العُمانية وإظهارها بأساليب مبتكرة.

من جهتها، تشير جنان بنت محمد آل عبد السلام، طالبة التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس، إلى أن أكثر ما يلهمها في الفن هو قدرته على احتواء معانٍ لا حصر لها، وتحويل الأفكار والمشاعر إلى أعمال نابضة بالحياة. وتؤكد أن الفن بالنسبة لها عالم بلا حدود، تعبّر من خلاله عن هويتها بلغة يفهمها الجميع.
وترى أن اللوحة الفنية ليست مجرد تقنيات، بل حالة من الصدق الإنساني الصادق، تعكس شخصية الفنان وبيئته وثقافته. فاختياراته البصرية من ألوان ورموز ليست عشوائية، بل امتداد لتاريخه وانتمائه. وتوضح أن الفن وسيلة للحفاظ على الهوية وإحيائها، وليس مجرد متعة بصرية، فهو فعل واعٍ يعيد تقديم الرموز الثقافية بروح متجددة.

أما الفنانة البصرية حورية بنت غالب الحراصية فتشير إلى أن المرأة العُمانية أسهمت في إغناء المشهد الفني عبر لوحات تستلهم عناصرها من الجبال والبحر والنخيل العُماني، فتحولها إلى أعمال تلامس الوجدان وتعكس ملامح الوطن بروح معاصرة.
وتؤكد أن الفنانة العُمانية استطاعت من خلال مشاركاتها في المعارض المحلية والدولية أن تقدّم نموذجًا مشرقًا للمرأة المبدعة القادرة على الموازنة بين الأصالة والتجديد، مع وعي متزايد بدور الثقافة في بناء الإنسان وصون الهوية.

وتختم بالقول إن الفن ليس مجرد تعبير شخصي، بل رسالة تُروى من خلالها حكايات الأرض والذاكرة، لتبقى الثقافة حاضرة في وجدان الأجيال القادمة.





