قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 3 نوفمبر /العُمانية/تابعت وكالة الأنباء العُمانية مجموعة من المقالات المنشورة في الصحف والمنصات العالمية، تناولت قضايا اقتصادية واجتماعية وتكنولوجية معاصرة، من بينها مستقبل المدفوعات العابرة للحدود، وأزمة الشيخوخة السكانية في أوروبا، ومكانة الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان.
المدفوعات العابرة للحدود.. الحاجة إلى إعادة بناء لا تسريع فقط
في صحيفة ميل آند جارديان الجنوب أفريقية، كتبت “إلين كومويندا-ماتين” مقالًا بعنوان: “في سباق تسريع المدفوعات العابرة للحدود، ليست السرعة هي المشكلة الوحيدة”. أوضحت فيه أن تطوير أنظمة المدفوعات الدولية يتطلب مقاربة شاملة تتناول البنية الأساسية والأمن والمواءمة التنظيمية، لا مجرد رفع سرعة التحويلات.
وأشارت الكاتبة إلى أن تعقيد النظام المالي الحالي ناجم عن تعدد الوسطاء والرسوم ومتطلبات الامتثال، ما يبطئ حركة رأس المال عالميًّا. وطرحت تساؤلًا جوهريًّا: هل ينبغي تسريع الأنظمة القديمة أم إعادة تصميمها جذريًّا؟ مؤكدة أن الحل الحقيقي يكمن في بناء بنية مالية جديدة أكثر مرونة وشفافية.
وبيّنت أن اعتماد معيار ISO 20022 في نوفمبر 2025 سيشكل تحولًا جذريًّا في عالم المدفوعات، إذ يتيح “لغة مالية ذكية” تجعل المعاملات أكثر وضوحًا ودقة بفضل البيانات الغنية التي تتضمنها. لكنّها حذرت من أن التباين التنظيمي بين الدول، خاصة في إفريقيا، يظل عائقًا أمام التكامل المالي الإقليمي.
وشددت الكاتبة على ضرورة التنسيق بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية والهيئات التنظيمية لبناء أنظمة موحدة آمنة وفعّالة، مع تعزيز بروتوكولات الأمن السيبراني التي تقلل من مخاطر الاحتيال في ظل التحول الرقمي المتسارع.
الشيخوخة في أوروبا.. قنبلة سكانية موقوتة
من جانبه، تناول الكاتب “جيلز ميريت” في مقاله المنشور عبر منصة بروجيكت سينديكيت أزمة الشيخوخة في أوروبا، معتبرًا إياها “تهديدًا وجوديًا” للقارة، في ظل تجاهل الحكومات والأحزاب السياسية لهذه القضية الحساسة خشية تبعاتها الانتخابية.
وأشار إلى أن كبار السن الذين تجاوزوا الستين عامًا يمتلكون ثلاثة أرباع ثروات أوروبا رغم أنهم يشكلون ربع سكانها فقط، في حين لا تتجاوز حصة الشباب (تحت 35 عامًا) 5 بالمائة من الثروة. ووصف ميريت هذا الوضع بـ “القبضة الفضية” التي تُحكم سيطرتها على الاقتصاد والسياسة في القارة العجوز.
وأوضح أن تكاليف الرعاية الصحية والمعاشات مرشحة للارتفاع بشكل كبير لتصل إلى أكثر من ربع الناتج المحلي الأوروبي بحلول عام 2050، ما سيضع ضغوطًا هائلة على الاقتصادات الوطنية. كما حذر من انكماش القوى العاملة بنسبة 25 بالمائة بحلول 2070، الأمر الذي سيؤدي إلى تباطؤ اقتصادي وفقدان القدرة التنافسية عالميًّا.
واقترح الكاتب مجموعة من الحلول الصعبة، أبرزها زيادة الضرائب لمواجهة النفقات الاجتماعية، وتشجيع الهجرة المنظمة لسد فجوة الأيدي العاملة، مشيرًا إلى أن أوروبا أمام خيارين: أن تصبح قارة متعددة الأعراق وحيوية أو أن تواجه مصير “الشيخوخة والانكماش”.
وختم مقاله بالتأكيد على أن أزمة الشيخوخة ليست مجرد تحدٍ اجتماعي، بل أزمة اقتصادية وجيوسياسية تهدد مستقبل القارة الأوروبية إذا لم تُتخذ قرارات شجاعة لمعالجتها.
الذكاء الاصطناعي.. آلة لا صديق
وفي زاوية أخرى، تناول الأكاديمي “بيتر كيرشلاغر”، أستاذ الأخلاق، في مقاله المنشور عبر بروجيكت سينديكيت، ما وصفه بـ “الخطاب المضلل” الذي تروجه شركات التكنولوجيا الكبرى بتقديم الذكاء الاصطناعي كـ”صديق” أو “شريك موثوق” للإنسان.
وأكد أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ليست ذكية بالمعنى الإنساني، بل هي أدوات تعتمد على معالجة البيانات ومحاكاة الأنماط دون وعي أو إدراك حقيقي. وقال إن هذه الأنظمة تفتقر إلى “الفاعلية الأخلاقية”، لأنها لا تفهم نتائج أفعالها ولا تمتلك حسًّا بالقيم أو المسؤولية، مستشهدًا بسيارة ذاتية القيادة قد تضحي بحياة إنسان في سبيل تحقيق هدفها البرمجي المتمثل في الوصول بسرعة.
ودعا الكاتب إلى استخدام مصطلح أكثر دقة وهو “الأنظمة القائمة على البيانات”، مشيرًا إلى ضرورة الحذر من السماح للآلات باتخاذ قرارات مصيرية أو الظهور في صورة كيانات إنسانية. وشدد على أهمية وضع ضوابط أخلاقية صارمة تضمن بقاء هذه التقنيات في إطارها الوظيفي، دون أن تمسّ حرية الإنسان وكرامته.





